بالأكاذيب والاحتماء بتركيا.. كيف عاندت قطر الدول العربية؟
بالرغم من الخسائر الفادحة التي تكبدتها قطر، منذ إعلان الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب "السعودية الإمارات مصر البحرين"، في يونيو ٢٠١٧ قطع العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة، إلا أنها طيلة العامين السابقين، دأبت على تصنع الأكاذيب وتتفنن في أساليب المراوغة، محتمية بتركيا وإيران.
وواصل النظام القطري، دعمه لإيران، آخرها انتقاد ورفض عقوبات واشنطن خلال العام
الجاري، فدفعها المستميت عن طهران مستمر، ففي التاسع من أبريل الماضي دافع وزير خارجية
الدوحة عن مليشيات الحرس الثوري الإيراني، وعقب تصنيف واشنطن لتلك الميليشيا منظمة
إرهابية، هرولت الدوحة للاعتراض، وقال وزير خارجيتها إن إدراج واشنطن للحرس الثوري
الإيراني على لائحة الإرهاب إجراء أحادي الجانب.
إعلان انحيازها وتعاونها مع إيران
وعقب ارتفاع وتيرة التظاهرات في إيران في يناير 2018، ضد نظام الملالي الذي
اعتمد علي دعم الإرهاب خلف وراء ارتفاع الأسعار ومعدلات البطالة بطهران، سارع النظام
القطري بقيادة تميم بن حمد آل ثاني، لدعم نظام الملالي، خوفا من أن يناله نفس المصير
من شعبه، أو يغرق بعد سقوط النظام الإيراني.وقد تعهد "تميم"، بتقديم ملياري
دولار للنظام الإيراني لإخماد التظاهرات الشعبية، وفقًا لحساب "العرب مباشر"
التابع للمعارضة القطرية.
أكاذيب الجزيرة
كما واصلت قناة الجزيرة، حملاتها وافتراءاتها وأكاذيبها ضد الدول الداعية لمكافحة
الإرهاب عبر تخصيص نشراتها وبرامجها للإساءة لتلك الدول، حيث واصلت حملة التحريض ضد
السعودية، بتغطيات سافرة داعمة للإرهاب، والإساءة للإمارات وتزييف الحقائق بشأن القضايا
الداخلية لتلك الدول وسياساتها الخارجية، خصوصا في اليمن وسوريا وليبيا.
وسخر تنظيم الحمدين، منابره الإعلامية لتلميع أذنابه ومريديه وغيب القطريين
عمدا لإخفاء صوت العقل عن شاشاته تاركا الدوحة دون كوادر وطنية فى الصحافة والتليفزيون
ما أفقد الإعلام القطرى ثقة المواطنين، مضيفا أن تنظيم الحمدين تفنن فى تزييف الحقائق
ونشر الأكاذيب، وأصدر معلومات مغلوطة عن الأوضاع الاقتصادية فى الدوحة، كما استهدف
تغييب وعي المواطنين بزعم الانتصار على المقاطعة.
موازنة وهمية
وزعمت وزارة المالية القطرية سارت على نهج العصابة الحاكمة، تحقيق فائض بـ4,3 مليار ريال فى موازنة 2019، وبنيت
توقعاتها على أرقام ونتائج وهمية ليس لها علاقة بالموازنة، كما توقعت ارتفاع أسعار
الطاقة وزيادة الإيرادات غير النفطية، وأن الأكاذيب المفضوحة تؤكد أن عصابة الدوحة
بنت أمالا على قواعد رملية، كما أن البنية التحتية تستحوذ على أكبر حصة بالمصروفات
تصل إلى 43,3%، والمخصصات فضحت كذب ادعاءات الدوحة بإنهاء المشاريع الكبرى.
تضليل العالم بجاهزية قطر لاستضافة مونديال2022
كشفت الأقمار الصناعية عن توقف العمل في منشآت كأس العالم بقطر منذ يونيو
٢٠١٨، فيما تسوق دولة قطر الوهم للعالم عن الاستعداد لاستضافة المونديال في موعده.
وذكر موقع "بيزنيس إنسايدر"، أن المقاطعة التي تفرضها الدولة العربية
على دويلة قطر أدت إلى وقف التقدم في بناء ثلاثة ملاعب يجري بناؤها في إطار استعدادات
الإمارة الصغيرة لاستضافة كأس العالم 2022، موضحة أن صور الأقمار الصناعية التي تم
تحليلها من قبل شركة "بيرد دوت آي" العاملة مجال التكنولوجيا أظهرت عدم وجود
أي تقدم يذكر في ثلاثة ملاعب من إجمالي ثمانية ملاعب يجري إنشاؤها من شهر يونيو
٢٠١٨، مشيرة إلى أن الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" يشترط وجود ثمانية
ملاعب على الأقل لاستضافة الحدث الأكبر في كرة القدم.
مشاريع متوقفة
وقال مارك أوكونيل، الرئيس التنفيذي لشركة الاستشارات الاستثمارية أوكو جلوبال،
في معرض حديثه لموقع "بيزنيس إنسايدر"، إن المشاريع في قطر "متوقفة
في كثيرٍ من الحالات"، وتساءل عن "الواقعية" في قدرة البلاد على استضافة
كأس العالم.
المراوغة
كما أصبحت حجة محاربة ومكافحة الإرهاب هي الورقة التي يحول تنظيم الحمدين، المراوغة
بها لكسب التأييد والتعاطف العالمي والدوليين. فمسؤولو قطر ومنذ إعلان الدول الأربعة
قطع العلاقات التجارية والدبلوماسية مع الدوحة، وهم يحاولون الترويج لمزاعم بأنهم فعلوا
الكثير لمواجهة الإرهاب، وذلك من خلال إما إبرام إتفاقيات أو تصريحات رنانة هنا وهناك،
سواء من قبل أذرعها السياسية أو ممن يوالوهم مقابل الأموال من بعض الشخصيات الغربية.
من بينها قائمة الإرهاب المزعومة التي أعلنتها اللجنة الوطنية لكافحة الإرهاب
بوزارة الداخلية القطرية، في مارس ٢٠١٨، والتي سريعًا ما انكشفت حقيقتها وأنها لمجرد
"الشو" الإعلامي وليس أكثر.
الاحتماء بتركيا
في سياق متصل، وجد النظام القطري، بعد العزلة التي عاشتها الدوحة منذ إعلان
الرباعي العربي الداعي لمكافحة الإرهاب، مقاطعة قطر، ضالته في الاحتماء بنظامي تركيا
وإيران، والاستعانة بهما لحماية عرشه، ومحاولة استخدامهما كأداه لتهديد المنطقة العربية.
استعانة تميم بالنظام التركي، جعل الأمير القطري دمية في يد رجب طيب أردوغان،
يحركه كيفما يشاء، وأينما يشاء، فبمجرد طلب الرئيس التركي لتميم بن حمد للحضور في أنقرة،
نجد الأمير القطري يذهب مسرعا لتلقي تعليمات الرئيس التركي الذي استعان به تنظيم الحمدين
لحماية عرشه من السقوط.
الأمير القطري، جعل بلاده مأوى للقوات التركية التي انتشرت بشكل مكثف في شوارع
الدوحة بل ومارست انتهاكات ضد الشعب القطري، واشترطت على تميم بن حمد على دفع أموال
طائلة لبقاء تلك القوات التركية، وعدم تسليط الضوء على أي انتهاك يقوم به جندي تركي
ضد أي مواطن قطري.