سعيد سليمان يكتب: دعوا سوريا وشأنها، أنتم “خارج” اللعبة

ركن القراء

بوابة الفجر


أربعة سيناريوهات مروّعة لـ:”سورية الغد” … وما يمكننا فعله لتفاديها

ما حقّقته حكومة الأسد من مكاسب كبيرة على الأرض واستعادت السيطرة على مساحات واسعة في جنوب ووسط وشمال سوريا، يدفع باتجاه ضرورة تعامل العالم مع الرئيس ( الأسد ” (
أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وصف السيد بشار الأسد بأنه:
" مجرم "، وأعلن أنه يجب أن يمثل أمام "العدالة الدولية ".
لقد تم التلفّظ باتهام خطير بحق الرئيس الشرعي لدولة عضو في الأمم المتحدة
أية سلطة قضائية خوّلتكم، بإصدار مذكرة توقيف بحق المسؤولين الأجانب الذين يمكنهم،
بالمناسبة، أن يعلّموكم شيئًا باعتباركم “أغرًار ” ؟
تدخّل مروع إلى درجة أنكم تثابرون، مثل من سبقوكم،
على مراعاة تلك الممالك النفطية المطلقة التي تبيعها السلاح الذي تستخدمه في مجازرها ضدّ الشعب اليمني الشجاع.
إتكم تستنكرون الجرائم التي تنسبوها أنتم للرئيس (السوري)،
لكنكم تغضون الطرف عن جرائم قاطعي الرؤوس، مدللي الغرب الأثرياء أولئك
إن 10 آلاف قتيل في اليمن، و500 ألف طفل يعانون سوء التغذية، ووباء الكوليرا المرعب،
الذي تسببت بها الغارات السعودية لا تثير القلق، ولا تهزّ شعرة في رؤوسكم ندمًا،
وتريدونا أن نأخذ سخطكم عما يجري في سوريا على محمل الجدّ ؟
الجميع، يعلم أن المأساة السورية نتج عنها الآلاف من الضحايا الأبرياء
، وأن حمام الدم هذا قد طال أمده، وأنه يجب إيجاد حلّ سياسي عند تصفية آخر تجمع إرهابي.
منذ ربيع 2011، تلوثت التظاهرات ضد الحكومة بالمسلحين، الذين أطلقوا النار على قوى الأمن.
قامت " بعثة المراقبين العرب في سوريا "
بالعمل على أرض الواقع،
24 12 2012 1 2012 حتى 18 1 2011، بناءً على طلب الجامعة العربية يوم.
رغم الضغوط السعودية، شجب تقرير البعثة، أعمال العنف التي يمارسها الطرفان.
السادة، في سوريا ليس هنالك أشرار وأخيار.
إن أسطورة
" الثورة السلمية " ماتت منذ أمدٍ بعيد،
وحان الوقت للقطع مع هذه الرواية الرومانسية.
لقد نتجت هذه الحرب، التي تم التخطيط لها عن سابق الإصرار من قبل رعاة وممولي المعارضة،
عن محاولة تخريب الدولة السورية
! كان للحرب السورية نصيبها من التجاوزات
اتهام الجيش السوري بارتكاب الجرائم المتعمدة ضد شعبه، هو إهانة للحسّ السليم.
إنه جيش من المجندين يدافع عن التراب الوطني ضد جحافل المتعصبين.
بينما تلقون خطاباتكم الرنانة في الأمم المتحدة،
يقوم " جنود السيد الأسد " بتصفية الحساب مع " داعش "
أربعة سيناريوهات مروّعة ل”سورية الغد” … وما يمكننا فعله لتفاديها
--------
رغم مرور " ثماني سنوات " من الصراع المروع،
وأكثر من 500 ألف وفاة،
يبقى السلام المستقر في سوريا بعيد المنال نفس المخاوف المتعلقة بالمخاطر المحتملة للتصعيدات الجديدة في المستقبل القريب
وتتزايد هذه المخاطر، جزئيًا بسبب توازن القوى المتهاوي على الأرض.
السيناريوهات الأربعة التالية، مثيرة للقلق بشكل خاص
“الجيش السوري، يشن هجوما كبيرا في إدلب” - 1
: سيكون ذلك بدعم من الميليشيات التي ترعاها إيران، ومن قبل القوات الجوية الروسية، وبالرغم من الجهود المبذولة على كلا الجانبين، لتنسيق إجراءات كل منهما في إدلب،
إلا أنه أصبح من الصعب على الكرملين، أن يقاوم الضغوط القادمة من دمشق،
التي تصر على إطلاق عملية واسعة النطاق هناك
سيكون الدافع الظاهر، هو عدم قدرة تركيا على الوفاء بالالتزامات، التي قطعتها في أيلول، فيما يتعلق بإدلب،
وقدرة " هيئة تحرير الشام " النصرة سابقا
المتزايدة في السيطرة على معظم “منطقة خفض التصعيد”.
وهو ما يستلزم عملية كبرى،
مثل تدفق اللاجئين الفارين إلى تركيا وحتى أوروبا،
بالإضافة إلى انهيار محتمل للتعاون الروسي التركي في سوريا.
هذا السيناريو، يمكن أن يولد أزمة جديدة في العلاقات بين روسيا والغرب،
وسيكون هذا الأخير، أكثر حدة، إذا تم استخدام الأسلحة الكيميائية،
مما يؤدي إلى عمل عسكري بقيادة الولايات المتحدة، وحلفائها
" الأتراك والأكراد " -2
يمكن للجيش التركي، تكثيف عملياته الحالية ضد الأكراد في الشمال،
فقد أوضحت أنقرة، أن نيتها هي إحراز تقدم في المناطق التي يسيطر عليها الأكراد،
وإدخال " المنطقة العازلة "، التي ترعاها أنقرة
( " المنطقة الآمنة " ) على الحدود التركية
في هذا السيناريو، سيحاول الأكراد التوصل إلى اتفاق مع حكومة دمشق،
مع احتمال أن ينطوي ذلك على مشاركة القوات الحكومية السورية في الجانب الكردي،
وإلى مواجهة مباشرة بين دمشق وأنقرة.
في هذه الحالة، ستكون هناك أزمة بين روسيا وتركيا،
إلى جانب التوترات الجديدة بين روسيا والغرب.
علاوة على ذلك، فإن المكاسب الإضافية لدمشق،
سيعقبها ظهور الإرهاب في سوريا وتركيا.
“" اتفاق الجنوب الغربي ينهار -3
يعود الإيرانيون والميليشيات الشيعية إلى مرتفعات الجولان، وسيواجهون القوات الإسرائيلية بشكل مباشر، فقد كان الإسرائيليون يردون بالمثل من خلال تكثيف غاراتهم الجوية في سوريا
يمكن استئناف نشاط حزب الله على الحدود اللبنانية الإسرائيلية،
يمكننا أيضا أن نتخيل التزامًا أمريكيًا، بدعم موقف إسرائيل المتصاعد،
إلى جانب الوجود العسكري الإسرائيلي الأكثر حزمًا في سوريا،
وربما توجيه العمل الإسرائيلي على الأراضي الإيرانية نفسها
في هذه الحالة،
لا يمكن للمرء أن يستبعد إمكانية هجوم هائل بقيادة حزب الله على إسرائيل،
وفي النهاية عمل عسكري أمريكي مباشر ضد إيران،
مما يضع موسكو في موقف صعب للغاية
” تنهار الشراكة الروسية الإيرانية في سوريا ” - 4
هنا تصبح المنافسة الضمنية بين موسكو وطهران للتأثير في دمشق، صريحة،
فمن المرجح أن تنخرط الجماعات العسكرية الموالية لروسيا، والمؤيدة لإيران في سوريا بحالة قتال.
سوف تتهم طهران على نحو متزايد موسكو،
أولًا بـ “بيع” المصالح الإيرانية في سوريا إلى تركيا،
وثانيًا، أن تفشل في معاقبة إسرائيل على غاراتها الجوية ضد الأهداف الإيرانية في سوريا.
سوف تضغط تركيا وإسرائيل على بوتين، لجعل روسيا تدعمها،
فيما ستشعر إيران بمزيد من العزلة، وستصبح أكثر حزمًا على نحو متزايد،
دون ان تتهاون في سوريا وكذلك في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام،
ما سيساهم بتحطيم “عملية أستانا” مع تصعيد العنف في سوريا
كل واحدة من هذه الأزمات المحتملة في سوريا،
سيكون لها منطقها الخاص ودينامياتها وتداعياتها،
فلا توجد سياسة تأمين عالمية ضدهم جميعًا.
ومع ذلك، يمكن تقديم ثلاث توصيات عامة
أولًا:
يجب إيجاد بديل لهجوم كبير على إدلب. إن أحد السبل للمضي قُدمًا هو تطوير عملية لمكافحة الإرهاب، تشمل الولايات المتحدة والدول الأوروبية، فضلًا عن روسيا وتركيا من أجل معالجة قضية “هيئة تحرير الشام”، من دون تدمير المنطقة بأكملها.
ثانيًا:
من المهم أن يجد أصحاب المصلحة، موقفًا مشتركًا بشأن طريقة إدارة نتائج قرار الولايات المتحدة.
ثالثًا:
ينبغي أن تكون الأولوية الرئيسية، هي تجنب أي تصعيد على الجبهات الأربع المذكورة في هذه المادة، وكذلك في سيناريوهات محتملة أخرى.هنا أيضا، هناك حاجة ماسة لإجراء مشاورات وثيقة بين الأطراف الفاعلة الرئيسية.
واقعيًا:
من المستحيل أن نجلس جميع اللاعبين الإقليميين والدوليين، حول نفس الطاولة.
ثلاثة منهم لديهم مصالحهم الخاصة،
أي (روسيا والولايات المتحدة وفرنسا ) وقدرة على التحدث إلى العديد من أصحاب المصلحة الإقليميين،
وهم أعضاء دائمون في مجلس الأمن.
نقترح أن هذه القوى الثلاث، تأخذ مبادرة مشتركة،
وتنسق بشكل مكثف من أجل جمع القوى الأخرى المعنية
دعوا سوريا وشأنها، أنتم “خارج” اللعبة