من أجل دم الحسينى وجيكا ومينا وخالد سعيد والشيخ عماد عفت وقبلهم مصر احتلوا مكاتب الوزراء
البشرية تغيرت من خلال خيال مبدع ورؤية حالم، الطائرات رسمت على كهوف تاسيلى بالجزائر منذ آلاف الأعوام على يد فنانين، دون أن يعرفوا أنها ستتحول إلى واقع، السفر إلى الفضاء بدأ من خيال صناع السينما والفنانين التشكيليين قبل أن يحولوه السوفييت إلى حقيقة، ملوك الفراعنة حلموا بتأمين منابع النيل، فذهبوا بجيوشهم حتى إثيوبيا ليؤمنوا شريان الحياة لشعوبهم، دون أن يعلموا أن المصريين سيهددون بمجاعة مائية بعد آلاف الأعوام، حلم جمال عبد الناصر ببناء السد العالى وتأميم قناة السويس وفعلها رغما عن إنجلترا وفرنسا، أراد محمد على بناء دولة حديثة فى بلد يعمه الجهل والفقر.. فأرسل البعثات للخارج وبنى ترسانة بحرية ونهضة وحضارة يشهد لها التاريخ، وحلمى ليس بعيد المنال وتحقيقه سهل لو اجتمع المبدعون عليه، من أجل دم الحسينى أبو ضيف ومينا دانيال وقبلهم مصر التى ماتوا من أجلها.. احتلوا مكاتب الوزراء.
نجح المثقفون والمبدعون فى تقديم نموذج بديع فى الثورة السلمية، والتغيير من أجل الوطن، خرجت قامات مصر من بيوتها.. وقررت وهب نفسها للوطن، احتلوا الحكومة.
لنجعل من اعتصام المثقفين ورفضهم للوزير الإخوانى قدوة لنا.. ليحتل كل محتج ومتمرد مكتب رئيس المصلحة أو الوزير الذى يعمل فى دائرته.. ليكن يوم 30 هو يوم احتلال الحكومة حتى رحيل مرسى والإخوان.. ليكن التمرد فى مقر العمل.. أما الميادين فهى للملايين الذين لم يجدوا فرصة للعمل.. أو طبيعة عملهم لا تسمح بهذه الممارسة «السلمية» وبدون تخريب.. فقط اعلان رفض الأخونة.. وليكن ذلك اليوم هو يوم جلاء الإخوان عن دواوين الحكومة التى احتلوها فى أشهر قليلة ضمن خطة الإخونة.. ليكن ذلك فى مبانى الوزارات والمحافظات والمحليات والهيئات التى تأخونت.. تمردوا حتى نستطيع استرجاع مصر.. استرجاع الثورة.. التى أبهرت وتبهر العالم.. نحن نعلن مقدما عن موعد ثورتنا.. وطرق تعبيرنا «السلمية».
يوم 30 يونيو لن يقف أحد أمام أحلامنا، على أساتذة 9 مارس المحترمين أن يحتلوا مكتب وزير التعليم حتى يحققوا أحلامهم فى بناء جيل كامل من شباب مصر، على قضاة تيار الاستقلال الحقيقيين أن يقدموا قربانا فى حب الوطن باحتلال مكتب وزير العدل، فهم أحق به من وزير يفضل عشيرته على المصريين، عليهم أن يحتلوا مكتب النائب العام، ننتظر من المستشار مصطفى خاطر وأبنائه من وكلاء النيابة والقضاة المستقلين أن يحتلوا مكتب النائب العام، من أجل العدالة التى يحلم بها المصريون، ننتظر من الحق فى الصحة ومنى مينا والأطباء المستقلين أن يحتلوا مكتب وزير الصحة دفاعا عن صحة المصريين وحمايتهم من السرطان والكبد والقلب والسكر·
التليفزيون المصرى به آلاف من الإعلاميين الشرفاء على جميلة إسماعيل أن تقوم بدورها وتتقدمهم ليحتلوا مكتب الوزير الإخوانى «صلاح عبد المقصود»، هناك آلاف من الضباط وأمناء الشرطة الذين أعلنوا التمرد بعد مقتل الشهيد أبو شقرة وطالبوا مرسى بالرحيل أن يحولوا مطالبهم لواقع يوم 30 يونيو باحتلال مكتب وزير الداخلية، أنتظر من مسئولى وزارة الرى الشرفاء الذين لديهم حلول لأزمة سد النهضة أن يحتلوا مكتب الوزير، افعلوا هذا فى كل الوزارات والمحافظات والمحليات، لا تخشوا شيئا فهناك ملايين من الشباب سيحمونكم بصدورهم، لأنهم يعرفون قيمتكم ومعنى الوطن، اتركوا القيادة لهؤلاء الشباب مثلما فعل المثقفون، فهم يعرفون كيف يصلون بالوطن إلى بر الأمان. لقد نهبوا الثورة وامتصوا دماء المصريين، قتلوا الثوار واعتقلوهم وعذبوهم، وفوق هذا كله كفروهم وشوهوا صورتهم، أصبحت أم الشهيد خالد سعيد تتلقى الملايين من الفضائيات كى تنتقد محمد مرسى، وشهداء الاتحادية حولوهم إلى بلطجية.
نداء إلى النخبة الحقيقية فى مصر، وطنكم تحت الاحتلال ظمآن يريد أن يرتوى بأفكاركم وإبداعكم ودمكم، لقد نجحنا فى الإطاحة بكل أنواع الاحتلال من الهكسوس وحتى الإنجليز، لم ينجحوا فى تغيير هويتنا أو القضاء على حبنا للوطن، وجماعة المرشد ليست أشد قوة وبأسا من الفرنسيين أو الإنجليز أو الرومان، وطنكم يسرق تنهب ثرواته، أبناؤكم وأحفادكم معرضون لموت حرقا أو بالسيف بتهمة ازدراء الأديان، وربما يموتون من العطش، والأكيد أنهم سيجدون خريطة أخرى للوطن الذى نعرفه يباع نصفه للقطريين، انزلوا من بيوتكم قبل أن يأتى اليوم الذى نجد فيه طه حسين ونجيب محفوظ وصلاح جاهين كفرة وملحدين، أنقذوا أبناءكم قبل أن يصبح حسن البنا والإرهاب هو مثلهم الأعلى، أنقذوها قبل أن تصبح أفغانستان. الفكرة بسيطة ستؤدى إلى عصيان مدنى سلمى محترم يحمل رموز مصر فى كل المجالات على أكتافهم، لن يستطيعوا أن يفعلوا معنا شيئا، فنحن أقوى منهم بكثير، وهم ليسوا أشد بأسا ولا قسوة من إسرائيل التى سحقها صعايدة وفلاحى مصر البسطاء فى حرب أكتوبر، تمردوا واحتلوا مكاتب الوزراء كى نبنى مصر التى فى خاطرى.