حكاية صاحب القصر.. ترجم القرآن للإنجليزية وفتح مسجد قصره للعامة
دائمًا ما نسمع عن قصر الأمير محمد علي في منطقة المنيل، ويتحدث الكثيرون عن القصر ومعماره وزخارفه ونقوشه، ولكن ماذا عن المنشئ؟
وفي مبادرة للتعريف بصاحب القصر أطلق متحف قصر الأمير محمد علي توفيق معرضًا لصور فوتوغرافية تتحدث عن حياة الأمير وهواياته وأصدقاؤه وحياته الشخصية.
وعن المعرض يقول الدكتور ولاء بدوي مدير عام متحف قصر المنيل، إنه يبدأ بميلاد الأمير وتعريف بحياته، ثم يتطرق لمرحلة مهمة للغاية من حياة الأمير وهي مكانة الدين في حياته الشخصية، حيث عٌرف الأمير بأنه متدين، والمسجد كان عنصرًا هامًا في قصره، وكان يحرص على أداء الصلوات فيه مع ضيوفه وزواره، كما جعله متاحًا للدخول لعامة المصلين في يوم الجمعة.
وأضاف بدوي أنه في عام 1951، نشر الأمير شرحًا موجزًا لمبادئ ومعتقدات الإسلام بالإنجليزية، لغير المتحدثين بالعربية، وقام بترجمة العديد من سور القرآن الكريم إلى الإنجليزية أيضًا، كما كتب عن الزواج ومكانة المرأة في الإسلام، ومن الواضح أن الأمير كان يتخذ مع العديد من أفراد عائلته نهجًا دينيًا يتسم بالتسامح والتفتح.
وأشار بدوي إلى أن متحف قصر المنيل به مجموعة من المخطوطات الدينية الرائعة، والتي يمكن التعرف عليها بزيارة للمعرض المقام حاليا في المتحف بعنوان "أفندينا"، والذي يوثق حياة الأمير محمد علي توفيق"1875-1955 م"، مصحوبا بصور من أرشيف المتحف والتي تعرض لأول مرة للجمهور، وتكشف جوانب مختلفة من حياة الأمير، وهو المعرض المستمر حتى 16 يوليو المقبل.
وعن المسجد قال بدوي أنه ضمن أبرز مباني قصر الأمير، وهو تحفة معمارية وزخرفية لا مثيل لها، حيث اعتنى به عناية خاصة بزخرفته سواء من الخارج أو الداخل، حيث زين سطح المسجد من الخارج بوزرات من الحجر الرملي على شكل رؤوس حيات الكوبرا أسفلها شريط من الكتابة القرآنية "أنا فتحنا لك فتحآ مبينًا" تبدأ من على يمين مدخل المسجد، أما الجدران فقد زخرفت علي هيئة سجاجيد من طرز مختلفة.
وأضاف أن المسجد يتكون من إيوانين الأول إيوان القبلة، والثاني المقابل لإيوان القبلة، ويفصلهما عمودان رشيقان من المرمر، وتغطي جدران المسجد بلاطات خزفية "قاشاني" ذات زخارف نباتية من لونين أزرق وكحلي علي أرضية بيضاء، كما توجد مستطيلات علي شكل لوحات من القاشاني باللون الكحلي عليها بعض أسماء الله الحسنى بالخط المرآتي حيث تُقرأ من اليمين إلى اليسار والعكس.
ويعد قصر الأمير محمد علي في المنيل أو قصر المنيل أو متحف قصر محمد علي بالمنيل أو متحف قصر المنيل، هو أحد قصور العهد الملكي في مصر ذات الطابع المعماري الخاص.
وبدأ بناء القصر عام 1903، ويقع بجزيرة منيل الروضة بالقاهرة على مساحة 61 ألف متر مربع منها 5000 متر تمثل مساحة المباني، وهو تحفة معمارية فريدة كونه يضم طرز فنون إسلامية متنوعة ما بين فاطمي ومملوكي وعثماني وأندلسي وفارسي وشامي.
ويشتمل القصر على ثلاث سرايات، وهي سراي الإقامة، وسراي الاستقبال، وسراي العرش، بالإضافة إلى المسجد، والمتحف الخاص، ومتحف الصيد، وبرج الساعة، ويحيط به سور على طراز أسوار حصون القرون الوسطى، فيما تحيط بسراياه من الداخل حدائق تضم مجموعة نادرة من الأشجار والنباتات، ويستخدم القصر حاليًا كمتحف.