الإفتاء: 4300 سؤال فتوى طلاق شهريا.. و80% منها من الشباب
الطلاق تتصدر الفتاوى في رمضان فيما يزيد عن 4 آلاف فتوى طلاق شهرياً
أمين عام الفتوى: 80% من فتاوى الطلاق من الشباب ولذالك عقدنا دورات للمقبلين على الزواج
لم يمنع شهر رمضان المبارك أبغض الحلال، سواء من قضايا الطلاق أمام محاكم الأسرة،أو الفتاوى الخاصة بالطلاق التى تتردد على دار الإفتاء المصرية على مدار العام، وتتصدر عدد الفتاوى التى تؤؤل للدار، بعدد يزيد عن 4 ألاف فتوى طلاق شهرياً، يأتى معظمها من الشباب حديثى الزواج فى أول 3 سنوات من الزواج، وتمر بالعديد من الاعتبارات واللجان حتى يتم الفتوى بها، تلك الأعداد المرتفعة تتناسب مع ارتفاع تصنيف مصر فى معدلات الطلاق وفقاً لجهاز التعبئة الإحصاء.
حيث ارتفعت معدلات الطلاق خلال شهر ديسمبر الماضى فقط بنسبة 5% بمعدل 26 حالة طلاق كل ساعة، كما ارتفع معدل الطلاق عام 2017 بنسبة 6% مقارنة بعام 2016 ، مما جعل مصر تصنف عالميا الثالثة ضمن أكثر 5 دول ترتفع بها معدلات الطلاق.
وتمثل فتاوى الطلاق النسبة الأكبر من عدد الفتاوى التى تتلقاها دار الإفتاء المصرية بشكل سنوى والتى تصل لحوالى مليون فتوى سنوياً تشمل كل ما يهم المسلم في مناحي حياته المختلفة، وتعتبر الفتوى الشفوية هى أساس عمل دار الإفتاء وتستقبل بشكل شهرى ما يزيد عن 8 ألاف فتوى، منها ما يزيد عن 4300 فتوى خاصة بالطلاق، ففتاوى الطلاق تكون شفوية، ومن نماذج الفتاوى الخاصة بالطلاق والتى يقدمها المستفتى لدار الإفتاء هى الطلاق فى حالة الغضب الشديد للمريض، الطلاق على مهر معين لأبنته فزوجها جدها بمهر آخر، الطلاق المكتوب إذا أخفاه الزوج عن زوجته لمدة، طلاق الغضبان إذا تم توثيقة، الحلف على الزوجة بالطلاق المعلق ولا يعرف نيته، طلاق المجنون حال إفاقته، التلفظ بالطلاق دون قصد وقوعة وغيرها من فتاوى الطلاق التى تتلقاها دار الإفتاء، والتى زادت خلال شهر رمضان المبارك نتيجة الغضب الذى قد يصيب البعض وخاصة متعاطى السجائر والمواد المخدرة مما يجعل التلفظ بالطلاق سهل القول.
وقال الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى، ومدير إدارة الفتاوى الشفوية بدار الإفتاء المصرية، إن معدل فتاوى الطلاق في لجنة الفتوى الشفوية فقط يزيد لـ4300 سؤال فتوى طلاق شهرياً، ويتم إرجاع فتاوى الطلاق فى حالة الهاتف للفتوى الشفوية، فالهاتف لا يجيب على أسئلة الطلاق والمعاملات والمواريث، العبادات، فالإجابات بها تحتاج إلى المقابلة الشفوية، فلابد من مقابلة السائل فى حالة فتوى الطلاق للتعرف عليه، ولإطالة الحديث معه، ولمعرفة مدى نفسيته، بجانب التحقيق فى مسائل الغضب، لدراسة الدافع والأمر النفسي عند السائل الذى دفعه للتلفظ بلفظ الطلاق ، مؤكداً بأن متوسط الوقت الذى يجلس المفتى مع المستفتى يصل لربع ساعة، وممكن أن يزيد عن نص ساعة، وقد يأتى السائل أكثر من مرة للرد عليه، أى لحوالى 4 مرات لتأكد من الفتوى بعد دراسته بشكل كامل، وأن نوعية الأسئلة تختلف حسب نوعية الحالات ولفظ الطلاق يختلف من شخص لأخر، قد يتلفظه شخص يقع وأخر لا يقع، فالأمور فى الحكم تخضع للعديد من الاعتبارات من الاعتبار النفسى، الغضب الشديد، عدم إملاك لسانة، بجانب التوتر والاضطراب النفسى، وفى هذه الحالات لا يقع الطلاق ، وأن المفتى دائما لا يقوم بتعميم الفتوى حتى لا يأخذها أى شخص ويطبقها على نفسه فكل شخص حالة خاصة.
وأضاف بأن الإفتاء فى الطلاق يحتاج لتدريب من نوع خاص على كيفية التحقيق مع المستفتى، بجانب فهم للواقع ونفسية السائل، فيجب أن يكون على دراية بعلم النفس والمنطق يكاد يكون الشيخ طبيب نفسي، فكل حالة بحسبها فى الطلاق لذالك هذة المسائل فنية عند المفتى، مشيراً إلى أن معظم حالات الطلاق تكون خارجة فى لحظات غضب مع اضطربات الحياة، وعدم إملاك الألفاظ، وعدم فهم الأسرة ومكانتها، فى شهر رمضان أحيانا الغضب يزيد، وخاصة مع من يتعاطوا السجائر او المواد المخدرة وممكن يتلفظ بلفظ الطلاق، ولكن يكاد يكون المعدل متقارب مع باقى الشهور.
كما أكد بأن أكثر فتاوى الطلاق تكون من شريحة الشباب بنسبة 80% ، أى يكونوا حديثى الزواج من أول سنة حتى 3 سنوات، يحدث كمية طلاق كبيرة بإعتبارها فترة اضطراب، وعدم استقرار، وتقل بعد 5 سنوات، لذالك عقدت دار الإفتاء بعد دراسة نفسية وعلمية لارتفاع حالات الطلاق دورات للمقبلين على الزواج ، وبالفعل عقدنا أكثر من دورة، بمعدل محاضرة أسبوعيا تكون فى العلاقات الزوجية والنفسية الأسرية، وأبرز مشكلاتها، بتقديم متخصصين من أطباء نفسيين وتنمية بشرية وشرعيين، وقد تكون على مدار شهر حسب الإقبال.
وفيما يتعلق بفتاوى الطلاق المعقدة التى تكثر بها الأقاويل ، فأوضح أمين عام الفتوى بأن فتاوى الطلاق المعقدة والمغلقة يتم تحويلها لفضيلة المفتي، من خلال اللجنة العليا للطلاق، تلك التى تستمع لحالات الطلاق المغلقة التى يكثر بها التفسيرات، وإذا أغلق بعدها تحوله لفضيلة المفتى ، حيث يمر المستفتى فى هذه الحالة على عدة لجان قبل وصوله للمفتى، لدراسته من الداخل، ولدراسة نفسيته بشكل يفيد المفتى لاتخاذ القرار، ولبيان وجود اضطراب فى أخذ القرار فى النية من عدمه، مشيراً إلى أن التحقيق فى النية أمر يحتاج إلى مهارة، متسائلاً:" كيف يعرف المفتى نية السائل، وكيف يصل إليها، وكثير من المستفتين يختلط عليهم مسألة النية، لكونه لا يعلم نيته، ويخلط بين دائرة القلب والعقل واللسان، والنية مصدرها القلب، مؤكداً أن نسبة الفتاوى التى يسقط بها الطلاق حوالى حالتيتن شهريا أو ثلاثة، والكفارة من إطعام المساكين تختلف حسب اللفظ، وليست فى حالة اللفظ الصريح بل فى ألفاظ مثل" عليا الطلاق، تحرمى عليا" تكون بها الكفارة