خبراء: على إيران إقران دعوتها لمعاهدة عدم الاعتداء بممارسات ملموسة
اعتبر خبراء أمريكيون
أن اقتراح إيران معاهدة لعدم الاعتداء في الخليج يظهر حسن نواياها، لكنه يجب عليها
أولا أن تبدي محبتها للسلام بالممارسة، حتى يقبل الآخرون مبادرتها.
واعتبر الخبراء
الأمريكيون الذين استطلعتهم وكالة نوفوستي الروسية أن "المشكلة هي أن الخليج ليس
لإيران وحدها ودول مجلس التعاون الخليجي مقسمة إلى ثلاثة أجزاء. هناك السعودية والبحرين
والإمارات، التي تشكك في نوايا إيران، وتعتقد أنه لا ينبغي أخذ الإيرانيين على محمل
الجد عندما يقترحون ذلك، حسبما قال عباس كاظم، مدير برنامج العراق التابع للمجلس الأطلسي
في واشنطن".
وأضاف كاظم:
"هناك قطر وعمان، وهما أقرب إلى إيران ولهما علاقات قوية معها. وهناك الكويت المحايدة".
ووفقا له، فإن
السعودية والبحرين والإمارات هي التي ينبغي عليها صياغة رد على اقتراح طهران، لأنه
موجه إليها في المقام الأول. والعراق على الرغم من قربه من إيران، فإنه لن يدخل في
مثل هذه الاتفاقات، لأن دستوره ينطوي على الحياد، وهو ليس متورطا بالعداوات.
وتابع: "يجب
أن يكون الاتفاق بين الدول التي يمكن أن ترتكب عملا عدوانيا ضد بعضها البعض. الإيرانيون
يحاولون إظهار حسن النية. بالإضافة إلى ذلك، ربما يحاولون نزع فتيل الموقف وإزالة الشروط
المسبقة للعدوان المحتمل، قائلين: "انظر، نحن نريد توقيع الاتفاق". وهناك
سؤال آخر: ماذا لو أن السعودية والإمارات ستقبلان الاقتراح؟".
واعتبر كاظم أن
هذه الدول تخشى أنه حتى لو لم تهاجمها القوات المسلحة الإيرانية، فإن الجماعات المسلحة
الخاضعة لسيطرتها يمكن أن تقوم بذلك. وبشكل عام، تحتاج المنطقة لاتفاق لعدم الاعتداء،
يمنح الجميع ضمانات أمنية وشعورا بالاستقرار.
أما مايكل بريدجنت
كبير الباحثين في معهد هدسون، فيعتقد أن هذه المبادرة الإيرانية كانت نتيجة للوجود
العسكري الأمريكي المتزايد في المنطقة وقال: "إذا عرضت إيران ذلك فعلا، وتحدثت
عن توقيع معاهدة عدم الاعتداء مع جميع جيرانها الخليجيين أو القوى الرئيسية في المنطقة،
فإن هذا يعني أن سياسة الاحتواء الأمريكية في المنطقة تعمل. لا أحد يثق بإيران عندما
توقع على شيء ما. لقد خرقوا جميع قرارات مجلس الأمن الدولي، وخدعوا معاهدة حظر الانتشار
النووي".
ووفقا له، فقبل
الرد على مثل هذه المبادرة، يجب على الولايات المتحدة وغيرها أن تتأكد من وجود أشياء
حقيقية وراءها. وكمثال على هذه الحالات، أشار إلى وقف الهجمات الصاروخية والهجمات على
أهداف مختلفة في السعودية، فضلا عن وقف تهديدات الجماعات المسلحة التي تسيطر عليها
إيران في العراق وسوريا بشن هجمات محتملة على الأمريكيين".
وختم قائلا:
"عندئذ سيكون هناك شيء يعزز مثل هذا البيان. إذا لم يحدث أي من هذا، فهذه مجرد
تصريحات موجهة لوسائل الإعلام الأمريكية. نحن مستعدون لدعمها، لكن يجب أن نرى خطوات
ملموسة. حتى الآن شهدنا ست هجمات غير ناجحة لم تتلق ردا من الولايات المتحدة، وهم حاولوا
بذلك اختبار عزم واشنطن".
ودعا وزير الخارجية
الإيراني محمد جواد ظريف على خلفية الوضع المتوتر بين طهران وواشنطن دول الخليج، لإبرام
معاهدة بعدم الاعتداء لاقت أصداء واسعة وخلقت الكثير من التكهنات.