"خيم وفعاليات للمغتربين".. كيف يحتفل المسلمون بشهر رمضان في أوروبا؟
سمحت زيادة أعداد اللاجئين السوريين بزيادة أعداد المسلمين في أوروبا، وخاصة مع زيادة عدد المهاجرين، وفي أحياء ومدن المسلمين تبدو معالم هذا الشهر واضحة بإحتفال أحياء ومناطق بأكملها بشهر رمضان وبإزدحام الصائمين والمتسوقين قبل موعد الإفطار في الأسواق والشوارع والمطاعم العربية.
تستقبل
القارة احتفالات غير مسبوقة في شهر رمضان، بسبب الزيادة الكبيرة في أعداد المسلمين
بأوروبا، وحسب آخر إحصائية وصل عدد المسلمين في أوروبا إلى ما يقرب من 26 مليون مسلم،
حضروا إلى أوروبا يحملون معهم جنسيات وثقافات وعادات وتقاليد مختلفة من موطنهم الأصلي.
بريطانيا
يوجد
في بريطانيا أكثر من 2.5 مليون مسلم بحسب آخر الإحصاءات الرسمية التي تعود إلى عدة
سنوات مضت، قد ارتفع بصورة ملموسة خلال السنوات الأخيرة، فضلاً عن أن أعداد العرب أيضاً
ارتفعت في بريطانيا بسبب هروب أعداد كبيرة من بلادهم ولجوئهم الى المملكة المتحدة.
وتنتهز
الجهات الرسمية فرصة شهر رمضان لإطلاق مبادرات للتقريب بين المهاجرين المسلمين والمواطنين
الأوروبيين، وتعمل بعض وسائل الإعلام على التعريف بالإسلام من خلال مواكبة شهر رمضان.
فقد أفاد تقرير لوزارة الخارجية البريطانية إن مظاهر الإحتفاء بشهر
رمضان فى بريطانيا العام الماضي كانت واضحة فى الجامعات ومراكز الرعاية الصحية، ووسائل
الإعلام، حيث بثت القناة الرابعة البريطانية آذان الفجر طوال الشهر الكريم، فضلا عن
عرض سلسلة من البرامج فى إطار التعريف برمضان.
من
ناحية أخرى يقيم طلاب وخريجو كلية الدراسات الشرقية والأفريقية التابعة لجامعة لندن،
منذ عدة اعوام، خيمة رمضانية تقدم وجبات الإفطار للمسلمين والمشردين وأبناء الأديان
الأخرى بهدف تعريفهم على السلوكيات والعادات الدينية والإجتماعية لهذا الشهر الفضيل.
فرنسا
لا
يعتبر مجيء شهر رمضان الكريم حدثا عادياً في فرنسا، وخاصة أن الإسلام هو الديانة الثانية
في هذا البلد الذي يتجاوز عدد المسلمين فيه 6 ملايين مسلم، ويقضي 70 % من المسلمين
شهر رمضان في فرنسا بينما يفضل الباقون العودة لبلادهم، للشعور بروحانيات رمضان والتقرب
من النشاطات والمظاهر التي تميز هذا الشهر.
وتؤدي
المساجد دورا مهمّا في تعزيز التواصل بين الرواد خلال الشهر الفضيل. وقد أظهرت دراسة
فرنسية أن شهر رمضان يحمل للإقتصاد المحلي أكثر من 350 مليون يورو نتيجة زيادة حجم
الإنفاق بين مسلمي هذا البلد خلال الشهر الكريم، ويعيش في فرنسا عدد كبير من المسلمين
المهاجرين من أصول عربية، أغلبهم من تونس والمغرب والجزائر، ويعمل هؤلاء على إستحضار
طقوس رمضان في موطنهم الأصلي، خصوصًا فيما يتعلَّق بأنواع الطعام والحلوى التي اعتادوا
أنْ تزخر بها الموائد الرمضانية.
ويعتبر شهر رمضان هو شهر التلاقي والتواصل بين المسلمين في فرنسا، حيث
يقومون بالتضامن مع المحتاجين والوقوف إلى جانبهم، فتقام موائد الرحمن داخل مساجد فرنسا،
وفي مقدمتها مائدة مسجد باريس الكبير؛ الذي يفتح أبوابه أمام الجميع قبل ساعات قليلة
من موعد الأذان.
المانيا
يعيش
في ألمانيا أكثر من أربعة ملايين مسلم ينحدرون من معظم الدول الإسلامية في العالم وفي
مقدمتها تركيا، وتبلغ عدد ساعات الصيام في جنوب ألمانيا 20 ساعة هذا العام، ما يميز شهر رمضان في ألمانيا هو مهرجان «رمضان»
الذي يعتبر أكبر مهرجان للشهر المبارك في أوروبا.
ويشهد
المهرجان العديد من الفعاليات من قبل الإفطار وحتى ساعة السحور، ويتيح للمغتربين في
أوروبا فرصة عيش تجربة شهر رمضان المبارك. وتُقدم الوجبات والخدمات الفريدة في إطار
المهرجان المقام على مساحة تتسع لعشرة الآف شخص لتناول وجبة الإفطار، لكن بعض المسلمين
المقيمين في ألمانيا يعيشون أجواء مختلفة، وهو ما يجعل الصيام يبدو أصعب بسبب الغياب
عن الوطن الأم والأهل
هولندا
يحرص
البوليس في شمال أمستردام قبل بداية الشهر الكريم بأيام على دعوة رؤساء المنظمات الإسلامية
والهولندية على الإفطار في مسجد المحسنين بشمال أمستردام، وحماية سكان هولندا والتقرب
منهم ومعهم، وذلك بخلاف حفل يقام سنويا لأكثر من ألف ونصف مسلم تنظمه الشرطة الهولندية
ويحضره كبار رجال الدولة، بخلاف حفلات البلدية ومختلف الهيئات الحكومية، وذلك يتم أيضا
تنظيمه في دول أوروبية مختلفة.
تحرص
المحلات الأوروبية علي عرض البضائع الرمضانية طوال الشهر الكريم وكتبت عليها عبارة
رمضان كريم، و"حلال "على كافة البضائع المعروضة، كما تبدأ الجالية الإسلامية
في بعض الدول الأوروبية بالاستعدادات لاستقبال الشهر قبل أيام من بدايته بتعليق الزينات
على واجهات المساجد والمراكز التجارية العربية، والإسلامية.
وكذلك
المساجد بإعداد برامج مختلفة للإفطار على اعتبار أن الموائد الرمضانية تعدُّ واحدة
من العادات التي لا غنى عنها في الكثير من المدن الهولندية، وتقام في مراكز المدن الكبرى.