عبدالرحيم: المتحف الإسلامي يحي فنون التصوير بكاميرا الموبايل (صور)
قال الدكتور جمال عبدالرحيم، أستاذ الآثار والفنون الإسلامية بكلية الآثار جامعة القاهرة، إن فن التصوير ليس بجديد على المصريين، وقد أبدع المصري القديم في هذا الفن منذ فجر التاريخ، مضيفًا أن العصر الإسلامي بمصر استطاع الفنان المصري فيه أن يسطر أبدع اللوحات التصويرية والتي لازالت خالدة إلى الآن.
وأشار عبدالرحيم، إلى أن فن التصوير الإسلامي لم يكن مجرد فن لتسجيل لحظات معينة وفقط، بل إن المسلمين أبدعوا في تصوير المخطوطات، سواء المخطوطات الطبية، أو غيرها، حيث نجد مثلًا كتاب كليلة ودمنة، والذي ترجم إلى العربية، فقام المصور المسلم بوضع الصور التوضيحية إلى جانب الحكاية المسلية، وكذلك في المخطوطات الطبية، والوصفات العلاجية جعهما كلها بالتصاوير المناسبة.
وأوضح أن الفنان في العصر الإسلامي صور الأشهخاص، والمناسبات المختلفة وتعددت مدارس التصوير ما بين المدرسة العربية في التصوير، والمدرسة المغولية، والهندية، والمدرسة الصفوية والتي تركت لنا أبدع الصور للسلاطين والخلفاء.
وكذلك في مصر نجد أن الفنان ترك لنا نماذج من التصوير ولعل أشهرها صور الحياة اليومية التي عثر عليها في آثار القصر الغربي الكبير، والتي تمثل مشاهد للصيد والطرب، والعزف الموسيقي وغيرها.
جاءت تصريحات عبد الرحيم على هامش المعرض المقام في متحف الفن الإسلامي تحت عنوان "عيون الكاميرا" والذي عرض لصور تم التقاطها بواسطة كاميرا الموبيل، من خلال المسابقة التي أطلقها المتحف قبل أشهر.
يذكر أن متحف الفن الإسلامي بالقاهرة، هو درة المتاحف الإسلامية في العالم، حيث يضم ما يزيد عن 100 ألف قطعة أثرية نادرة ومتنوعة والتي ترجع للعصر الإسلامي، من عدة أقطار مختلفة كالهند والصين وإيران، مرورا بفنون شبه الجزيرة العربية والشام ومصر وشمال أفريقيا والأندلس.
والمتحف يحتوي علي مجموعات نادرة من الآثار الاسلامية سواء من الهند أو الصين أو إيران مرورا بفنون شبه الجزيرة العربية والشام ومصر وشمال أفريقيا والأندلس.
وبدأت فكرة إنشاء متحف للفنون والآثار الإسلامية في عصر الخديوي "إسماعيل" عام 1869، وتم تنفيذ الفكرة في عصر الخديو توفيق عام 1880، عندما قام فرانتز باشا بجمع التحف الأثرية التي ترجع إلى العصر الإسلامي في الإيوان الشرقي لجامع الحاكم بأمر الله الفاطمي بشارع المعز.
وفي عام 1882 كان عدد القطع الأثرية التى تم جمعها 111 قطعة، وتم بعد ذلك بناء مبنى صغير في صحن جامع الحاكم أطلق عليه اسم "المتحف العربي"، تحت إدارة فرانتز باشا الذي ترك الخدمة سنة 1892.
وتم افتتاح مبنى المتحف الحالي في منطقة باب الخلق في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني في 28 ديسمبر 1903، ثم تغير اسم المتحف من دار الآثار العربية إلى متحف الفن الإسلامي عام الدار سنة 1951.
وللمتحف مدخلان أحدهما مطل على شارع بور سعيد في مواجهة مديرية أمن القاهرة، وتتميز هذه الواجهة بزخارفها المستوحاة من العمارة الإسلامية في مصر في عصورها المختلفة، ويتكون المتحف من طابقين؛ الأول به قاعات العرض، والثاني به المخازن وبدروم يستخدم كمخزن وقسم لترميم الآثار.
وقد تعرض المتحف في يوم 24 يناير 2014، لانفجار سيارة مفخخة كانت مستهدفة مديرية أمن القاهرة المقابلة للمتحف، وأدى التفجير لتدمير واجهة المتحف المقابلة للمديرية، وتدمير عدد من القطع الأثرية، وأعلنت وزارة الآثار انطلاق مشروع ضخم لترميم المتحف، اإعادة ترتيب سيناريو العرض به، وقد تم افتتاح المتحف بحضور السيد رئيس الجمهورية بعد انتهاء أعمال ترميمه عام 2017.