"أحذية القمامة".. ملجأ الفقراء لكساء أطفالهم في عيد الفطر
قبل حلول العيد، يسمعون الفنانة صفاء أبو السعود تشدو بأغنية "العيد فرحة"، إلا أنهم لا يشعرون بتلك الفرحة، ولا يجدون من مظاهر العيد شيئا، فالفقر منعهم من الاحتفال بها، وحرمهم من حقوقهم البسيطة في الحصول على ملابس جديدة يرتدونها ليشعروا أنهم في عيد.
يرتدون أثواب بالية، ضاربين بأمنياتهم الخاصة بكسوة العيد وبهجته عرض الحائط، لضيق الحال واليد، ويتبقى أمامهم الملجأ الأخير وهو صندوق القمامة لجلب الستر.
قبل ساعات قليلة من صلاة المغرب، حملت السيدة"شريفة" صغيرتها"مريم"، واستقلت سيارة من منزلها بمنطقة "السقيلي" حتى وصلت بها إلى منطقة"أرض بلحة" بالخصوص، فقد أخبرها أحد الجيران أن هناك مقالب للقمامة بها "أحذية" غير بالية يتخلى عنها البعض قبل رمضان لعدم حاجتهم إليها، وبإمكانها الحصول على عدد منهم "كنت هعمل إيه البيت مفيهوش فلوس علشان أجيب جديد للعيال يفرحوا بيه.. وأقل صندل أو جزمة بمية جنيه.. هروح اشحت من الناس وجزم العيال".
للعيد بهجة خاصة به ينتظره الناس بفارق الصبر وخصوصا الأطفال الذين تملأهم فرحة غامرة، ولكن الفقر والحاجة جعلت "شريفة وأطفالها" يفقدون مذاقه"أنا وعيالي منعرفش عن العيد حاجة، ولا يهمنا رمضان جه أو غيره، العيد ليه ناسه اللي بتلبس وتفرح بيه أما أحنا مش زيهم".
المرأة الثلاثينية متزوجة من رجل أصابه المرض مبكرًا فلم يعد قادر على العمل، ما أضطرها إلى العمل كعاملة نظافة في المنازل للإنفاق على أبنائها الثلاثة أكبرهم 9 سنوات "اشتغلت في بيوت الناس إهانة وذل وتعب والفلوس يدوبك بتكفي مصاريف البيت بالعافية".
برغم أن المرأة الثلاثينية تعمل في خدمة المنازل طوال الشهر، الإ أن رزقها يعرف طريقه للإنفاق"باخد 40 جنية في اليوم يعني 1200 هيكفوا إيجار ولا مصاريف علاج ولا مصاريف للعيال"، متابعة العمل ليس عيبًا فهذا أفضل من سؤال الناس مكملة قولها وعلى رأي المثل "القفة أم ودنين يشيلوها اتنين".
الملابس الجديدة في العيد ليست في قاموس حياتهم منذ سنوات "هجيب منين فلوس للبس، اللي أقل حاجة فيه بـ100 جنية، وأنا عندي 3 محتاجين مصاريف مدارس وأكل وشرب، حتى لبس المدرسة بتتكرم به علينا بعض العائلات المترفة من ملابس أبنائها المستعملة".