"اتفاقات مطاطة".. ما وراء استقالة وزير الخارجية اليمني؟
استقال وزير الخارجية اليمني خالد اليماني، اليوم الأثنين من منصبه، وكان قد عيّن اليماني في 24 مايو 2018، بقرار جمهوري من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وزيرا للخارجية، خلفا لعبد الملك المخلافي.
نشائته
ولد خالد اليماني في 2 مايو 1960م هو دبلوماسي يمني، ولد في عدن، قد شغل منصب
سفيراً فوق العادة ومندوباً دائماً للجمهورية اليمنية لدى منظمة الأمم المتحدة في نيويورك،
بعد صدور قرار رئيس الجمهورية رقم 146 لعام 2014 .
استقالة بطعم الإقالة
كانت الرئاسة اليمنية مستاءة من أداء اليماني الدبلوماسي، خصوصًا في ملف مشاورات
السلام اليمنية التي عقدت في ستوكهولم، أواخر العام الماضي“، حين كان اليماني رئيسًا
للوفد الممثل للحكومة اليمنية في المشاورات التي رعتها الأمم المتحدة.
وأكدت المصادر أن قرار إقالة وزير الخارجية اليمني كان قيد التدارس والتشاور
في أروقة الرئاسة، إلا أن اليماني استبق هذه الخطوة بتقديم استقالته إلى الرئيس اليمني.
الفشل في السلام
وعلى مدار عام تقريبا، منذ أن تولى اليماني منصبه لم ينجح في أن يحقق أي نصر
دبلوماسي لحكومة الشرعية، بل على النقيض تماما تسبب عدم قدرته على إدارة المفاوضات
مع المليشيات الحوثية للرجوع إلى المربع رقم صفر بالحديدة بالرغم من اقتراب القوات
المشتركة من تحريرها، وبالتالي فإنه كان من المفترض أن يقود المفاوضات من منطلق قوة.
فشل اليماني في اقرار" اتفاق ستوكهولم للسلام"، حيث أن توقيع الوزير
خالد اليماني عليه بشكله الحالي أعطى الحوثيين طريقا للمراوغة في بنود الاتفاق الفضفاضة"،
وماهو جعل اليمن مقسم في حرب بين الحوثيين و الحكومة الشرعية
اتفاق مطاط
توصلت الحكومة ومليشيا الحوثي إلى اتفاق في ديسمبر الماضي بالعاصمة السويدية،
رعته الأمم المتحدة، "اتفاق ستوكهولم للسلام"، ينص على سحب قوات الحوثيين
من الحديدة وموانئها، بحلول 7 يناير الماضي، إلا أنّ الانقلابيون أجهضوا هذا الاتفاق
وأفرغوه من محتواه.
نصت مشاورات السلام، على وقف إطلاق النار بين الجانبين في محافظة الحديدة، غربي
البلاد، وانسحاب القوات العسكرية من المدينة، وانسحاب ميليشيات الحوثي من المدينة وموانئها،
على أن تتولى قوات محلية الإشراف على النظام في المدينة، إلى جانب إزالة الألغام وتسهيل
وصول المساعدات الإنسانية إلى محافظة تعز وفتح الحصار عنها.
انسحب مسلحون الحوثي من الموانئ، وحلّ محلّهم حوثيون آخرون، لكنهم كانوا يرتدون
زياً موحداً لقوات خفر السواحل، بحسب الضابط البارز عبده حزام، كما استمرت المعارك
في محيط مدينة الحديدة الواقعة على ساحل البحر الأحمر، التي تخضع لسيطرة الحوثيين،
وتطوقها القوات الحكومية.
طريق مسدود
وفي 14 مايو أعلنت الأمم المتحدة أن الحوثيين انسحبوا من موانئ الحديدة والصليف
ورأس عيسى تنفيذا للخطوة الأولى في اتفاقات ستوكهولم التي شكلت اختراقا في الجهود الأممية
الرامية لإنهاء الحرب في اليمن.
وصلت العلاقة بين الحكومة الشرعية والأمم المتحدة إلى طريق مسدود، بما يشي بأن
تلك الاستقالة قد تكون مرتبطة بإحراج الأمم المتحدة للرئيس هادي بعد أن رفضت طلب استبعاد
مبعوثها إلى اليمن مارتن غريفيث، الذي تتهمه حكومة اليمن بالانحياز للحوثين .
وتأتي استقالة اليماني بعد ثلاثة أسابيع من اتهام الرئيس اليمني عبد ربه منصور
هادي مبعوث المنظمة الدولية إلى بلاده مارتن غريفيث "بالانحياز للحوثيين"،
وذلك في رسالة أرسلها إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
تأكيد الثقة
أعلن متحدث باسم أنطونيو جوتيريش في مايو الماضي، أنّه يؤكد ثقة الأمين العام في مبعوثه الخاص لليمن
وعمله، وفقاً لما نشره موقع الأمم المتحدة الإلكتروني الذي ذكر أن المتحدث، وهو ستيفان
دوجريك، نقل عن جوتيريش قوله في رده على الرسالة: "التزام الأمم المتحدة تجاه
اتفاق استوكهولم ينبع أولاً، وقبل كل شيء، من رغبة عميقة لتخفيف معاناة الشعب اليمني،
والمساعدة في معالجة الأزمة الإنسانية.
وأضاف: "الأمين العام أكد للرئيس هادي أن المبعوث الخاص سيضاعف جهوده لدعم
الطرفين؛ للوفاء بالتزاماتهما التي أعلناها في استوكهولم، وأنه سيفعل ذلك بشكل متوازن
يدعم التوصل إلى حل سياسي دائم للصراع".