إرادة مصرية.. 5 أسباب جعلت "العاشر من رمضان" يوم الخديعة الكبرى لإسرائيل
"الحرب خدعة" وفي مثل هذا اليوم قبل 46 عاماً، ضربت القوات المسلحة أروع الأمثلة في سجلها العسكري، بإندلاع حرب أكتوبر، والتي مثلت النموذج الأبرز في خداع العدو، حيث اتخذت القيادة المصرية مجموعة من الخطوات لتضليل إسرائيل، وكان أحد أبرز تلك الخطوات هو توقيت اليوم ذاته، فلم يأتي من فراغ بل حمل بداخله العديد من الأسرار والمفاجأت.
يوم كيبور
ذكر الفريق "محمد عبد المنعم الجمسي"، رئيس هيئة العمليات للجيش المصري خلال حرب 1973، في مذكراته، أن هيئة العمليات قامت بدراسة الموقف العسكري للعدو وقواته، وفكرة العملية الهجومية المخطة والمواصفات الفنية لقناة السويس من حيث طبيعة المد والجزر، ولمعرفة هذا تم دراسة كل شهور السنة لاختيار الشهر الأفضل بينهم من أجل اقتحام القناة.
وتضمنت الدراسة جميع العطلات الرسمية في إسرائيل بخلاف يوم السبت وهو يوم أجازتهم الأسبوعية، حيث تكون القوات المعادية أقل استعداد للحرب، وحينها وجدنا أن لديهم ثمانية أعياد منها ثلاث أعياد فى شهر أكتوبر وهم يوم كيبور، عيد المظلات، عيد التوراة.
توقف الإذاعة والتلفزيون عن البث
وكل ما يهمهم في هذا الموضوع معرفة تأثير كل عطلة على إجراءات التعبئة في إسرائيل، حيث يمتلك جيش الاحتلال وسائل مختلفة لاستدعاء الاحتياطي بوسائل غير علنية وأخرى علانية حيث يتم إذاعة جمل أو كلمات رمزية عن طريق الإذاعة والتلفزيون، كجزء من تقاليد الإذاعة والتلفزيون.
وبعد الدراسة اكتشفنا أن يوم "كيبور" هو الوحيد الذي تتوقف فيه الإذاعة والتلفزيون عن البث كجزء من تقاليد العيد، وبالتالي فكرة استدعاء قوات الاحتياط العلنية السريعة غير مستخدمة، ووافق هذا اليوم يوم السبت وهو 6 أكتوبر 1973، وأيضاً هو العاشر من رمضان.
رؤية ليلية لاكتمال القمر
و ليوم 10 رمضان أهمية استراتيجية أخرى، ففي هذا اليوم كان القمر شبه مكتمل، وهو ما وفر للجنود التي عبرت في الفترة المسائية رؤية ليلية، حيث عبر القناة 8آلاف جندي مصري، ثم توالت موجتا العبور الثانية والثالثة ليصل عدد القوات المصرية على الضفة الشرقية بحلول الليل 60ألف جندي، وبالتالي أصبح لمصر 5 فرق مشاة بكامل أسلحتها الثقيلة في الضفة الشرقية للقناة.
تعامد الشمس على أوجه جنود الاحتلال
وتم اختيار منتصف اليوم بحيث تكون الشمس متعمد علي أوجه جنود الاحتلال ويسبب لهم تشويش نوعا ما، كذلك كانت المرة الأولي التي يكون فيها حرب تبدأ في منتصف اليوم فقد كانت العادة قد جرت على أن الضربات الجوية تبدأ مع مرور أول ضوء للنهار أو مع انصراف آخر ضوء لليوم فكانت من بين عناصر المفاجأة.