أحمد مرعوه يكتب: دعاة التغريب لا التقريب

ركن القراء

بوابة الفجر


لا يجوز بأي حال من الأحوال لدعاة التقريب: بين الطوائف المختلفة في الدين الإسلامي التغاضي عن لب الشريعة والعقيدة، لأن هناك اختلافات وخلافات كبيرة بين الطوائف وبعضها في معظم مناحي الدين الإسلامي ككل، وعلماء السنة الثقات يفهمون ذلك جيدا، وهم يعرفون أن بعضا من طوائف المسلمين غَير في الدين وبدل، ومنهم من أضاف وعدل، ومنهم من أخذ وأنكر، ومنهم من تجبر وتكبر، ومنهم من توعد وهدد، ومنهم من أصر وأعلن، ومنهم من ترك وأهمل؛ ولا بد من حسم الأمر كله بترك ما أضافوه أو ابتدعوه، وما أصروه وما أعلنوه من افتراءات أصابت المسلمين في مقتل!
وعلى الذين غالوا غلوا كبيرا في قدحهم أو ذمهم للصحابة أن يعتذروا علانية أمام الله، ثم أمام جموع المسلمين مما نسبوه إليهم بهتانا وزورا، وأن يُقروا بذلك كتابة، ويتبرؤون مما حذفوه من الدين ظلما ومما أضافوه بغيا، وهي الإضافات الغير صحيحة، والتي دونوها بغير حق في كتبهم ليخدعوا العامة من الناس بها، وأن يمحوا البذاءات منها، وأن يتجنبوا الافتراءات على الصحابة بغير سند ولا دليل، وعدم سبهم ولعنهم !
وعلى الشيعة عدم لعن السيدة عائشة أم المؤمنين، وعدم لعن والدها: سيدنا أبا بكر رضي الله عنه، وعدم لعن الفاروق: عمر رضي الله عنه، لأن سيدنا الحسين، قال عنهما ـ هم وزيري جدي رضي الله عنهما وعن الصحابة أجمعين.
أمَ إذا كان التقريب في دين الله هو التغريب فلا: وإلى الذين تركوا دينهم واعتنقوا الدين الإسلامي الحنيف ليخربوا فيه لن نتركهم يعبثون كما فعل جدهم الأكبر عبد الله بن سبأ اليهودي الذي أسلم نفاقا ليهدم الدين بتخريبه وتغريبه !
ولن نترك شيوخ الإظلام ودعاة الظلام والضلال يعيثون في الدين فسادا، ولن نترك شياطين الصحافة والإعلام يضللون العامة من الناس، ولن ترك الأمر ولو قليلا لمن يزعمون الإصلاح وهم أحرص الناس على الفساد، ويُوهمون الناس بالوحدة لا الانقسام وكلام عن الشجاعة والإقدام لا نراه إلا في المسلسلات والأفلام لبعث الكبرياء في النفس حني ننام، وإياك أن تردده في أي مجتمع من مجتمعات الظلم، لأن القتل مخيف حتى في المنام !
وإلى شيوخ الحداثة متى تكفون عن الكلام، أم أن القضية هي محو كل ما يرمز للدين الإسلامي ولو بإشارة أو كلام، أو محو كل من يتحرك بحركة تدل على أنه مازال مسلما مسالما بسلام، أو يَظهر مؤمنا متمسكا بالإسلام ـ لأن المقصود من الحوارات إمساك الناس عن الكلام ـ أي كلام ـ لقد ظهر لنا كل من يدعُ إلى القضاء على الإسلام ـ ثم القضاء على أتباعه وأعوانه أينما وُجدوا أو حل ركبهم حتى لو كان في وادٍ سحيق!
ما من شك أن هذا هو زمن المشايخ الذين يتساهلون فى الفتوى من أجل المناصب والمال: وزمن الحداثة دون تطهر من الحدث، والانحلال من كل ما هو حلال وزمن عبث العيال وهي تطاول الرجال وزمن اختلال وزن الضفادع وهي تحاول السير بمحاذاة الجبال والتوقف بالفكر عن التفكير في كل ما هو منطقي أو خيال فنَما زمن الإسفاف الثقافي حتى ظن الرويبضه أنهم أعظم الرجال وزمن محاباة الكفار في كل ما هو ضلال وضياع القيم بقصد التجديد والإحلال لذا المسيح الدجال آت فما من محال !
يا شيوخ المصالح أينما وجدت ـ لا تظلمون الناس: لأن الظلم عاقبته وخيمة، هل نذكركم بآيات الله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم
{ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ} [فاطر:32].

{إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ} [الشورى:42].
{وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِدًا} [الكهف:59].
{اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [المجادلة:19].
{قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ} [الأنعام من الآية:47].
{وَيَوْمَ يغض الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا} [الفرقان:27].
صدق الله العظيم.
وتذكروا يا شيوخ الاحتفالات والمجاملات: قول الله تعالى: فيما سبق من تلك الآيات!