صحيفة: رئيس دولة أوروبية قد يتوسط بين الولايات المتحدة وإيران
رجحت صحيفة "هآرتس" العبرية أن
الهدف الخفي لزيارة مفاجئة يقوم بها رئيس سويسرا، أولي ماورر، إلى واشنطن قد يكمن في
التوسط بين الولايات المتحدة وإيران.
وأعلن البيت الأبيض أمس أن الرئيس السويسري
يصل واشنطن صباح اليوم الخميس لعقد اجتماع غير مقرر بنظيره الأمريكي دونالد ترامب،
كي يبحثا التعاون بين الدولتين، بما في ذلك "دور سويسرا في تيسير العلاقات الدبلوماسية
وغيره من المسائل الدولية".
ووصفت وسائل الإعلام السويسرية هذا اللقاء
بأنه "تاريخي"، لأن هذه هي المرة الأولى التي يستقبل فيها رئيس الولايات
المتحدة نظيره السويسري في البيت الأبيض.
وحسب الإعلام السويسري، قد يبحث الزعيمان
طيفا واسعا من المسائل المدرجة على الأجندة الثنائية والدولية، بما فيها إبرام اتفاقية
تجارة حرة، وواقع التعاون في مجال الزراعة بين الدولتين، وأزمة فنزويلا، والرسوم الأمريكية
الجديدة على واردات المعادن من أوروبا.
غير أن المحللين، حسب هآرتس، يرجحون أن
الملف الإيراني سيتصدر أجندة المحادثات، وسيركز الرئيسان على جهود تخفيف التوتر الحالي
بين طهران وواشنطن، مشيرين إلى أن هذه هي الحالة النادرة التي يقوم فيها رئيس دولة
أجنبية بزيارة رسمية إلى الولايات المتحدة دون سابق إعلان.
وذكّر المحللون بأن سويسرا سبق أن لعبت
دور الوسيط بين واشنطن وطهران، حيث نشرت بعض وسائل الإعلام مؤخرا أنباء عن تسليم إدارة
ترامب إلى السلطات الإيرانية، عبر الحكومة السويسرية، رقما هاتفيا لإقامة اتصال مباشر
بين طرفي النزاع.
ويأتي هذا اللقاء في أعقاب إفادة صحيفة
"واشنطن بوست" أمس الأربعاء بأن ترامب يفضل أسلوبا دبلوماسيا تجاه إيران
ولا يزال ملتزما بوعوده بتفادي الحرب، مبديا قلقه من أن كبار مستشاريه قد يجروه إلى
مواجهة عسكرية مع طهران.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مسؤولين أمريكيين
قولهم إن ترامب يشعر بقلق من وضع خطط حرب ضد إيران والأحاديث عن "تغيير النظام"
ولا يعتزم اللجوء إلى القوة ما لم تتخذ إيران "خطوة كبيرة"، ويحظى هذا الموقف
بدعم واسع في البنتاغون، لا سيما من قبل وزير الدفاع بالوكالة باتريك شاناهان.
وجاء ذلك على خلفية اتخاذ واشنطن سلسلة
إجراءات في الأيام الأخيرة ردا على ما وصفته زيادة المخاطر التي تشكلها إيران على عسكرييها
في منطقة الشرق الأوسط ، بما في ذلك إرسال مجموعة سفن ضاربة بقيادة حاملة الطائرات
"ابراهام لينكولن" إلى المنطقة ونشر قاذفات استراتيجية وصواريخ "باتريوت"
في الخليج، علاوة على رفع درجة تأهب قوات التحالف الدولي في سوريا والعراق وسحب الموظفين
غير الأساسيين من سفارة واشنطن في بغداد وقنصليتها في إقليم كردستان العراق.