"صعيدي من قفط".. علم الطلاب فنون الترميم وحافظ على تراثنا من الاندثار
كشف عبد الناصر أحمد عبد العظيم مدير عام آثار ومتاحف مصر العليا، عن شخصية الرجل صاحب الزي الصعيدي والذي يقوم بترميم تمثال أثري في أحد أشهر الصور التي انتشرت على السوشيال ميديا الآونة الأخيرة.
وقال عبد العظيم في تصريحات خاصة لبوابة الفجر الإلكترونية، إنه انتشرت فى الأيام الماضية صورة على مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر أحد الرجال بزيه الصعيدي وهو يقوم بعملية ترميم لتمثال أثري، وقد تم التعليق عليها من غير المتخصصين بعلوم الترميم بالنقد والتشويه.
وأوضح عبد العظيم أن الصورة هي لعم عبده كُريم أثناء ترميم أحد تماثيل الملك رمسيس الثالث في الصف الغربي بالفناء المفتوح في معبد رمسيس الثالث في معابد الكرنك بالأقصر.
وأكد مدير عام آثار ومتاحف مصر العليا أن عم عبده من إحدى عائلات قفط، وهي عائلة صاحبة خبرة كبيرة فى مجال الترميم والحفائر فى منطقة آثار مصر العليا، ووصفه بأنه حفيد أجداده، الذين نحتوا يومًا ما هذه التماثيل بأيديهم وأدواتهم البسيطة، فأبدعوا وأتقنوا فنًا استمر عبر الزمان.
وأشار عبد العظيم إلى أن عم كُريم عمل مع المركز المصري الفرنسي في الكرنك منذ أكثر من خمسين عامًا، وتتدرب مع كثير من خبراء الترميم الأجانب في المركز بل وهو الذي كان يُعلم طلاب الترميم في معهد الترميم بالأقصر الجانب العملي لأعمال الترميم بالمعهد.
وأكد عبد العظيم أن المرممين الحرفيين أمثال عم عبده فى مناطق مصر العليا المختلفة حافظوا على تراثنا منذ بدايات القرن الماضي وتعلمنا منهم الكثير لأن علوم الترميم بدأت فى الجامعات المصرية منذ 1982م ونرجوا من الزملاء الذين ينتقدوا أعمال الترميم أن يرجعوا المتخصصين للرد لأن جميع أعمال الترميم الحديثة موثقه علميًا.
وأضاف أن العمل الموجود في الصورة تم منذ حوالي 20 عامًا وهو استكمال بمونة الجير والرمل وبعض الأكاسيد الطبيعية لكي تحاكي لون الأثر من الحجر الرملي وتم الاستكمال وفقًا لمواثيق الترميم الدولية وهو خفض مونة الاستكمال بحوالي نصف سم.
وأبدى عبد العظيم أسفه على ما يتم تداوله كل حين والآخر من صور على مواقع التواصل الاجتماعي لأعمال ترميم قديمة من فترة الخمسينات والستينات والتي كانت تستعمل فيها مونة الأسمنت على أنها أعمال ترميم حديثة، وأكد أنه توجد خطة عمل لإزالة مونة الترميم القديمة بآثار مصر العليا فى كل المواقع.