بعد تحذير السيسي من مخاطرها.. ما هي أسباب انتشار الإسلاموفوبيا؟
قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال كلمته في احتفالية وزارة الأوقاف بليلة القدر إن بعض سلوكياتنا تتسبب في إثارة ظاهرة الإسلاموفوبيا، موجها شكره وتقديره إلى الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف في نشر الدين الصحيح ، موضحا أن كل دين قوي والذي يضعفه أهله ومن يعتنقه مستشهدًا بقول الله: "وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا"، متسائلاً: "هل اليوم أمة الإسلام وسط أمم العالم هى الأمة الأقل في الطعام والشراب والإنفاق؟".
وتقدم "الفجر"، أبرز
المعلومات عن ظاهرة الإسلاموفوبيا خلال السطور القادمة.
ما هو الإسلاموفوبيا؟
الإسلاموفوبيا يعني اللفظ اليوناني phobos اشتقاقيا الخوف اللاشعوري واللامبرر، وفوبيا هي مصطلح
طبي ويعني في لغة الأمراض النفسية حالة من الخوف المبالغ فيه وغيرالمنطقي أمام ظاهرة
ما، تعتري شخصا معين، نتيجة خلل في شخصيته ، قد تؤدي إلى نوبات من الفزع الشديد ، واعتماد
سلوكيات مرضية مثل الهروب أو العدوان.
أسباب الظاهرة
أعتبر المراقبون أن الخوف من الإسلام والمسلمين ليست ظاهرة حديثة، وإنما هي
موجودة لدى الغرب منذ عدة قرون، ويرجعون اسباب ظهورها في الثقافة الغربية، إلى أسباب
لدى الغرب، وأيضاً أسباب لدى المسلمين أنفسهم.
الأسباب الخاصة بالغرب
هناك أسباب تاريخية تعود إلى جذور التنافس الحضاري بين الشرق والغرب، وفترة
ما بعد الحروب الصليبية، بالإضافة إلى أسباب نفسية تعود الى ظاهرة الخوف من الآخر التي
تُعتبر أحد السمات الرئيسية للحضارة الغربية المقرونة دائمًا بهواجس التفوق والخوف
أيضًا على الهوية الوطنية نتيجة ارتفاع نسبة الأجانب.
كما أن هناك أسباب ثقافية، تعود الى جوهر الإختلاف الثقافى بين الحضارة الإسلامية
والحضارة الغربية ، حيث تتميز الحضارة الغربية بالطبيعة المادية ، وترفض في جوهرها
معظم القيم الروحية والأخلاقية التي يدعو إليها الإسلام.
بالاضافة لأسباب سياسية، وهي انتهاء الحرب الباردة وتفكك الاتحاد السوفيتي السابق،حيث
استغلت الأحزاب اليمنية فى بعض البلاد الغربية انتشار مبادئ العولمة والنظام العالمى
الجديد للترويج لنسق الكراهية والتحريض ضد العالم الإسلامي وضد الإسلام، تحت مسميات
"الحرب العالمية ضد الإرهاب" ومواجهة "الفاشية الإسلامية"،
كما أن هناك أسباب اقتصادية تتعلق بالضغط على سوق العمل والخشية من البطالة في الدول
الأوربية.
أسباب أنتشار مصطلح الإسلاموفوبيا
أنتشر مصطلح الإسلاموفوبيا بعد الهجمات على مركز التجارة العالمي في سبتمبر
2001م، وما تلاها من تفجيرات في مدريد في مارس 2004م، ولندن يومي21،7 يوليو 2005م والتي
اعترفت القاعدة بالمسئولية عنها، وقد رسم ذلك صورة نمطية سلبية عن الإسلام والمسلمين
عملت على إيجاد مظاهر العداء والتمييز ضد الإسلام والمسلمين في الغرب.
أسباب تعود للمسلمين أنفسهم
مستوى الخطاب الديني، فهو فى كثير من الأحيان يحاور ذاته، ولايهتم بتقديم الصورة
الحقيقية السمحة للأسلام الذى يحث على احترام حقوق الأنسان وخاصة المرأة و المختلفين
معه فى العقيدة واصحاب الحضارات والثقافات الأخرى الذى حث الأسلام على التعارف وحسن
العلاقات وضرورة التعايش السلمى والتسامح معهم .
تكوين حركات إرهابية متطرفة لا تعترف
بالحجة والحوار، ولكنها تواجه بالوعيد، وقد نجحوا في نشر الأفلام التي بعثت الرعب والخوف
من الدين الإسلامي في أكثر من موقع مثل افلام صورت وهم يفصلون رؤوس ضحاياهم بالسكاكين،
وهذه الأشرطة الصورية والصوتية، أبطالها وجوه مرعبة تدعي الإسلام ، فتم ربط ذلك بالإسلام،
بالرغم من أنه عدم وجود أي منطق ديني أو أخلاقي يدعم ذلك .
كيف ساهم الإعلام الغربي في انتشار الظاهرة؟
قامت العديد الأجهزة الإعلاميةُ الغربيةُ بترويج مشاعر التخويف والكراهية في
العالم كله ضد الإسلام والمسلمين، حيث ساهمت وسائل الإعلام في ترويج الظاهرة وخلق مناخ ملائم لترسيخها من خلال
تداولهم صورة الإسلامي الملتحي و الإرهابي، حتى مقالات الصحف التي قد تكون في كثير
من الأحيان موضوعية فإنها ترفق بهده الصور النمطية التي من شأنها تكريس الرؤية المرسومة
مسبقا في أذهان الجماهير.
وأعتبر المستشرق الأمريكي مايكل ساليس أستاذ الأديان في جامعة هارفارد الأمريكية،
الإعلام سببا رئيسيا من أسباب جهل الأمريكيين
بالإسلام وبالعالم الإسلامي، وأشار إلى أن الإعلام يبحث عن الصور النمطية السهلة والصور
التجارية، مما يجعل المسلم لا يظهر في الإعلام الأمريكي إلا بصورة الإرهابي والمتطرف،
في وقت تغيب فيه صور جميلة كثيرة عن العالم الإسلامي عن عيون المواطن الأمريكي.