"مؤسسات خيرية ستاراً لدعم التنظيمات الإرهابية".. كيف توغلت قطر في أفريقيا
على مدار عدة سنوات ماضية حاولت قطر التوغل في القارة السمراء، متخذة الأنشطة الاستثمارية ستاراً لها من أجل التغطية على خطتها في نشر قواتها وأذرعها الإرهابية المتمثلة فى الحركات الجهادية المتطرفة المتشددة التي تقتل باسم كل ما يخدم مصالحها، بجانب أنها تضخ ملايين الدولارات في استثمارات أفريقية بالشراكة مع عدد من الدول لا تأتي بعائد، من أجل جعل تلك الدول شوكة في ظهر الدول المقاطعة لها.
جرائم قطر في ليبيا
منذ يومين كشف الناشط والباحث الليبي، سراج التاورغي، تفاصيل ملف شامل قدمه
لمجلس حقوق الإنسان بجنيف التابع للأمم المتحدة حول انتهاكات وجرائم قطر في ليبيا منذ
العام 2011.
وقال التاورغي في مقابلة مع "العربية.نت" إنه تقدم بملف موثق يتضمن
جرائم قطر في بلاده ليبيا وانتهاكاتها هناك، وقيامها بتمويل ميليشيات إرهابية وداعشية،
لتنفيذ فظائع وقتل وتعذيب ضد الليبيين، فضلاً عن انتهاكات جنسية، شارك فيها قطريون
وعناصر مسلحة ضد أبناء الشعب الليبي وحرق منازل وتفجير منشآت نفطية وحكومية.
مؤسسات خيرية ستار للإرهاب في أفريقيا
ومنذ عدة شهور كشفت التقارير الإعلامية
العالمية على مدار الأشهر الأخيرة، محاولة استعادة قطر لنفوذها فى قارة أفريقيا،
وتحت ستار الدعم والمساعدة فى مجالات مكافحة الفقر، وبحقائب مليئة بالريالات، فاستطاعت
قطر التسلل إلى دول القارة السمراء إلا أن حقيقة الأهداف تكشفت يوماً تلو الآخر، ليظهر
وجه "الحمدين" الحقيقى، وحقيقة أهدافه
المتمثلة فى إيصال الدعم بالمال والسلاح واللوجستيات للجماعات المتطرفة، وتوجيه ضرباتهم الإرهابية لزعزعة
استقرار الدول بما يصب فى صالح الدوحة، لاستغلال مواردها، فتقارير الخزانة الأمريكية
أثبتت إنشاء الدوحة مؤسسات خيرية فى 14 بلدًا إفريقيًا تزدهر فيهم الحركات الإرهابية.
جولات تميم في دول أفريقيا
وقد بدأ تميم نشاطه في أفريقيا من خلال عدة جولات لعدد من الدول الأفريقية،
ولهذا حذرت مجلة "فايننشال أفريك" الفرنسية من توغل قطر في دول غرب أفريقيا،
قائلة إن نشاط الدوحة في حاجة لقراءة متأنية، لافتة إلى أنها تضخ ملايين الدولارات
في استثمارات لا تأتي بعائد.
وأوضحت المجلة الفرنسية أن قطر منذ إعلان عدة دول عربية وأفريقية مقاطعتها منذ
يونيو 2017 سعت إلى الاتجاه جنوباً والتغول
في منطقة غرب أفريقيا المعروفة بانتشار التنظيمات الإرهابية، لزعزعة استقرار تلك المنطقة
وجعلها شوكة في ظهر الدول المقاطعة لها من جهة، واستقطاب الدول الأخرى عبر أذرعها الناعمة
في صورة مساعدات إنسانية واستثمارات من جهة أخرى.
وأشارت إلى أن هذه الاستراتيجية "قادت أمير قطر تميم بن حمد إلى إجراء
جولة في دول غرب أفريقيا في ديسمبر 2017، بعد 6 أشهر من المقاطعة، في السنغال وبوركينا
فاسو وساحل العاج وغانا وغينيا كنجاري ومالي، في محاولة لتفادي تبعات المقاطعة العربية
بسبب دعم بلاده للإرهاب واستغلال القوى الناعمة لتعويض الخسائر في علاقته الأفريقية"،
بعد خسارته معظم دول أعضاء منظمة التعاون الإسلامي نتيجة أنشطة قطر الخبيثة.
مؤسسة قطر للاستثمار في غانا
لم تتوقف أعمال ممارسات قطر في أفريقيا على هذا الحد، ففي نوفمبر الماضي أعلن
أمير قطر تميم بن حمد عن إرسال مؤسسة قطر للاستثمار، الشركة المساهمة التي تملكها الدولة،
إلى غانا للاستثمار في الدولة الإفريقية، ضمن المحاولات التي يقوم بها تميم لوضع يده
داخل القارة السمراء.
وقال تميم خلال لقائه بالرئيس الغاني نانا أكوفو أدو إن المؤسسة مستعدة لاستكشاف
فرص الاستثمار في مجالات الطاقة، والسياحة، والزراعة، والأمن، والتعليم، وتطوير البنية
التحتية في غانا، وفق ما نقله موقع "غانا ويب".
وكشف عن مساعدة بلاده لغانا في تجهيز جهاز الأمن الداخلي لمواجهة خطر الإرهاب،
المتواجد في القارة.