المختطف الرومانسي.. كريم سرور يكشف سر صعوبة شخصية عرابي بـ"قمر هادي".. ويؤكد: دراما رمضان ضعيفة (حوار)
اتَّسم برُوح المسؤولية تجاه جمهوره، منذ إطْلالته الأولى في ملحمة "الأب الروحي"، بدايته في الاحتراف والخطوة الأهم في مشواره الفني حتى الآن، برغم من توهَّج نجمُه في جميع أدواره تِباعًا، لاسيما في مسلسل "قمر هادي"، الذي يخوض غُمار المنافسة بكامل زخمهُ في الماراثون الرمضاني لهذا العام، والذي يجسد ضمن أحداثه شخصية "عرابي"، المختلفة عن نوعية الأدوار التي قدمها من قبل؛ لصعوبة اختيارها وتاريخها وتحضيرها داخليًا وخارجيًا، إذ تم تغير جوهر الدور كليًا مع بداية ظهور أحداث جديدة، عقب تجهيزه، كي يتناسب مع السيناريو، ليخطف الفنان الشاب كريم سرور، قلوب المشاهدين، الذين أطلقوا عليه "المختطف الرومانسي".
أرْسى شراع حُلم الفنان- الذي بدء في رحلته الفنية في الثانية عشر من عمره-، في الإخراج والتأليف والتمثيل، الأصعب والأكثر إرهاقًا من الإخراج الذي يمثل له متعة حقيقية والأقرب لقلبه، بالإضافة لحلمه في تأليف الروايات والكتب "بلاقي نفسي في الكتابة"، إذ يمتلك العديد من الأعمال الأدبية كـ"ماستر سين"- الذي يرى أنه أهمل تسويقه بسبب انشغاله بأمور فنية أخرى-، ورواية الغربان، التي شارك بها في معرض القاهرة الدولي للكتاب عام 2018، ويعود تألفها لعام 2009، وتشمل ثلاثة أجزاء نشر فقط الجزء الأول أما في الوقت الحالي فقد أجل نشر أي رواية لحين الانتهاء من كتابة إحدى السيناريوهات.
يسعى الفنان الشاب طيلة الوقت، إلى تطوير موهبته الفنية بشكل غير نمطي، لذا نجح في إعداد مدرسة خاصة به، تجلى ذلك في جميع أدواره "ربنا رزقني بنعمة الحمدلله لاحظتها شخصيًا أن كل عمل بدخل فيه بيكون من أهم أعمال الموسم"، حتى وأن كان نفس المطبخ لهذا العمل قاموا بأعمال أخرى سابقة، لكنها لم تحقق نفس النجاح، ووعضَّ على ذلك بناجذه من خلال كل عمل للوصول لنوع مختلف للجمهور.
سماع الأغاني القديمة، وموسيقى "الجاز" الكلاسيكية، تعد أهم طقوسه خلال وقت دراسة الشخصية من أول بدايته الفنية حتى هذه اللحظة، والمحيرة بالنسبة لكل من يتعامل معه في "اللوكيشن"، خاصة في مسلسل "قمر هادي"، والذي اكتشف فيه بساطة النجم هاني سلامة، واصفًا إياه بأنه أكثر نجم متواضعًا قابله من بين كل الفنانيين الذي عمل معهم "ودود جدا"، بينما الشخصية التي أضافت له الكثير خلال كواليس التصوير، كان الفنان صبري فواز، في المشهد الآخير بمسلسل "رحيم"، والفنان محمد علي رزق، والممثل محمد عادل، الشهير بـ "ميدو عادل"، في بداية مشواره "اتعلمت منهم ازاي اخفف التوتر واتعامل مع الكم الهائل من البشر اللي حواليا بدون ما أفقد أعصابي وتركيزي والخروج من الشخصية".
فيلم "استميشن"، الذي تم تقييمه عالميًا بأنه أفضل فيلم روائي سياسي قصير بالعالم- بسبب إيجازه وإسقاطه على الصراع الدائر في مصر، خاصة أنه كان يصف الوضع السياسي فى العالم برمته في عشر دقائق-، كان بمثابة تأكيد شخصي للفنان الذي بدأ مشواره الفني بالإخراج السينمائي، بأنه يمتلك موهبة، أما الأفلام الوثائقية فكانت تمثل له مهنة يقتات منها على عكس ما تمثل هذه لمخرجين أخرين، ورغم ذلك لا زال يحلم بإخراج فيلم وثائقي عن سينما الثمنينات، وصناع الأفلام المستقلة في هذه الحقبة.
تجسيده للشاب الثوري في مسلسل "كلبش"، كان مقلق جدًا، وأكتر دورًا كان متخوفًا منه وغير راضي عن نفسه فيه، برغم أنه نال شهرة واسعة لدى جمهوره، إلا أنه يرى أن هذا الدور كان كفيل بتحويله خلال عامًا واحدًا، ولظروف خاصة قدم الدور من المكان الخطأ "معجبنيش تمثيلي تماماً"، لاسيما وأنه طلب منه بعدم التمثيل والحديث بطبيعته، لاعتقاد المخرج أن الشخصية تشبهه في الواقع، وهو ما يخالف الحقيقة "مفيش شخصية أدتها تمثلني أو قريبة مني خالص".
شكلت المكالمة الهاتفية التي جمعت بين سرور والمخرج بيتر ميمي-الذي وصف التعامل معه بـ"الممتع"-، بشأن اختياره لتجسيد دور شخصية أمير سلامة في الأب الروحي، علامة فارقة في مساره الفني "الدنيا اتغيرت في عيني يومها وعمري ما هقدر انسى اليوم ده". وبما يخص وضع الفن في العالم العربي في الوقت الحالي أكد أنه في حالة استيقاظ، لذلك فهو متفائل جدًا، أما عن وضع الدراما الرمضانية هذا العالم، فالمحتوى العام ضعيف جدًا، ولكن بعض الأعمال نالت رضاه مثل مسلسل "لمس أكتاف، ولأخر نفس، والواد سيد الشحات".
تسبب انسحاب شركة الإنتاج "السورية- المصرية"، ووقف العمل بها بعد حرب سوريا في إخراج الفنان- الذي أحدث ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام المنصرمة بسبب تأثر الجمهور بشخصيته في دراما قمر هادي-، لحلقتين فقط من المسلسل الكوميدي "يوميات مصرية صامتة أو محفوظ"، وليس لعدم تفضيله للون الكوميدي، فهو دائمًا يحب الاختلاف في عمله، كدراسته للهندسة، والسينما و الفنون الجميلة، بالإضافة إلى علوم فنية وأدبية آخرى جميعها مرتبطة بالإخراج بالنهاية.