هيثم عصام يكتب : إلى التى ..!!

ركن القراء

هيثم عصام
هيثم عصام


إلى التى بعثت فى الفؤاد منذ قدومها روحا ، كنت أظن أنها فارقته إلى غير رجعة ، حتى جاءت هذه التى تجمعت فيها كل خصال الأنوثة ، صار بين يديها طفلا يحبو أولى خطوات حياته من جديد ، لا ينظر لماض رحل ولا ينشغل بفائت قد ولى ، فقط هى خطوات تهرول نحو لذة قادمة لا شقاء فيها ، هى نظرات تكتسى بفرحة اللقاء تارة ، وآخرى ترتسم بملامح الرجاء بغية إكمال ما قد بدأ إلى جوار امرأة هى بكل النساء !!

إلى التى عندما أطرق بابها فى كل مرة أجدها تحاكينى بذاك الصوت الذى تحسبه ومنذ وهلة السماع الأولى وكأنه تواشيح أو تراتيل سلام تحتضن هذا الكيان فلا يرد إلا برعشة وأنات صمت ساكنة بين طيات أمان واطمئنان بسند قد أتى ليبقى !!
إلى التى عندما أريد التغزل فى محاسنها التى أدمنت مطالعتها فى كل لحظة ، يقظة كانت أو فى أحلام عاشق ، أؤمن فى كل مرة أن الله قد اختار لى طريقا عنوانه نجاح وحظ لا ينقطعان ،فأنا الفائز بتلك المخلوقة النورانية ، التى اختصها الله وحدها بهذا الجمال الذى يستعصى وصفه وتعريفه من خلال حروف لغة تستحى لمجرد التفكير فى قول أو خوض فيه !! ، وكيف لا ؟! ، فنظرات عينيها تتدفق منها عذوبة ماء طاهر يطفىء لهفة الحيران فى زحام وصخب حياة لا ترحم !! ، لمسة يدها دواء يشفى أمراض زماننا العضال ،تزيل تلك التجاعيد التى ارتسمت على وجوه شابة أصابها عجز الاحتياج وأرهقتها مرارة التفكير فى أمر حاضرها وماهية غدها !! ، أما ذاك القوام فيكفى أننى عندما أجلس إلى جواره اشتم رائحة عطره يسكننى يقينا أننى صرت درويشا لتلك الحورية التى تعيش بيننا فى دنيا البشر !!

إلى التى عندما أجلس لتفكير فيها ، أجدنى أتضرع إلى رب قادر ، أن يحمى لى أما غمرنى فيضان حنانها ودعواتها الحالمة بفلاح متواصل سواء كنت طفلا معاها أو أمامها رجلا فدوما هى الملاذ ودائما هى المهرب الجامع لدفىء أقر أنها أصله ومنبعه !! ، أن يصون لى أختا هى الصغيرة الراجية لتلك الحماية الواجبة على رجل خلق ليكون مسؤولا عن أميرة حقها أن تجد فى أحضانه السكن وفى أفعاله الحمى وفى أقواله فهما وراحة !! ، أن يحفظ لى حبيبة وعشيقة هى الهبة وهى النعمة فلا شىء الا هى يا الله ورضاك والجنة !!

إلى التى عندما أتدبر جرأتها يغمرنى خجلها !! ، إلى التى عندما اشتهى حديثها يبهرنى صمتها !! ، إلى التى عندما أقسو عليها تقتلنى أنفاسها الهادئة !! ، إلى التى أغار عليها من ظل تدهسه أقدامها !! ، إلى التى عندما أعاتبها تحتوينى علامات الرضا على وجه لابد أن تكافىء جبهته بقبلة تعلن نهاية غضب وتعتذؤ عن لحظات وجع ولمعة عين سال كحلها وحان وقت ضحكتها !!

إلى التى عندما أفارقها سعيا فى حياة علينا فيها رسالة خلقنا نؤديها !! ، أتركها وهى فى الجسد شريانا ، تمتلىء النفس بثقة فى الفعل لو وزعت على أهل الأرض لكفتهم وفاضت ولما لا ؟؟ وهى الشرف يسير بقدمين على أرض دنيانا !!

إلى التى اشتهى حكمتها ورجاحة عقلها لتكون عونا فى سبيل صواب أرجوه ، إلى التى أذوب فى شقاوتها وأتوه فى جنون اوقات براءتها وخفة ظلها ، أدمن حتى مزاجها المتقلب حينا بعد الأخر !! مالى أنا ؟! فقط أراها كاملة الأوصاف تتدلل فلا شبيه لها ولا اخرى تضاهيها !!

إلى التى عندما أكتب عنها ، يتمايل القلم فرحا بحروف تتراقص فغذاء كيانها وطعام وجدانها قد حضر !! ، كلمات ألمح فيها واشتم منها رائحة الغيرة ، كيف تكون ملكا لى تخرج من مداد قلمى وفى الوقت ذاته تكتب لتصف أخرى تتشترك معها فى تاء التأنيث ؟! ، سطورا أراها تتسابق لترسم صورة بكر اختلت بنفسها تلامس نور شمس يستعد لنشر ضياءه على كون يظلم ان غابت طلتها !! ، صفحات تتصارع أي منها ستربح رضا كاتب فيكون الأكثر كمالا ودقة لوصف هذا الكائن الذى لا يعلم سره إلا خالقه !!

إلى التى .... قسما بربى لم أعد أدرى ماذا يمكن أن يقال ؟! تعبيرا عن قدر أوجده الله فى قلب وكيان ووجدان عاشق هائم فى محرابك انتى ياامرأة من بعدك ماتت كل بنات حواء !! فقط دعينى أجعلها تزلزل الأرجاء !! .. ياامرأة إنى أحبك !!