تصاعد وتيرة التهديدات.. سيناريوهات الأزمة الإيرانية الأمريكية
اشتعال النيران بين أمريكا وإيران وتصاعد وتيرة التهديدات كل يوم بين الجانبين ينذر بكارثة على وشك الحدوث، وفي ذلك الوقت تم وضع العديد من السيناريوهات التي ترسم ملامح العلاقات الإيرانية الأمريكية وما سيحدث بها مستقبلاً، هل ستندلع حرب حقيقية بين البلدين؟! أم سترضح إحداهما وتطلب الحوار مع الأخرى!
سيناريو كوريا الشمالية
وصف المحلل السياسي والخبير بشؤون الشرق الأوسط والقوقاز، ستانيسلاف تاراسوف،
بأن المسألة الإيرانية أقرب ما تكون إلى سيناريو كوريا الشمالية، قائلا: "الأمريكيون
استخدموا لغة الضغط مع كوريا الشمالية لدفعها لطاولة المحادثات، في الوقت الذي سيدخل
فيه ترامب قريبا بجولة انتخابات رئاسية جديدة، ولن يكون مستعدا لمثل هذه الخطوة، يضاف
لذلك بان الأمريكيين يعتمدون في حروبهم على من ينوب عنهم بها، وفي هذا الموقف حاليا
لايوجد أحد، لذلك ستعتمد أمريكا على الغط السياسي والاقتصادي على إيران".
وأضاف الخبيرفي تصريحات صحفية أن جميع المؤشرات تشير إلى توجه أمريكا لاستخدام
الحرب النفسية والاقتصادية، من خلال تصعيج لغة الكلام عن هذا الملف بالإضافة لفرض حزم
من العقوبات الإقتصادية".
وبحسب الخبير فإن هذه الإجراءات تهدف لـ"كسر شوكة" إيران معنويا،
معتمدين في ذلك على عقوبات اقتصادية ربما تدفع بالشارع الداخلي الإيراني للتحرك وهي
طريقة تقليدية لدى الحكومات الأمريكية بوجه خصومها.
شن هجمات على أمريكا
السيناريو الأخرالمطروح على الساحة، هو "هجوم إيران على القوات الأمريكية
الموجودة بالكويت"، حيث كشفت صحيفة"وال ستريت جورنال" عن أن لاستخبارات
الأمريكية حصلت على معلومات تشير إلى وجود خطط إيرانية لشن هذه الهجمات.
وأوضحت الصحيفة أن الاستخبارات الأمريكية كشفت أن إيران "كانت تخطط لضرب
القوات الأمريكية في العراق، ومن الممكن في سوريا، وتنظيم هجمات في خليج باب المندب
بالقرب من اليمن باستخدام القوات التي تشرف عليها، وكذلك في الخليج العربي باستخدام
الطائرات المسيرة المسلحة".
وأضافت، أنه تتوفر لدى الاستخبارات أيضًا معلومات أخرى تدل على وجود خطط إيرانية
لشن هجوم على القوات الأمريكية الموجودة في الكويت، مؤكدة أن الخطر يأتى من جانب إيران
برا وبحرا.
هواجس الحرب تخيم على إعلام طهران
أما فى الداخل الإيرانى بدأت هواجس الحرب تخيم على إعلامها، فتح الباب أمام
تحليلات الصحافة الإيرانية ورسم سيناريوهات عديدة.
ورأى المحلل الإيرانى مهدى مطهرى نيا، فى مقاله بصحيفة جهان صنعت تحت عنوان
"أمريكا غيرت المرحلة من التهديد إلى الاستعراض بشن هجوم عسكرى"، أن هناك
3 خطوات الأولى هى التهديد بشن هجوم عسكرى والثانية الاستعراض بالهجوم والثالثة الهجوم.
الحوار بين إيران وأمريكا
واعتبر الكاتب، أنه فى السابق كان التصعيد بين البلدين يشمل الخطوتين الأولى
والثانية، لكن فهناك إشارات إلى إضافة الولايات المتحدة خطوة تسمى الاستعراض بالهجوم
العسكرى، لكنه رأى أيضا أن الخطوة فى حد ذاتها تشير إلى أن الولايات المتحدة تظهر استعدادها
للدخول فى حربا جديدة، وأكد جدية الولايات المتحدة فى الدخول فى حرب، لافتًا إلى أنه
على بلاده أن ترفع من مستوى مقاومتها.
وعلل الباحث بأن أمريكا ستدفع إيران للحوار، من خلال إرسال أرقام هواتف للسفارة
السويسرية في أمريكا من أجل ايصالها للجانب الإيراني في حال طلبوا فتح حوار حول الملف
النووي.