الأطباء يحذرون.. انتشار "حقن الموت" داخل صالات ومراكز كمال الأجسام فى المنيا
رئيس قسم علوم الصحة بالمنيا: "العقم وتلف الكبد" نتيجة طبيعية لمتناولي المنشطات دون طبيب
نقيب صيادلة المنيا: أطالب بتكثيف الحملات على مراكز كمال الأجسام بجميع مراكز المحافظة
أمين عام نقابة الأطباء بالمنيا: الإفراط فى استخدام المكملات الغذائية يتسبب فى بتر العضلات
فى محافظة المنيا عامة وفى مدينتي "المنيا وملوي" خاصة، الكثير من الشباب يتجهون إلى بناء عضلاتهم والمواظبة على الذهاب إلى الصالات الرياضية للتضخيم والحصول على الجسم المناسب.
هنا يبدأ الممارس فى السير إلى طريق المكملات الغذائية لتسريع عملية تضخيم العضلات بمساعدة هذه المكملات "المنشطات" التي تحتوى على بعض "الفيتامينات، البروتينات، الأحماض الأمينية، الأحماض الدهنية، الكيراتين، محفزات هرمون التستوستيرون" تلك المواد الغير مصرح بها من قبل وزارة الصحة تعمل على إعطاء نتائج عكسية للهرمونات، وهناك الأعراض قد تظهر على المدى الطويل مثل السكتة القلبية والدماغية، كذلك يسبب العقم والتلف الكبدي.
"الفجر"، استطلعت آراء خبراء ومتخصصين بالصحة الطب الصيادلة وممارسي لعبة كمال الأجسام للتعرف على أبعاد تلك الأزمة التي من شأنها أن تتسبب فى انهيار جيل من الشباب تغيبت أذهانهم دون دراية بخطورة ما يتعاطاه ومدى سلبية النتائج التي قد تنجم عن أدوية وعقارات تسبب كثيرا من الأمراض، وطرق الحد منها.
"العقم والتليف الكبدي":
ففي البداية يقول الدكتور ناصر مصطفي محمد سيد السويفي، رئيس قسم علوم الصحة الرياضية بكلية التربية الرياضية جامعه المنيا، ورئيس بعثة منتخب مصر للرجال في كرة اليد بفرنسا، خلال تصريحات خاصة لـ"الفجر": يوجد منشطات بنائية مثل "الامنيو أسيد" خلاصة بروتين الجسم تلك المنشطات تعمل على إصابة من يتناولها بالفشل الكلوي – والعقم"، فى بعض لاعبي كمال أجسام بعدما انتهوا من ممارسة تلك الرياضة أصيبوا بالعقم فهي تعمل على تقليل نسبة الحيوانات المنوية فى جسم الإنسان بسبب منشطات تضخيم العضلات.
وأضاف، يوجد أنواع حقن تعمل على زيادة طاقة الجسم وتحتوى على مادة الكربوهيدرات، والإفراط فيها تصيب جسم اللاعب بتليف في الكبد، جميع تلك الحقن لابد أن تأخذ تحت مباشرة طبيب وليس تحت استشارة مدرب أو لاعب، ولكن فى هذا الوقت نفتقر لأسلوب الرقابة على تلك المراكز كمال الأجسام وما يتبعها، سواء الرقابة على الأماكن المرخصة والغير مرخصة.
"خلايا سرطانية"
وأوضح أن خطورة تلك المواد تعمل على وجود خلل في هرمون الجسم الطبيعية، وينتج عنها العديد من المشكلات منها توقف الخصية عن إفراز هرمون التستسترون، وهو ما قد يصيب الشباب بالعقم، كما تتسبب تلك المنشطات والهرمونات في تجدد خلايا الجسم "الحميدة وغير الحميدة"، وهو ما يعني أنه في حالة وجود خلايا سرطانية محدودة للغاية داخل الجسم فإن هذه المنشطات تعمل على مضاعفتها، وبذلك يكون هناك تبكير بظهور الأمراض الخطرة.
وناشد "السويفى" رؤساء المجالس المحلية بتكثيف الحملات الرقابية على تلك المراكز ومراقبتها، مؤكدًا لابد من وجود أطباء متخصصين داخل كل مركز كمال أجسام كشرط من شروط التراخيص.
"ضرب النظام الداخلي للجسم":
وعلى جانب آخر، أكد الدكتور محمد سرحان نقيب صيادلة المنيا، ضرورة تشديد الرقابة القوية والمكثفة على أماكن تلك المراكز؛ لأنها تمثل خطورة واضحة على جسم اللاعب دون أن يعلم أو يدرك ما هي مضاعفات ما يتم تداوله فى تلك المراكز.
ولفت "سرحان" فى تصريحاته لـ"الفجر"، أن تلك الهرمونات والحقن التي تداول فى مراكز كمال الأجسام لم ولن تداول داخل الصيدليات نهائيا، مؤكدًا أن ما يتم تداوله داخل الصيدليات هي أدوية مصرح بها من وزارة الصحة، فالهرمونات والحقن وغيرها من الأدوية الغير مصرح باستخدامها يعمل على "ضرب النظام الداخلي للجسم"، كما أنه يعمل على تدمير تدريجي لبعض الخلايا والغدد فى الجسم للاعب تظهر علية بعد فترة من تناوله تلك المواد الغير مصرح باستخدامها، وناشد "سرحان"، المجالس المحلية بمراكز المحافظة التسع الإدارية، بتكثيف الحملات على مراكز كمال الأجسام.
"الموت البطيء":
قال الدكتور أحمد محمود صادق، أمين عام نقابة الأطباء بالمنيا، إن الإفراط فى استخدام العديد من تلك المواد يؤدى إلى الوفاة، كما تؤثر على هدم بناء جسم الإنسان بطريقة "الموت البطيء"، ناهيك أن مضاعفات تلك المواد أكثر بكثير من فوائدها، متابعا: الامينو أسيد لا يستطيع احد أن يقول أنه غير مؤثر على بناء العضلات، فهو بالفعل مؤثر قوي ولكن الإفراط فى استخدامه أو استخدامه بطريقه خاطئة يؤدى إلى الوفاة الحتمية ناهيك من الممكن إن يتسبب في بتر العضلات.
"بدون طبيب":
وفى سياق متصل، قال "سعد عاطف"، أحد ممارسي رياضة كمال الأجسام: المكملات الغذائية عبارة عن مسحوق كالبودرة يحتوي علي أحماض دهنية وبروتين وفيتامينات وألياف؛ لأن الطعام لا يحتوي علي كل هذا في وجبة واحدة، ويوجد العديد من أنواع المكملات مثل "واي بروتين"، احد المكملات الغذائية المعروفة بين ممارسي تلك الرياضة، هدفه زيادة حجم العضلة وتضخيم العضلات.
وأضاف "عاطف": أعراض استخدام المكملات بدون طبيب مختص تُعد فى غاية الخطورة، فهي تتسبب مشاكل في الجهاز الهضمي مثل الكرياتين يسبب اضطرابات فى المعدة والغثيان، ناهيك عن المكملات التي تسبب أرق في النوم.
وأنهى "سعد" حديثه لـ "الفجر" قائلا: الحقن الموضعية تهدف إلى زيادة حجم العضلة والعضلة المحقونة تكون على هيئة بالون منتفخ بالهواء، وفى أوقات كثيرة تتسبب فى تلف كبدي.
"تورّم النسيج العضلي":
وعلمت " الفجر" أنه بشكل عام يبقى في العضلة من 50% إلى 70%، من مادة الحقنة، والمواد المتبقية يقوم الجسم بامتصاصها فتسبب له العديد من الأضرار منها ضعف في الدورة الدموية في العضلة والجزء الذي تعرّض للحقن، وتشوّهات واضحة وظاهرة في الشكل العام للعضو المحقون والجسم بشكل عام، بالإضافة إلى إصابة العضو بالشلل، وذلك بسبب ضغط مادة العقار على أعصاب هذا العضو، وإصابة الأطراف بركود الدورة الدموية، وتزداد نسبة الإصابة بالأمراض القلبية، بالإضافة إلى تزداد نسبة الإصابة بأمراض السرطان المختلفة، وتورّم النسيج العضلي.