"بنحب إخواتنا المسلمين".. مكفوفون أقباط يوزعون التمر والمياه على الصائمين في الشارع
مع اقتراب غروب الشمس، حين تشير عقارب الساعة إلى نحو السادسة مساءً، نجد على نواصي الشوارع الرئيسية والطرق السريعة، مجموعة من الشباب يحملون أكياس "التمر" و"العصائر والمياه"، ليوزعوها على المارة لـ"كسر صيامهم" مع رفع أذان المغرب.
مشهد اعتيادي في أيام الشهر الكريم، الإ أن الموزعين هذه المرة مجموعة من الشباب المكفوفين وكبار السن.
قبل يومين من الأن، قرر عدد الشباب المكفوفين المسيحين المشاركة في إفطار الصائمين بالشارع " كان نفسنا نحس إننا بنساهم في المجتمع وبنشارك فيه مع أخواتنا المسلمين وبنقدلهم حاجة حلوة في رمضان زي غيرنا".
ما يقرب من 38 شاباً يرتدون زي موحد مكون من "تيشرت أخضر وبنطلون جينز"، وقفوا في منتصف شارع "شكلاني في شبرا" الجميع الجميع يسيرجنباً إلى جنب، في مشهد يدل على أنهم فريق واحد، وروح واحدة يسعون لفعل الخير، حاملين شعار واحد" العطاء والمحبة وقبول الآخر".
"42 شارع شكلاني في شبرا" كانت نقطة الإنطلاق بالنسبة لهم، حيث تجمع الشباب عند أحد العقارات، كل فرد منهم ممسكاً بيد زميله ويحمل في اليد الأخرى كيس من التمر والعصير، ويتحركون سوياً في نظام شديد.
"أهلها في رباط إلى يوم القيامة" في البداية الجيران والمارة بالشارع استوقفهم المشهد" كل اللي كان ماشي في الشارع وقف يتفرج وأحنا ماشيين مع بعض في الشارع، كانوا بيسلموا علينا ويقولوا لينا كل سنة وأنتوا طيبين".
بإبتسامة تعلو وجهه، ممسكاً بكيس من "التمر" وقف الشاب "هشام ماهر" الذي لم يتجاوز عمره الـ20 عاماً، وسط السيارة برفقة أحد المشرفين، يقوم بتوزيع البلح على الصائمين، تصدر منه جملة واحدة "كل سنة وأنتوا طيبين رمضان كريم عليكوا".
فرحة الشاب العشريني في تلك اللحظة لا توصف بأي قدر من الكلمات، فقد غيرت هذه المناسبة من روتينه اليومي ونظرته لمعاناته" فرحتي في اليوم ده ملهاش زي.. أنا أول مرة أحس بقيمة إني بدي حاجة لحد مش هو اللي بيدني على غير العادة".