إيران.. من استجداء الوساطة إلى تسول الوقود
زعم وزير خارجية النظام الإيراني جواد ظريف أن طهران ليست بحاجة للوساطة للتفاوض مع الولايات المتحدة، معتبرا أن «الشرط المسبق لأي محادثات مع واشنطن هو إعلانها تنفيذ الصفقة النووية». وقال ظريف في مقابلة تلفزيونية مساء (الجمعة): «قلنا إننا لسنا بحاجة إلى وساطة، فالولايات المتحدة بدأت حربا اقتصادية على شعبنا.. يجب إيقاف هذه السياسة، وعندما تتوقف هذه السياسة، عند ذلك ستتغير الأجواء تماما».
ويتناقض تصريح الظريف جملة وتفصيلا مع حالة الاستجداء التي بدأتها إيران بإيفاد مبعوثيها إلى العديد من العواصم طلبا للوساطة ومنعا للتصعيد.
وكان وزير الخارجية العراقي محمد علي الحكيم أعلن الأحد الماضي أمام «بوق نظام الملالي» أن بلاده ستلعب دور الوسيط بين واشنطن وطهران، وهو ما لم ينفه ظريف، وتابع الحكيم قائلًا: «نقف مع جارتنا إيران، وسنكون وسيطا بين الطرفين».
كما أن حديث الوساطة تردد في العديد من الأوساط الدبلوماسية والإعلامية، إذ أعلن رئيس وزراء اليابان أن بلاده سترسل مبعوثين إلى طهران لحل الخلاف مع الولايات المتحدة. ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأسبوع الماضي عن دبلوماسيين غربيين قولهم: إن هناك تواصلا غير مباشر بين واشنطن وطهران عبر مسؤولين عرب وأوروبيين بهدف تهدئة حدة التوتر بين البلدين.
في غضون ذلك، قدمت طهران شكوى إلى وكالة تابعة للأمم المتحدة بسبب المنع المستمر لتزويد طائراتها بالوقود في المطارات الأجنبية إثر العقوبات. وقال مدير الملاحة الجوية والشؤون الدولية مرتضى دهقان، أمس (السبت)، إنه تم إبلاغ منظمة الطيران المدني الدولي بهذه القضية. وأضاف في مقابلة مع وكالة الأنباء الإيرانية أن هذه المشكلة نتجت عن تشديد العقوبات الأمريكية ضد إيران التي اعتبرها «مخالفة» لجميع اللوائح الدولية. وزعم دهقان أن الغرض من هذه الإجراءات هو «قطع علاقات إيران مع الدول الأخرى»، وقال إن إيران ستحاول حل مشكلة إيصال الوقود للشركات الإيرانية.
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) أن المشكلة الأخيرة حول عدم تزويد الطائرات الإيرانية بالوقود تتعلق برحلة إلى فرانكفورت بألمانيا. وأضافت أنه بعد ساعات من المفاوضات، بينما كان ركاب الرحلة مستائين، تم تزويدها بالوقود من خلال شاحنتين جلبتا الوقود من خارج المطار.