د. حماد عبد الله يكتب: أثر مراكز القوى على برامج التنمية
أستمرراً لما بدأت به أمس عن مراكز القوى وخطورتها وخطورة استمرارها فى المجتمع والسكوت عليها !!
أما ترفعاً أو أعتقاداً بأنها مكشوفة " وهايفة " !!
أو الميل الى المثل الشعبى الذى يقول " أصبر على جار السوء لا يرحل يا تجيله مصيبة تشيله " !!
كل هذه الادعاءات أمام المناصب التى أصيبت بفيروس ( مركز القوى ) إدعاءات كاذبة ، وواهنة وأتهمها أيضا بعدم القدرة على الحكم السليم على قوادم الامور وكذلك إتهمها بعدم الوطنية !! بل يصل الاتهام الى صفة ( عديم الشرف ) !!
هذه الصفات أطلقها على من يرى مركز قوة ولا يحاربه أو يعمل على كشفه
أو على إزالته أو تنحيته عن مصائر شعب المحروسة مهما كانت الجماعة التى يؤثر فى مصائرها أو فى رزقها أو فى حتى تشكيل وجدانها !!
كما أعتقد بأن هناك واجب على مثقفى الامة وكتاب الرأى فيها وحمله مشاعل العلم والنور والفن فى المحروسة أن من أهم واجباتهم هو القاء الضوء بكل الوسائل المتاحة لكل هذه الفئات على هؤلاء المتمركزون فى بؤر القوى ويعيثو فى الارض فسادا لكى يستطيع صاحب القرار والذى بحكم تسلسل المناصب والتسلسل القيادى يخفى عنه كثير مما نراه نحن فى معترك التعاملات اليومية والديالوجات الجارية بين الافراد والجماعات وهؤلاء " القديسين الكذابين " أصحاب تلك المراكز !!
ولعل من أسوأ ومن أكثر الأضرار التى تصيب الدولة والمجتمع هو تعثر برامج التنمية والتقدم وظهور عورات فى النظام وخلل فى الخدمات وإنهيار فى البنية الاساسية وتدهور فى جميع مناحى الحياة من تعليم وبحث علمى وصحة وسكان وأسكان وخلافه.
وهذا التعثر يظهر فى جميع صوره من حوادث تؤثر على الاقتصاد القومى أو حتى تؤثر على شكل الجريمة وتطورها فى المجتمع وهذا ما نقرأه ونشاهده فى وسائل الاعلام!!
ومن أهم مظاهر التعثر فى النمو الاقتصادى والاذدهار الاجتماعى !! عدم رضائنا جميعا عن أداء الحكومة (ليست حكومة مدبولى فقط) ولكن المقصود بكل الحكومات السابقة عدم رضائنا على أدائها رغم وجود تكليفات واضحة وخطط مدروسة وموضوعة سواء من المؤسسة الرئاسية إعتمادا على دراسات فى مناطق بحثية علمية أو سياسية أو حتى نيابية !!
إلا أن هذه البرامج تتعثر وذلك نتيجة رؤيه ذاتية للقائم على الادارة بأنه له رؤية وله خبرات لا يماثله فيها أحد تعبر تصرفاته عن إستهانة بما كلف به ويتميز بأنه يواجه المسؤول الاكبر منه بتقديم الكذب من المعلومات ويعلن عكس ما هو واقع وينتقل الكذب الى مرحلة تصديقه ثم ينتقل إلى مرحلة الهجوم والهجوم المضاد ويركن كل شىء الى نظرية المؤامرة فكل ما يقال عنه هو مؤامرة للإطاحة بالحكومة أو بالوزير الهمام والشيء المؤكد الوحيد هو كمية النفاق التي تغذى أذن المسؤول وتدلك حواسه وتؤكد له بأن الحسد والحقد وراء كل ما يثار ووصل الامر فى بعض الأحيان أن بعض دواوين الحكومة يطلق فيها البخور ويختص بعض الموظفون بإحضار بخور معين من مكان معين والتأكد من خلط ( مادة البخور ) بعين العفريت !!
حتى تذهب بالعيون المريضة والشيطانية إلى جهنم وبئس المصير !!
هكذا نرى .. وهكذا نسمع .. وهكذا يتم فى مناطق من المفترض أنشغالها ببرامج التنمية وإعداد الأدوات والآليات المناسبة لتنفيذها -وفق خطة زمنية محددة.
ومن الواضح أيضا أن الحكومة لا تقرأ ولا تسمع ولا ترى إلا إذا كان هناك حادث تفقد فيه الامة على الاقل عدد من المواطنين فى حوادث قطارات أو طرق أو سقوط المنازل الأيلة للسقوط من قبل ونعلم جميعاً أنها أيلة للسقوط ، هذه هى الإحصائيات التى تحركت فيها الحكومة.
فكم من رأى كتب عن ترشيد الطاقة وكم من رأى كتب عن ترشيد الدعم وكم من رأى كتب عن تلافى عيوب التعليم العالي والبحث العلمي وإستقدام أفكار وحلول لهذه المشاكل وكم من رأى كتب لدرأ خطر الطرق والإشارة الى حلول لكى نحصل على قانون بديل عن العوار المسمى قانون 89 للمزايدات ولكن لا حياة لمن تنادى !!
طالما تزدهر فى المحروسة مراعى النفاق وتنمو مراكز القوة !!