تزامنًا مع ذكرى ميلاد أحمد خالد توفيق.. كيف نجحت مصداقية "العراب" في عودة الشباب للقراءة؟
اشتهر بأعمال أدب الرعب والخيال العلمي، لاسيما سلسلة "ما وراء الطبيعة"، حتى خلد اسمه في نفوس متابعيه ومحبيه، خاصة فئة الشباب، الذي استطاع أن يؤثر بشكل كبير فيهم، لانشغاله بقضايهم، والتي تجلت في كتاباته، وبات بمثابة لسان لجيل كامل، فكان دائماً يقول أنه فخور أنه يكتب لهم، ولم تكن كلماته لهذا الجيل، تعد مرحلة انتقالية في حياته، بل هي المرحلة الأساسية والتي لا يريد التخلي عنها، هو يكتب لهم لأنهم هم الذين يستطيعون إحداث التأثير في المجتمع، وليس الشيوخ العاجز، إنه الراحل الطبيب والكاتب الراحل أحمد خالد توفيق.
واحتفل محرك بحث جوجل بالذكرى الـ 57 لميلاد الكاتب الراحل الذي أطلق عليه "العراب"-والذي ولد في مثل هذا اليوم من عام 1962 بمدينة طنطا في محافظة الغربية، ودرس بجامعتها وتخرج في كلية الطب عام 1985، وتوفي يوم 2 أبريل 2018- عبر نشر صورته في واجهة الموقع بصحبة مجموعة من أشهر شخصيات أعماله.
اتسمت أعمال أحمد خالد توفيق بعمق فكري وفلسفي ناقش فيه مختلف القضايا السياسية والإنسانية العالمية، من خلال تجارب معتبرة ، بما في ذلك معاناة الفقراء، فهو ككاتب كانت له معايير موضوعية كان يقيس عليها مختلف الأمور، وطبق هذه المعايير في كل ما كان يكتبه، وطبقه على نفسه في حياته، لذا وصل لقلوب الشباب عن طريق مصداقيته.
بداية تفتيح وعي الشباب على القراءة
"ما وراء الطبيعة" ، كانت أول تجربة تقدم بها وحصدت نجاحات كبيرة طوال حقبة التسعينات، تلك السلسلة الناجحة بمصاحبة بطلها الساحر العجوز رفعت إسماعيل، في لفت انتباه القراء لأحمد خالد توفيق وقدراته على كتابة أدب الرعب، لينتقل بعد ذلك الخطوة التالية مع سلسلة "فانتازيا وهي السلسلة التي قدم من خلال بطلتها" عبير"، رحلة ممتعة للشباب وسط العوالم الأدبية المختلفة، من أول أجاثا كريستي وحتى عالم ديزني، مرورا بكل مدارس الأدب العربي الجذابة، أظهرت فانتازيا خطة أحمد خالد توفيق على تفتيح وعي الشباب على القراءة وفتح الطريق لإدراكهم أمام سحر وجاذبية الأدب.
صنع بيئة للشباب
كما أن القدر الهائل من المعلومات التي كان يعمل توفيق، وإلى جواره نبيل فاروق، في نفس سلاسل روايات مصرية للجيب، كان بالغ الأهمية في إيجاد بيئة متكاملة تساعد على تهيئة الشباب لدخول مستويات أخرى من القراءة، بل والكتابة احيانا، فوسط هؤلاء القراء خرج الكثير من نجوم الكتابة في عصرنا الحالي.
صنع أول حالة لمجتمع ثقافي
أحمد خالد توفيق، لم يقتصر انتاجه على أدب الرعب أو سلسلة فانتازيا وروايات الجيب، بل ترجم العشرات من الروايات إلى اللغة العربية، بالإضافة إلى بعض الإصدارات على الشبكة العنكبوتية، كما كان يكتب في مجلة الشباب التابعة لمؤسسة الأهرام قصصا فى باب ثابت تحت عنوان "الآن نفتح الصندوق"، ومع تصاعد دور الإنترنت في حياة المصريين، تجمع محبو روايات مصرية للجيب، خلال ما أطلق عليه منتديات روايات التفاعلية، وهي المكان الذى شهد تجمع صنع أول حالة لمجتمع ثقافي مصري متكامل عبر الويب، ومن خلال هذا المنتدى خرج الكثير من الكتاب والقراء معا، تجمعوا في محبة أحمد خالد توفيق ورفاقه.
تنفيذ وصيته
حب الشباب للعراب، جعلهم حرصين على تنفيذ وصيته ووضعوا على قبره ورق دون عليها عبارة "جعل الشباب يقرأون"، تنفيذًا لوصيته، كما وجهوا إليه الشكر والامتنان على ما تعلموه من كتاباته.
حيث وردت الوصية لأحمد خالد توفيق ضمن إحدى كتاباته "أنا أقوم بتسليتك بأقل تكلفة وأقل قدر من التنازلات، لا أريدك أن تهرب مني، هناك عبارة يقولها (ر. ل. شتاين): أريد أن أكتب على قبري" جعل الأطفال يقرأون "أما أنا فأريد أن يُكتب على قبري "جعل الشباب يقرأ".