سل صيامك.. هل يمكن لامرأة أن تختار زوجة لزوجها وتزينها للزفاف؟
هل يمكن لامرأة أن تختار زوجة لزوجها، وتزينها لليلة الزفاف من أجل رضا الزوج، والأغرب هل تحب امرأة ضرتها حتى تموتا معًا، هذه واقعة رواها المؤرخ المصري عبدالرحمن الجبرتي في كتابه الشهير "عجائب الآثار في التراجم والأخبار" المعروف بـ"تاريخ الجبرتى".
كانت تشتري له السراري الحسان
وفي الجزء الأول من "عجائب الآثار في التراجم والأخبار"، قال الجبرتي: تزوج والدي الشيخ حسن الجبرتي بنت رمضان جلبي، وكانت به بارة وله مطيعة، ومن جملة برها له وطاعتها أنها كانت تشتري له من السراري الحسان من مالها، وتنظمهن بالحلي والملابس وتقدمهن إليه وتعتقد أنها تحصل على الأجر والثواب بذلك، وكان يتزوج عليها كثيرًا من الحرائر ويشتري الجواري فلا تتأثر من ذلك ولا يحصل عندها ما يحصل في النساء من الغيرة.
واقعة غريبة في الحج
ومن الوقائع الغريبة أنه لما حج في سنة 1156هـ واجتمع به الشيخ عمر الحلبي بمكة، أوصاه الحلبي بأن يشتري له جارية بيضاء تكون بكرًا دون البلوغ، وصفتها كذا وكذا، فلما عاد من الحج طلب اليسرجية (بائعي ورعاة الجواري)، لينتقي منهن (الجارية) المطلوب فلم يزل حتى وقع على الغرض فاشتراها، وأدخلها عند زوجته المذكورة حتى يرسلها مع من أوصاه بإرسالها، صحبته، فلما حضر وقت السفر أخبرها بذلك، فقالت: إني أحببت هذه الوصيفة حبًا شديدًا، ولا أقدر على فراقها وليس لي أولاد، وجعلتها مثل ابنتي، وبكت الجارية أيضًا، وقالت: لا أفارق سيدتي، ولا أذهب من عندها أبدًا، فقال: وكيف يكون العمل؟ قالت: أدفع ثمنها من عندي، واشتر أنت غيرها ففعل.
أعتقت الجارية وعقدت لزوجها عليها
ثم إن الزوجة أعتقتها، وعقدت لزوجها عليها، وجهزتها وفرشت لها مكانًا على حدتها (منفردًا) وبنى بها والدي في سنة 1165هـ، وكانت لا تقدر على فراقها ساعة مع كونها صارت ضرتها، وولدت له أولادًا.
مرضتا وماتتا معًا
فلما كان في سنة 1182هـ، مرضت الجارية، فمرضت الزوجة لمرضها وثقل عليها المرض، فقامت الجارية في ضحوة النهار، فنظرت إلى مولاتها وكانت في حالة الإغماء، فبكت وقالت: إلهي إن كنت قدرت موت سيدتي، اجعل يومي قبل يومها.
ثم رقدت، وماتت لتلك الليلة، فأضجعوها بجانبها، فاستيقظت مولاتها الليل، وجدتها بيدها وصارت تقول: زليخا! زليخا!
فقالوا لها: إنها نائمة
فقالت: إن قلبي يحدثني أنها ماتت، ورأيت في منامي ما يدل على ذلك.
فقالوا لها: حياتك الباقية.
فقامت وهي تقول: لا حياة لي بعدها.
وصارت تبكي وتنتحب حتى طلع النهار، وغسلوها بين يديها وشالوا جنازتها، ورجعت هي إلى فراشها، وماتت آخر النهار وخرجوا بجنازتها في اليوم التالي، وهذا من أعجب ما شاهدته ورأيته ووعيته، وكان سني إذ ذاك أربع عشرة سنة.