الأوقاف: الاعتكاف فرصة لإصلاح النفس وتهذيبها
نظمت وزارة الأوقاف لقاءً علميًّا بعنوان : " فضائل العشر الأواخر" وذلك في إطار فعاليات ملتقى الفكر الإسلامي الذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بساحة مسجد مولانا الإمام الحسين (رضي الله عنه) بالقاهرة ، حاضر فيه كل من الدكتور أسامة فخري الجندي مدير إدارة المساجد الحكومية , والشيخ محمد الدومي إمام وخطيب بوزارة الأوقاف ، والشيخ عبد الفتاح عبد القادر جمعة عضو المكتب الفني بوزارة الأوقاف، بحضور عدد من قيادات الوزارة .
وفي بداية كلمته أكد أسامة فخري الجندي أن الله عدّد ونوّع للأمة مواسم الخير لتظل في معية ربها ؛ لينال كل فرد الأجر والثواب الوفير ، ومن بين هذه المواسم شهر رمضان ، ومن شهر رمضان العشر الأواخر , والتي عندما أقبلت وجدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) شد مئزره ؛ للإعداد والتهيؤ لمزيد من العبادة فوق ما هو معتاد ، فعلينا ألا نفرط في هذه العشر ، وأن نستثمرها بألوان العبادات المختلفة ، قراءةً ، ودعاءً ، وقيامًا ، وذكرًا ، نستثمرها بإسقاط الذنوب ، نستثمرها بتحري ليلة القدر ، والدعاء فيها
ووجه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) السيدة عائشة إن صادفت هذه الليلة أن تدعو : " اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي" ؛ لأن العفو أسمى من المعفرة ؛ فالمغفرة عدم العقاب مع وجود الذنب مسطورا ، أما العفو فهو عدم العقاب مع محو الذنب وعدم تسطيره .
وفي ختام كلمته أكد أن ميلاد القرآن الكريم كان في هذا الشهر المبارك ، ليشكل عقلية المؤمن وشخصيته ، فالأوامر والنواهي الإلهية الواردة في القرآن هي قوانين لصيانة الإنسان في الدنيا والآخرة .
وفي بداية كلمته أكد الشيخ محمد الدومي أن الاعتكاف فرصة لإصلاح النفس وتهذيبها , وفرصة للترقي من الإسلام إلى الإيمان إلى الإحسان , وهو فرصة للتأمل , والتدبر ؛ فللإنسان أربع ساعات : ساعة يحاسب فيها نفسه , وساعة يناجي فيها ربه , وساعة يخلو فيها بأصحابه المخلصين , وساعة يأتي فيها أهله .
وفي ذات السياق أوضخ أن الاعتكاف هو ملازمة الإنسان للمسجد , وقد اعتكف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في العشر الأوائل حتى يدرك ليلة القدر , ثم العشر الأواسط من رمضان حتى يدركها , ثم اعتكف العشر الأواخر فقال : " الْتَمِسُوا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ" , مشيرًا إلى أن المعتكف لا يخرج إلا لضرورة , قال تعالى:" وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ".