من طريق الأمل لتحطيم الحلم.. 36 ألف معلم يتجرعون مرارة "التربية والتعليم"
لسنوات طويلة لم تخلو وزارة التربية والتعليم من شكاوى المعلمين، من عدم التعيين والتثبيت الحكومي، فمع قرب تحقيق الأمل انقلب مرة أخرى ليعود شعار الصبر مفتاح الفرج، ويصبح التعنت لأسباب غير مباشرة وعوائق ليست مقنعة، هكذا الوضع مع 36 ألف مدرس، تقدموا لمسابقة التعيين بالوزارة، لسد العجز في المعلمين، واجتازوا جميع الاختبارات، ولكن تحطم الحلم، بمجرد تهديدهم بفسخ العقد الذي لم يمر عليه سوى شهرين فقط، دون تقاضي أي راتب.
بداية الأمل
في مارس الماضي، أطلقت وزارة التربية والتعليم، مسابقة التعيين لسد العجز في المعلمين، وتم تعيين 36 الف معلم بعقد مؤقت لمدة شهرين فقط، وتم إخلاء طرفهم من الوزارة في 31 مايو الماضي، الأمر الذي أدى إلى تذمر معظمهم.
طريق الأمل
"احنا 36 ألف معلم مؤقت قدمنا في مسابقة أعلنت عنها وزارة التربية والتعليم منذ ثلاثة أشهر وتم فرز وتصفية المتقدمين من 450 ألف متقدم! وخضعنا لاختبارات في تخصصاتنا واستوفينا اﻷوراق المطلوبة بالكامل بعناء ومشقة شديدة من فيش وشهادة صحية وشهادات تخرج وقيد عائلي من الدرجة الرابعة" حسبما أوضح سامح أيمن المعلم بأحد مدارس محافظة الشرقية، متابعًا؛ "استلمنا العمل في المدارس بالفعل والحمد لله أثبتنا كفاءه وصححنا وراقبنا واكتسبنا خبرة ميدانية وعملية".
كانت أنزه المسابقات في تاريخ الوزارة ولم تخضع للمحسوبية لأنها كانت شهرين، ولكن سرعان ما تحطمت الآمال والطموح، حسبما وصفها "أيمن"، "ليه نحطم الشباب اللي عايز يشتغل ويبني ويخدم بلده ويكون أسرة ويبحث عن مصدر رزق حلال؟".
تحطيم الحلم
وبصوت يملاؤه الحسرة والعبس الذي رسم على وجهه، تلقى "أيمن"، الصدمة، بقرار وزارة التربية والتعليم، "الوزارة قررت نسف جميع المخرجات وما سبق عرض الحائط وأعلنت عن مسابقة جديدة في شهر يوليو بشروط جديدة وتكاليف جديدة متعللين أن بند العقد كان شهرين، واستغلوا حاجتنا للعمل، وحتى الآن لم نتقاضى راتب الشهرين الذي لم يتجاوز قيمة الشهر منهم، 1000 جنيه".
مشقة الأوراق
بينما أوضحت رهف أحمد أحد المعلمات المتظلمات، "نحن المعلمين لا نملك من أمر أنفسنا شيئًا، والحاجة هي التي دفعتنا لدخول هذه المسابقة على أمل التجديد ثم التعيين، ولا نرى أي منطقية في العقد ذي الشهرين فقط، ولو أن الأمر سيكون مقصورًا على تلك المدة لما تكلفنا عناء استخراج أوراق وشهادات واختبارات وسفر من مكان لآخر، وهو الأمر الذي كلفنا ماديا أكثر مما رصدته الوزارة كراتب للمعلم في مدة الشهرين".
وتابعت "لقد كانت الوزارة بحاجة إلى نحو ٧٠ ألف معلم، لكن من نجحوا ووقعوا على العقد لم يتجاوزوا ٣٦ ألفًا، أي أن الوزارة لا تزال بحاجة إلى أكثر من ٣٠ ألف معلم، فما دامت الوزارة تقر بهذا العجز الشديد، فكيف تقرر نسف مخرجات هذه المسابقة وإنهاء عقودنا نحن الأكثر من ٣٠ ألف معلم وإجراء مسابقة أخرى؟.
تسريح المعلمين
"على قدر الأمل يصيبك الألم"، هكذا وصف حامد محمد أحد المتظلمين، خيبة الأمل في التعيين، "وزارة التربية والتعليم، سرحتنا بعد انتهاء العقد ذي الشهرين، وتجري مسابقة أخرى في شهر يوليو القادم، بعدما خوضنا غمار المسابقة، وتم إجراء مفاضلة بين الناجحين لاختيار الأكفأ، أي عدل هذا".
خسارة الأشغال
وكانت مسابقة التعيين للمعلمين، بمثابة الأمل الذي طرق أبوابهم وطوق النجاة لهم، من المهن الشاقة والعمل بمؤهلات غير مؤهلاتهم، "معظم المتقدمون في المسابقة ونجحوا كانوا شغالين في مدارس خاصة وفي مصانع قطاع خاص وشركات، سيبنا الأشغال دى على أمل نشتغل بمؤهلنا في المدارس الحكومية، والآن أصبحنا دون عمل نهائيًا"، حسبما قال أحمد العبادي المعلم بأحد مدارس الإسكندرية، لـ" الفجر".
مطالب المعلمين
ورغم الواقع الأليم، والمعطيات غير المبشرة، إلا أنهم لا يزالوا يتعلقون بحلمهم ويدافعون عنه، "كل مطالبنا تتلخص في الأحقية في المسابقة القادمة خصوصًا أن نسبة العجز في المدارس تتعدي الـ 80 ألف معلم أي أكثر من ضعف عددنا"، وتابع "العبادي"، "هذا العمل أصبح مصدر رزقنا الوحيد ولأسرنا، ولدينا بيوت مفتوحة تحتاج منا الاستقرار والأمان".