محمد مسعود يكتب: مصر تنتظر الكونفدرالية
على لاعبى الزمالك أن يضعوا نصب أعينهم اسم ناديهم الكبير والعريق وجمهورهم الأوفى على الإطلاق
يخوض الفريق الأول لكرة القدم بنادى الزمالك، مباراة مصيرية مساء الأحد المقبل، عندما يواجه فريق نهضة بركان المغربى، فى إياب الدور النهائى لبطولة الكونفدرالية الإفريقية، وهو اللقب الذى لم يحققه الزمالك بمسماه الجديد طوال تاريخه.
يدخل الزمالك المباراة متأخرا بفارق هدف وحيد، سكن شباك عمر صلاح حارس المستقبل للفارس الأبيض فى الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع، ويكفيه الفوز بفارق هدفين لنيل اللقب والصعود إلى منصة التتويج فى موقعة كروية ساخنة يشهدها ستون ألفا من أنصار الملكى الأبيض فى استاد الجيش ببرج العرب، وعشرات الملايين من عشاق الفريق الغائب عن الألقاب الإفريقية منذ نحو 17 عاما.
وربما لا يعلم لاعبو الفريق الأبيض قدر ومقدار وقيمة وعراقة وشعبية الزمالك، مرعب إفريقيا، والنادى الأكثر تتويجا بالبطولات فى القرن الماضى، ولولا حسبة الاتحاد الإفريقى الكاف المريبة والغامضة، لصار الزمالك بطلا للقرن دون منازع أو منافس، بعد اختراع نظرية جديدة فى الحسابات أثبتت أن السبعة أكثر من التسعة !!.
لذا، فعلى لاعبى الزمالك، أن يضعوا نصب أعينهم، اسم ناديهم الكبير والعريق، وجمهورهم الأوفى على الإطلاق، الذى لم يكف عن مساندة الفريق فى السراء والضراء، عليهم أن يعوا ويقدروا جهود مجلس إدارة الذى وفر لهم لبن العصفور، ليحققوا آمال جماهيرهم المتعطشة لبطولة إفريقية، تذهب الظمأ وتعالج جفاف البطولات القارية، وتضع الزمالك فى مكانه ومكانته الطبيعية على رأس الأندية الإفريقية، خاصة أن الفوز بلقب الكونفدرالية يتيح للفريق الفوز أيضا بكأس السوبر الإفريقى، علاوة على ارتفاع الروح المعنوية للفريق خلاله منافساته فى البطولات المحلية، خاصة الدورى العام الذى يتأخر فيه الزمالك بفارق نقطة واحدة فى جدول الترتيب عن منافسه اللدود الأهلى، والمنافسة أيضا على لقب كأس مصر البطولة المفضلة للأبيض الملكى.
1- شخصية البطل
فى المباريات الكبيرة، وتحديدا فى النهائيات الإفريقية، على البطل أن يفرض شخصيته منذ البداية، وسط مساندة جماهيرية ساخنة، وشحن معنوى كبير، لذا فمع إطلاق صافرة البداية، على اللاعبين أن يعلموا أنهم فى معركة كروية لا تقبل القسمة على اثنين، ويجب فرض السيطرة وقوة الشخصية منذ البداية، عن طريق الهجوم المكثف واللعب الرجولى، والقتال على كل كرة، مع الوضع فى الاعتبار التأمين الدفاعى، خاصة أن استقبال أى أهداف من الفريق المنافس ستصعب من المهمة التى تحتاج إلى 11 من كوماندوز ميت عقبة.
فريق نهضة بركان، وإن كان صعد للمباراة النهائية، فهو ليس بالفريق المرعب، صحيح أنهم يمتلكون خط هجوم قويا، لكنهم يعانون معاناة كبيرة فى الخطوط الخلفية، خاصة «المساكين» الذين يتمتعون بالبطء الشديد، علاوة على سهولة المرور منهم فى حال «واحد ضد واحد»، لذا فمن المنتظر أن يلجأ الفريق المغربى لتقريب الخطوط واللعب بالفريق كوحدة واحدة دفاعية، واللجوء للهجمات المرتدة خلف ظهيرى الجنب، عبدالله جمعة وحازم إمام.
2- غيابات غير مؤثرة
يعتبر الزمالك على مستوى «السكواد» هو أقوى الفرق الإفريقية، ولولا اعتماد المدير الفنى السويسرى كريستيان جروس على 14 لاعبا دون غيرهم مع إهمال بقية اللاعبين، لكان الفريق الآن بطلا للدورى قبل نهايته بأسابيع، ولحقق الفوز خارج الديار فى مباراة ذهاب النهائى الإفريقى، لكن رغم حالة الإرهاق التى يعانى منها اللاعبون، فعمليات الاستشفاء التى يقوم بها الفريق، جعلته منافسا فى جميع البطولات حتى الأمتار الأخيرة.
فى لقاء العودة بنهائى الكونفدرالية يغيب كل من حمدى النقاز الظهير الأيمن التونسى، وعمر السعيد قلب الهجوم لحصولهما على الإنذار الثانى فى لقاء الذهاب، ما ترتب عليه أن يتم تعويضهما بحازم إمام الغائب منذ أسابيع للإصابة فى مركز الظهير الأيمن، وعودة الدولى المغربى خالد بوطيب لقيادة خط هجوم الزمالك، فى حال شفائه من الإصابة التى لحقت به فى مباراة الإسماعيلى بالدورى العام. وفى حال عدم جاهزية خالد بوطيب، سيلعب المهاجم البديل «حميد أحداد» فى مركز قلب الهجوم، رغم عدم قناعة المدير الفنى السويسرى بإمكانياته فى هذا المركز ويفضل الدفع به بديلا للجناح الأيسر محمود كهربا.
3- مناورة تكتيكية
يعد عبدالله جمعة، اكتشاف جروس فى مركز الظهير الأيسر لنادى الزمالك، والحقيقة أنه الآن أفضل ظهير أيسر مصرى على الإطلاق رغم استبعاده من قائمة المنتخب الأخيرة المشاركة فى الكان الإفريقى يونيو المقبل، لكن هل يقوم جروس بمناورة تكتيكية، ويكون عبدالله جمعة مفاجأة تشكيل الزمالك باللعب فى مركز الجناح الأيمن (مركزه الأصلى) على حساب إبراهيم حسن ذى الأداء المتراجع مع الفريق، وأحمد السيد زيزو الذى لم يقدم المأمول على المستوى الهجومى.
عبد الله جمعة فى حال لعبه فى مركز الجناح الأيمين، سيفتح شارعا باسمه فى تلك الجبهة بمساعدة حازم إمام، خاصة مع ضعف حالة الظهير الأيسر لنهضة بركان، علاوة على كونه يستطيع الدخول لعمق الملعب لخلخلة الدفاع المغربى، وفى هذا الحال يتم الدفع ببهاء مجدى فى مركز الظهير الأيسر بديلا لعبد الله جمعة.
4- مفتاح الفوز
يرى الكثيرون أن يوسف أوباما صانع ألعاب الزمالك يمر بمرحلة من تراجع المستوى، ويطالبون بأن يلعب أيمن حفنى أو محمد إبراهيم على حسابه، والحقيقة أن الملعب فى هذه المباراة يحتاج لتواجد يوسف أوباما على وجه التحديد، لصعوبة مراقبته ولتحركه المستمر بين خطوط الفريق المنافس، وإمكانياته العالية فى اللمسة الأخيرة التى أتاحت له تسجيل عشرة أهداف كاملة فى الدورى المصرى، لكن المؤكد أن تلك المباراة تحتاج أيضا لمحمد إبراهيم للعب بجوار طارق حامد على حساب محمود عبدالعزيز، فحاوى الزمالك يمكنه لعب بينيات قاتلة وخلخلة الدفاعات بمساعدة كهربا وعبد الله جمعة - إن لعب كجناح أيمن - أو إبراهيم حسن.
انتهت الكلمات وبقيت الأمنيات المعلقة بين أقدام اللاعبين الذين يستحقون التحية على موسمهم الرائع.. وننتظرهم على منصات التتويج إن شاء الله.