رسميًّا.. دفن ضحية أمن أردوغان في غزة.. ظهر اليوم
في نعش ملفوف بعلم فلسطين، تتحرك سيارة مجهزة لنقل الموتى، الآن، بضحية سلطات الأمن التركية، الفلسطيني المغدور زكي مبارك؛ حيث يرافق الجثمان مندوب من السفارة الفلسطينية بالقاهرة لدفن الضحية في قطاع غزة، بعد ظهر اليوم.
وفيما يتجه الجثمان صوب معبر رفح؛ حيث من المقرر أن يصل إلى قطاع غزة في تمام الساعة 12 ظهر الجمعة، بالتوقيت المحلي، ستقام له مراسم شعبية، بحضور أقاربه لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه، قبل دفنه في مقبرة العائلة بدير البلح.
وفيما زعمت السلطات التركية انتحاره شنقًا، للتمويه على تعذيبه حتى الموت، بزعم تجسسه لصالح أطراف خارجية، فقد تم نٌقل جثمان زكي مبارك من تركيا إلى القاهرة، قبل أيام؛ حيث أنهت مصلحة الطب الشرعي المصرية تشريح الجثمان.
وقال شقيقه زكريا مبارك إن هناك تقريرًا مفصلًا عن ظروف وفاته، وأسبابها، وملابساتها، وأنه سيتوجه إلى فرنسا في غضون ساعات للتجهيز لرفع دعوى قضائية ضد النظام التركي والمسؤولين الأتراك، الذين تورطوا في تعذيب وقتل شقيقه، وملاحقتهم قضائيًّا حتى يتم تسليمهم للعدالة الدولية.
ووفقًا لمحامي العائلة، شريف غنيم، فإن الأطباء الشرعيين فحصوا الجثمان وسحبوا عينات من بعض الأنسجة الداخلية والأعضاء التي ما زالت موجودة، تمهيدًا لتحليلها، وبيان سبب الوفاة، وأن الأسرة سترفق التقرير فور صدوره في غضون 6 أسابيع بالدعوى القضائية التي تعتزم رفعها في فرنسا.
وبيّن غنيم (بحسب العربية) أنه تم سحب نحو 30 عينة من الجثمان لتحليلها، منها عينة من الجلد وما تحت الأظافر والشعر، وبعض الأنسجة الداخلية، وعينات أخرى من المناطق التي بها كدمات وكسور لتحديد سببها.
وتقدمت الأسرة (في وقت سابق) بطلب رسمي للنائب العام المصري نبيل صادق؛ لإعادة تشريح الجثمان، وبيان حجم الإصابات فيه، وآثار التعذيب، وتحديد سبب الوفاة الفعلي، خاصة أن تقرير الطب الشرعي التركي كذب الرواية التركية.
وأكد التقرير أن سبب الوفاة جروح وإصابات بالجسد وليس بسبب الشنق أو الانتحار؛ ما يدلل على حجم الجرم الذى ارتكبته السلطات التركية التي اختطفت زكي مبارك في أبريل قبل أن تعلن بعد أسبوعين نبأ انتحاره في سجن «سيليفري».
ورفضت أسرة زكي مبارك الرواية التركية، وأكدت أن ابنها قتل إثر التعذيب الوحشي الذي واجهه على يد المحققين الأتراك وترك آثارًا بشعة على جثمانه، مؤكدة أنها ستلاحق النظام التركي دوليًّا حتى تنتزع حق القتيل الفلسطيني.