في الذكري 65 لاكتشافها.. أثريون يعلنون اسم المكتشف الحقيقي لمركب خوفو
تحل علينا هذه الأيام الذكرى 65 للكشف عن المركب الجنائزي للملك خوفو بجوار هرمه بهضبة الجيزة، وهي الذكري التي احتفل بها محرك البحث جوجل، وقد أعلن عدد من الأثريين أن الكشف منسوب خطأ للمهندس الصحفي كمال الملاخ وكشفوا في التقرير التالي عن اسم صاحب الكشف.
وقال الدكتور أحمد عيسى أستاذ الديانة المصرية بجامعة القاهرة، إن الكشف عن مركب خوفو الأولى اشترك فيه ثلاثة من المصريين، وهم محمد زكي نور مفتش آثار، ومدير عام آثار الهرم فى ذلك الوقت، والمهندس كمال الملاخ ولم يكن قد تفرغ للصحافة بعد، والريس تهامي، وكان الكشف بتمويل سعودي من الملك سعود بن عبد العزيز بقيمة 10 آلاف جنيه.
وأضاف عيسى، أن الملاخ كاد أن يتسبب بكارثة تصل إلى تحطيم المركب تمامًا، عنما أصدر أمر متعجل بكسر أحد المجاديل الوسطى ولم ينتظر حتى إزاحة الرمال عن بقية المجاديل الحجرية الضخمة.
وأشار إلى أن هذا القرار كاد يتسبب بسقوط الحجر المكسور على المركب فيحطمها لولا ستر الله فقد تعلق الحجر على جانبي الحفرة الموجودة بها مركب خوفو الجنائزية.
ونوه أن هذا دليل على عبقرية المصري الهندسية حيث وضع حجرًا عرضيًا لا يمكن إزاحة بقية الأحجار إلا برفعه، وأكد أن محمد زكي نور هذا الأثري المهضوم حقه لم يذكر اسمه أبدًا مقترنًا بكشف مركب خوفو الجنائزية الأولى مطلقًا.
وقال عمر صلاح وهو باحث أثري، إن الملاخ كان مصور صحفي، وفضل الكشف يرجع لمفتش الآثار محمد ذكي نور، والفضل في ترميم المركب يرجع لشيخ المرممين ابن الدرب الأحمر الحاج أحمد يوسف، والذي أبهر الجميع بقدراته على ترميم المركب.
ومن ناحيته قال الدكتور خالد غريب أستاذ علم الآثار بجامعة القاهرة، إن تسمية مركب الشمس خاطئة، وإنما هي مركب جنائزي سافرت بمومياء الملك خوفو إلى أبيدوس وعادت بها إلى هضبة الأهرام لتدفن الجثة في مقبرتها "الهرم" وتدفن المركب الجنائزي إلى الجانب الجنوبي لهرم الملك.
وأضاف غريب أنه يجب نسبة الفضل لأهله فى الكشف عن مركب الملك خوفو، فكمال الملاخ ليس هو المكتشف الفعلي ولكن الصدفة لعبت دورها.
وأكمل غريب نقلاً عن كتاب اكتشافات بالصدفة، للزميل أحمد أبو العلا، أن القصة تبدأ في عام ١٩٥٤ عندما كان المرحوم الأستاذ محمد زكى نور الدين كان مدير عام اثار الهرم فى ذلك الوقت وكان يقوم بحفائر جنوب الهرم الاكبر بغرض تنظيف المنطقة وإزالة الرديم المتراكم بمرور الزمن .
وفى ذلك الوقت كان من المنتظر زيارة الملك عبد العزيز ال سعود في أول زيارة لمصر بعد ثورة يوليو، وبالتالي زيارة الملك لمنطقة الأهرامات كانت ضمن برنامج الزيارة وبالتالي توجهت كل أعمال الأثريين لتنظيف المنطقة مع محمد زكى نور الدين وكان منهم الدكتور عبد المنعم أبو بكر رحمة الله عليه وكان كمال الملاخ مهندس ترميم بمنطقة الجيزه وكان يعمل مراسلا لجريدة نيويورك تايمز بالقاهرة أيضا .
وكان يعاون زكي نور الدين رئيس العمال جرجس ينى في أعمال الحفر وفي يوم ٢٤ أبريل أثناء تنظيف السور المحيط بالهرم الأكبر تم العثور على كتل حجرية ضخمة متراصة بنظام وعثر على اسم الملك جدف رع بن الملك خوفو ١٨ مرة على الكتل الحجرية.
وبناءً علية سارت أعمال التنظيف بسرعة دون رفع أي من الكتل الحجرية للكشف عما تحتها، وكان شكل الكتل الحجرية المتراصة ياخذ شكل المركب.
وفي يوم ٢٥ مايو لم يتمكن زكى نور الدين من الذهاب للعمل بسبب مرض ابنتة الشديد وتوفيت الطفلة فى تلك الليلة وفى اليوم التالي كانت مراسم الدفن وهو يوم ٢٦ مايو وفى ذلك اليوم كان رئيس العمال جرجس ينى قد كشف عن السدادة الحجرية التى كانت فى المقدمة الشرقية للبلوكات الحجرية وأسرع جرجس للبحث عن أحد المسؤولين من بعثة الحفائر فلم يكن محمد ذكي نور الدين موجود بسبب وفاة ابنتة وكذلك كمال الملاخ حيث كان فى ذلك الوقت يجلس على أحد المقاهى بشارع سليمان باشا مع الصحفى أنيس منصور .
وأبلغ جرجس الملاخ بما حدث فأسرع الثاني إلى منطقة الجيزة وأمر العمال برفع أحد البلوكات لتظهر مجداف المركب الملكي وما كان من كمال الملاخ إلا أن أبلغ على الفور جريدة نيويورك تايمز بالخبر قبل الصحف القومية مما تسبب في إحداث فوضى وغضب داخل هيئة الآثار وعلى إثرها قام الدكتور عبد المنعم أبو بكر بالاستقالة من منصبة بسبب ما فعلة كمال الملاخ فى حق محمد زكى نور الدين.