"الغامدي" يردّ على منتقديه عقب تغريدة "أم كلثوم": "الأغاني" حلال
رد الدكتور أحمد بن قاسم الغامدي على معارضيه ومنتقديه، بعد تدوينته المثيرة التي ذكر فيها: "تقبل الله صيامكم وقيامكم وطاعتكم، وعيد مبارك، وكل عام وأنتم بخير، وأهديكم بهذه المناسبة أغنية (يا ليلة العيد آنستينا) لأم كلثوم رحمها الله"؛ بأنه لا يرى حُرمة الأغاني والمعازف، وأشار إلى أن هناك عدة أحاديث تثبت إباحتها فيما لو كانت كلماتها من الرثاء والكلام الجميل المقبول، وأكد: أنا أستمع لها، وأنتقي وأتذوق ما يعجبني، وفسّر الهجوم عليه بأنه يأتي من "الصحويين" الذين أزعجهم عندما كان يعمل بالهيئة بسبب تجاوزاتهم، ثم أسقطهم من عيون الناس بسبب تحريمهم لبعض المسائل.
وقال الغامدي: "مثل هذه الأطروحات تجعل الناس يفكرون، ودائمًا الصدمات الفكرية للآخرين تعيدهم للبحث والحوار والنقاش، وتعيدهم للمربع الأول للبحث عن صحة المعلومة، وهذه العادة تختلف نسبتها مع كل زمن حتى تتغير نمطية التفكير".
وأضاف: "القضايا الجزئية لا تهمني كثيرًا؛ فمثلًا صيام ستة من شوال لم يذكر فيها حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، ونشرت عن حد الردة؛ فليس هناك حد للردة؛ ولكن لا تجد الإثارة في هذه المسائل؛ لكن تجدها في المجال الذي يسيطر فيه الصحويون على الجمهور الآخرين، وبعض هؤلاء يقرون بالغناء ولا يصرّحون به؛ فأنا أفضل منهم، ما أعتقده أصرح به".
وتابع: "فمجتمع الصحويين يظنون أنه منهج جميل اقترافُك ما ترى حُرمته ولا تعلنه ولا ترضى أن تناقش من يرى الجواز وتؤلب عليه؛ فحتى الفرح الطبيعي قتلوه؛ فالرسول عليه الصلاة والسلام استمع للغناء وموجود بالصحيحين وأحاديث كثيرة؛ لكنهم استطاعوا برمجة عقول الناس فيحتاج الجيل لوقت وهذه ضريبة السكوت عن مثل هذه القضايا وموضوع الأغاني يطل ويثير جدلًا لأنه لم يستهلك الصحويين؛ فأكثر ما يطرحون القضايا المجتمعية؛ كحلق اللحية وما شابه".
وأردف: "أيضًا هؤلاء يحاولون أن يعودوا لموقعهم، أو يقللوا خسائرهم، أو يسقطوا أي شخص له رمزيته بهدم صورته في عقول الناس؛ فأحمد الغامدي أزعجهم في الهيئة وفي مجتمع الصحوة الذي دخلت في كواليسه، ولأني أمثّل واجهة علمية عند البعض فهذه عناصر مؤلمة لهم، فهم يجيشون المجتمع للقضاء عليّ".
وعن رأيه في الغناء قال: "الغناء مقبول فيما كان من الحديث الحسن بالمشاعر في المدح والرثاء، والمعازف لا دليل صحيح على تحريمها؛ بل الدفوف من أقوى آلات المعازف، والنبي استمتع به وأقره، وهناك علماء كثر أجازوه، وليست المسألة مفصولًا فيها، ولي رسالة حول هذا جمعتُ فيها كل الأحاديث التي يحتجون بها في التحريم، ولو نظرنا بنظرة فاحصة فالأصوات الجميلة خلقها الله في الناس وفي الطيور، يطرب لها حتى الصغير المولود".
وعن سماعه للغناء، أوضح: "لست مستهلكًا للأغاني؛ لكن أستمع وأنتقي وأتذوق؛ سواء في سفر أو غيره، وأظهر لأسرتي سماحة الإسلام، وأجدادنا يلعبون بالدف ويرقصون وهو تراث إسلامي بدأ يتطور، فأي إنسان لا ينتهج منهجًا علميًّا يقع في التناقضات، ونحن نقول هذه أدلة الجواز، وناقشونا، ومن لديه الدليل يتقدم به؛ لكن الوعي تحسن والنقاش مقبول في حدود الأدب والحجة".
وعلّق على من شتموه مختتمًا: "من شتمني أعرضت عنه، وسيتولاه الله بعدله، وهو أعلم مني بهم، الله كفيل بإنصاف العباد يوم العرض وأحيانًا أشاهد بعض الردود وأتجاهلها وأحيانًا في مثل هذا الخضم والجدل تتضح للآخرين الصورة وقد يكون لدى البعض تقصّد لإسقاطي؛ ففي الشأن السياسي والولاء لولي الأمر وأثرهم السيئ في هذا تحدثت، كذلك أقضَضْتُ مضاجعهم أثناء عملي بالهيئة، وبحكم صلاحياتي لا أقبل التجاوزات واستغلال الصلاحية، وفي الجانب الاجتماعي أسقطتهم من أعين الناس في كثير مما يحرمونه؛ فأصبحت أهددهم، هو التوجه الحزبي المقيت ضدي".