عمال ورش أبو راضي.. أيادٍ صنعت من الخردة قطارات

صور

أحد العمال
أحد العمال


ما أن تطأ قدميك هذه الأرض الشاسعة في مدخل محافظة بني سويف، أول صعيد مصر، حتى يقع نظرك على أعداد غفيرة من الأفراد، كل يؤدي وظيفة هي في الأساس مكملة لوظيفة من يقف لجواره، بعضهم يتباهى بما حمله له أسلافه من أصول الصنعة، وآخرون يبذلون جهودا كبيرة تحت بند المحاولات. 

ورش كوم أبو راضي.. هنا البداية والنهاية لعربات القطارات، أقسام مختلفة ينهك جسدك للتجول بينها بداخل اكبر الورش المتخصصة فى عمرة وتطوير عربات الركاب للسكك الحديدية في الشرق الأوسط وأفريقيا، والتي تم إنشاؤها على مساحة ٧٥ فدانا عام ١٩٨٧. 

وتجاوزت أعداد العاملين بالورشة تعداد جنود الكتيبة الواحدة في المعسكر، فهذه الورشة يصل عدد عمالها لألفى عامل، منهم المهندس والفني والعامل، تسود حالة التناغم والتفاني بينهم، ويقاتلوا في سبيل رفعة الوطن فبين يديهم ملايين الارواح من المواطنين المستخدمين لعربات القطارات في ذهابهم وإيابهم.

مع تواضع حالة عربات القطارات في مصر لقدمها دون تحديث، وبرغم امتلاك الهيئة القومية لسكك حديد مصر أسطول نقل عربات الركاب ويبلغ 3500 منهم 850 عربة مكيفة، إلا أن استخدامها بكثرة في رحلات لنقل 1.4 مليون راكب يوميا "500 مليون راكب سنويا" والقدرة على إعادة تحريك هذه العربات كلها معطيات تنم عن المجهود الكبير المبذول في عمل عمرة هذه العربات من قبل هؤلاء العمال.

فتشمل مراحل العمل بأقسام الورش المختلفة لتطوير وتحسين العربات معظم مكونات العربات، من تركيب كراسى جديدة وشبابيك ودورات مياه وأرفف وأرضيات وإضاءة وأبواب بالإضافة إلى صيانة البواجى بمشتملاتها، والمراجعة والتفتيش علي عمليات التطوير والتحسين للعربات بما يضمن عدم خروج أى عربة من الورش قبل أن تتم المراجعة الكاملة لضمان جودة الإنتاج. 

ورغم العراقيل التي تواجه العمال في الورش في أثناء عملهم، إلا أن الأمل يتجدد لديهم مع الوعود بتوفير قطع الغيار لتساعدهم على استكمال مهامهم على الوجه الأكمل، فهم يدركون كيف تنظر الدول المتقدمة بيونغ مهتمة وراعية للعنصر البشري بها وتطويره وتوفير التكنولوجيا الحديثة له لحثهم على مضاعفة الإنتاج.