"الفساد ينخر في اقتصاديات الدول".. رسائل "السيسي" من المنتدى الأفريقي الأول
شهدت كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالمنتدى الأفريقي الأول لمكافحة الفساد بشرم الشيخ، خلال بدء فعالياته، بحضور عدد من الوزراء، ورؤساء هيئات مكافحة الفساد، وأجهزة المحاسبات، والكسب غير المشروع في الدول الأفريقية فضلا عن أكثر من 200 مسئول من 51 دولة أفريقية، العديد من الرسائل من بينها الفساد سبب رئيسي في تراجع مقومات أفريقيا، وأن مكافحة الفساد وتغيير واقع القارة لن يتحقق إلا بتكاتف الجهود وتعزيز الآليات الإفريقية التنسيقية لمحاصرته على جميع المحاور.
وحضر الرئيس السيسي، اليوم افتتاح المنتدى الأفريقي الأول لمكافحة الفساد بشرم الشيخ، والذي ينعقد بناءً على المبادرة التي أطلقها الرئيس في يناير العام الماضي ٢٠١٨ أثناء مشاركة الرئيس السيسي في القمة الأفريقية السنوية للقادة الأفارقة، تلك المبادرة التي هدفت إلى عقد المنتدى الأول من نوعه في مصر مواكبة لرئاستها الحالية للاتحاد الأفريقي.
ويمثل المنتدى ملتقى مستدام للحوار بين دول القارة لتبادل المعلومات والخبرات والتوعية بشأن التدابير والتجارب الوطنية ذات الصلة لمواجهة الفساد تفعيلًا للالتزامات القارية والدولية، ولبحث كيفية تنمية قدرات الموارد البشرية في مختلف أوجه منع ومكافحة الفساد، وتعزيز التنسيق الحكومي الأفريقي في هذا المجال".
وفيما يلي تستعرض "الفجر"، أبرز رسائل الرئيس عبد الفتاح السيسي، من المنتدى الأفريقي الأول لمكافحة الفساد بشرم الشيخ.
الفساد ينخر في اقتصاديات الدول ويحتاج جهود الجميع لمحاربته
رحب الرئيس عبدالفتاح السيسي، بالمشاركين في المنتدى الأفريقي الأول لمكافحة الفساد، كما وجّه لهم الشكر على حرصهم على المشاركة فيه، مضيفًا أنّ انعقاده مصر في يأتي إيمانا بأهمية تعزيز العمل الأفريقي المشترك وتبادل الخبرات في هذا المجال، الذي أصبح يحتل أولوية متقدمة على مستوى الجهود الوطنية، وأجندة الاتحاد الأفريقي، وبات بحاجة إلى الجهود بشكل منسق في المجالات السياسية والتشريعية والقضائية والرقابية لمكافحة الفساد، الذي ينخر في اقتصاديات الدول.
الفساد سبب رئيسي في تراجع مقومات أفريقيا
قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إنّه يجب نشر الوعي بأخطار الفساد، إذ يعد أحد المعوقات الرئيسية في طريق التقدم وتحقيق التنمية المستدامة والتطلعات المشروعة لشعوب القارة، نحو تعزيز قيم الحرية والمساواة والعدالة والكرامة.
وأضاف السيسي، أنّ الموارد التي تفقدها القارة بسبب الفساد، أحد الأسباب الرئيسية للتراجع في المقومات الاقتصادية والاجتماعية في الكثير من الدول الإفريقية.
مصر قطعت شوطا طويلا في مكافحة الفساد
وقال الرئيس السيسي، إن مصر قطعت شوطًا كبيرًا خلال السنوات الأخيرة في مجال مكافحة الفساد بمختلف صوره، واهتمت بإجراء البحوث والدراسات واسطلاعات الرأي بهدف تعقب الفساد، والتعرف على أسبابه الحقيقية، مضيفًا أن الاهتمام المصري بهذا الشأن اكتسب وضعية خاصة في ضوء التأكيد الدستوري على مبدأ التزام الدولة بمكافحة الفساد، وفرض التزام الهيئات الرقابية المختصة بالتنسيق فيما بينها في مكافحة الفساد، وتعزيز قيم النزاهة والشفافية، ضمانًا للحفاظ على المال العام وتحقيق الاستفادة منه، لصالح الشعب في المقام الأول.
ملتزمون بمعايير ونظم المراجعة الدولية في مكافحة الفساد
قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إنّه جرى سن وتفعيل التشريعات اللازمة لمكافحة الفساد بشتى أنماطه، باعتباره أحد أبزر العقبات الحقيقية لتنمية المستدامة المنشودة، فضلًا عن إنشاء اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة الفساد والأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد.
وأضاف السيسي، أنّ الجهود المصرية المبذولة في هذا السياق، لم تنعزل عن الجهود الدولية في مكافحة الظاهرة، إذ تلتزم مصر بمعايير ونظم المحاسبة والمراجعة الدولية وفقًا لأعلى المتطلبات، كما انضمت إلى الاتفاقيات الأممية والعربية والدولية ذات الصلة، متابعًا أن آخر الاتفاقيات، اتفاقية الاتحاد الأفريقي لمنع الفساد ومكافحته، التي تعد الوثيقة الأساسية في القارة الأفريقية، في مكافحة الفساد، واتخذت الدولة إجراءات إصلاح تشريعي تتوافق مع أحكام الاتفاقية.
استحدثنا إدارات مختصة للقضاء على الفساد
وأضاف السيسي، أنّه جرى استحداث إدارات مختصة لمكافحة صور الفساد المالي والإداري، واتخاذ اجراءات التحول الرقمي لتعزيز الحوكمة المالية والإدارية، والمساعدة على القضاء على البيروقراطية، متابعًا أنّ مكافحة الفساد وتغيير واقع القارة لن يتحقق إلا بتكاتف الجهود وتعزيز الآليات الإفريقية التنسيقية لمحاصرة الفساد على جميع المحاور.
يجب تعميق التعاون الدولي مع شركاء أفريقيا في محاربة الفساد
كما قال الرئيس السيسي، إن مصر ستواصل دعمها للجهود المشتركة لمكافحة الفساد على المستوى الأفريقي، من خلال مضاعفة المنح التدريبية التي تقدمها بالأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد، للكوادر بأجهزة إنفاذ القانون الأفريقية، مضيفًا أن مصر ترحب بالتعاون مع أشقائها الأفارقها والأجهزة الأفريقية المعنية لتبادل أفضل الممارسات في هذا المجال، مؤكدًا أهمية تعميق التعاون الدولي مع الشركاء الرئيسيين للقارة على مختلف الأصعدة؛ لتحقيق الاستفادة المرجوة في هذا الإطار.