الحسيني الكارم يكتب: المؤامرة الكبرى (2)
استكمالا لم نشر في الجزء الأول للمقال حول مخططات التقسيم والمؤامرة الكبرى التي تحاك بنا، والهدف الأساسي من تلك المخططات من استغلال الثروات والعقول واحتلال الدول والشعوب دون الدخول في حروب من خلل أنماط جديدة ومختلفة.
وتهدف تلك المخططات من الناحية الاقتصادية، إلى الاستفادة من البترول العربي وثروات العرب وهما مطمع بالفعل للقوى الكبرى أو القائمين على تلك المخططات.
بالإضافة إلى تحقيق حلم "إسرائيل الدولة الكبرى" من الفرات إلى النيل التي عاصمتها أورشيليم (القدس) وبناء الهيكل وهي نفس الظروف وتقسيم الدول العربية عام 1916 التي تمت بين فرنسا وبريطانيا فيما يعرف باتفاقية (سايكس بيكو) وبعدها أو منها وعد بلفور المشؤم الذي قامت به إسرائيل على الأراضي المحتلة.
وتم الإعداد لذلك عن طريق آلة الحرب والقوة العسكرية مثل الحرب على أفغانستان كرد فعل على أحداث سبتمبر 2001 والقضاء على تنظيم القاعدة وطالبان وحرب العراق والقضاء على صدام حسين بحجة وجود أسلحة الدمار الشامل التي اعترفت الولايات المتحدة بعدم وجودها وخلال هذه الفترة سحبت معظم النفط العراقي والثروات ثم تركها غارقة في الفوضى الطائفية وهذه الحرب كانت تكلفتها باهظة ووصلت إلى أكثر من 3 تريليون دولار غير ما تكبدته قواتهم من خسائر في الأرواح البشرية ومن هنا وجدوا أنهم يتكبدون خسائر رغم المكاسب وفي إمكانياتهم تجنب هذه التكلفة المادية والبشرية وردود الأفعال الدولية ولهذا تم الإتجاه لمخطط حدود الدم وصعوبة استخدام القوة العسكرية في مناطق مثل "إيران - مصر- تركيا – باكستان - السعودية- الأردن – سوريا" مع وجود قوة عالمية تعارض هذا الأسلوب مثل الصين وروسيا ومن هنا تم اختراع كلمة الفوضى الخلاقة وهو مفهوم عبارة عن وجود احتقان طائفي أو عرقي أو سياسي أو اجتماعي وثقافي بين الشعوب وبعضها والشعوب وحكامها وبين أبناء الشعب الواحد على أساس أنها ستخلق ديمقراطية جديدة مثل ما ادعت ترك العراق للديمقراطية وهي في الأصل تركتها غارقة في بحور من الدم وهذا ما يحدث في اليمن وحدث في لبنان في خلفية الاحتقان بين الأطياف على خلفية اغتيال رفيق الحريري وخلق حالات استعداء داخلي بين أفراد الشعب اللبناني وبعضه واستعداء بين الشعب اللبناني والسوري وفي السودان مفهوم حق تقرير المصير الذي قسم السودان إلى جنوب وشمال ومحاولة بائسة في مصر على شكل اظهار الشعب وبعضه مسيحي ومسلم وللخروج للديمقراطية المزعومة واستقدام شباب عربي وتدريبه وإعطائه محاضرات تحت اسم الديمقراطية والحرية برعاية منظمات خارجية التي هي أصلا تحت غطاء استخباراتي لتحقيق أهداف هذه المخططات عن طريق استخدام أولاد الوطن في صورة ومظلة الزخم السياسي والديمقراطية واللعب في معتقداتنا وتراثنا واكتساب عادات وتقاليد دخيلة على عقول أبناء الوطن ليخلق الصراع بين الحق المكتسب من العادات والفكر الجديد ليكون هناك صراع بين الحق المكتسب والفكر الجديد في صورة التطور والتحضر على هامش المثل مثل صراع الرجل والمرأة الأب والأبن المعلم والتلميذ والمواطن وحاكمه كلا عن طريق مكتسبات في صورة قوة ناعمة تسمم عقول أبنائنا فيما يخرج جيل ليس له أي انتماء ولا خوف ولا غيره على أسرته التي هي جزء أصيل من وطنه.