تزامناً مع الاحتلال الحوثي.. تعرف على عادات اليمنيين في شهر رمضان

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


تختلف العادات والتقاليد في شهر رمضان المبارك من بلد لآخر، إلا أنها في اليمن تتميز بشكل كبير عن سائر أيام السنة، سواء بأسلوب الحياة فيه، أو بالأكلات والمشروبات المتنوعة التي يتم الحرص على توفيرها بشكل خاص خلاله، ولكنه عاد رمضان هذه السنة، ليس كما يتمناه اليمنيون، حيث ترزح بلادهم تحت حمل ثقيل من الأعباء اليومية خلفتها الحرب المستمرة والصراع السياسي المتصاعد والأزمة الاقتصادية المتفاقمة التي تعصف باليمن.

ويصوم الأشقاء اليمنيون تحت وطأة نيران المدافع ورصاص البنادق، وسطوة ميليشيات الحوثى، حيث اختلفت استعدادات اليمنيين لاستقبال شهر رمضان من منطقة لأخرى، بحسب تأثرها بالأوضاع السياسية والاقتصادية والحربية إلى جانب الاختلافات في العادات والتقاليد في أنحاء البلاد، وتبدو المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا، أفضل حالاً من تلك التي تسيطر عليها ملشيا الحوثيين، في الشمال.

وبرغم أن بعض مظاهر الاحتفال برمضان اختفت في بعض المناطق بعد انقلاب سبتمبر 2014، نتيجة لانعدام الأمن واستمرار الحرب وارتفاع نسبة الفقر إلى أكثر من 85%، إلا أن الكثير من الأسر حافظت على خصوصية ذلك الشهر، فقامت بشراء الأطعمة وتزيين المنزل بالفوانيس المختلفة والأضواء، وسيتم توضيح ذلك فيما يلى.

زينة المنازل
قبل حلول رمضان يبدأ الاستعداد له خلال شهر شعبان، بتزيين البعض لمنازلهم، وإطلاق الأطفال الألعاب النارية، فضلا عن شراء المأكولات التي يكثر الإقبال عليها بهذا الشهر كالباجية أو الطعمية والبن والشعيرية، وكذلك المتطلبات الضرورية المعتادين عليها طوال العام.

هلال رمضان
كما أنه إذا أُعلن عن رؤية هلال رمضان، يأخذ الأطفال أكواما من الرماد، ويجعلونه على أسطح المنازل على هيئة أوعية دائرية، ثم يصبون فيها الجاز ويشعلونها، وفى صباح اليوم الرمضاني، لا تكاد تجد أحدا مُستيقظًا، حيث تكون الشوارع خالية والمحلات مقفلة، باستثناء محلات قليلة يلجأ الناس إليها عند الحاجة الملحّة، ويتأخّر العمل الحكومى إلى العاشرة صباحا.

بداية اليوم من المساجد
عادات يومية لليمنيين في شهر رمضان الرابع في ظل الحرب المتواصلة عليهم، إذ يبدأ نهارهم من المساجد وينتهي في الأسواق التي بدت مزدحمة في أول أيام الشهر الفضيل لكن ذلك لايعني عدم تأثر حالتهم الاقتصادية بهذه الحرب.

صلاة التراويح
يتم التبشير برؤية هلال شهر رمضان في اليمن عبر وسائل الإعلام الرسمية، التي ينتظر أمامها المواطن اليمني بلهفة لمعرفة ما إذا كان ذلك اليوم هو المتمم لشهر شعبان أم بداية لرمضان، ليتوجهوا عقب ذلك للمساجد لصلاة التراويح مع أطفالهم، وبعض النساء كذلك في الجوامع التي يتوفر فيها مصلى لهن، وتبدأ بعد ذلك الطقوس والعادات المختلفة التي يتميز بها هذا الشهر.

وجبة الشفوت
وايضا يختلف الطعام المقدم في رمضان عن باقي أيام السنة، وتُعد وجبة الشفوت من أبرز المأكولات التقليدية التي لا تخلو منها أي مائدة إفطار رمضاني، وهي تتكون من الخبز أو اللحوح واللبن (الزبادي أو الحقين) وبعض الخضروات التي تضفي نكهة جميلة على الطبق.

إضافة إلى ذلك فإن الرواني والشعوبية وبنت الصحن من أشهر الحلويات الشعبية التي تقوم ربة البيت بإعدادها في المنزل، فضلا عن السنبوسة والطعمية أو الباجية والمهلبية التي تكون السفرة عامرة بها، كما تعد القهوة بمختلف أنواعها مشروبا مميزا بالنسبة لهم، يقدموه مع التمر أثناء الفطور أو السحور.

التكافل والتراحم
يمكن ملاحظة زيادة التكافل بين اليمنيين الذين يهتمون كثيرا بالشعائر الإسلامية، خاصة في رمضان الذي يعتبر بالنسبة لهم فرصة لزيادة رصيدهم من الحسنات، وذلك عن طريق الاهتمام بشكل أكبر بالفقراء والمحتاجين، ففي أغلب المساجد يقيمون إفطارا جماعيا بشكل يومي يحضره العديد من الناس.

زيارات متبادلة
يحرص اليمنيون خلال هذا شهر الذي يتميز بروحانية خاصة على تبادل الزيارات والأطعمة بشكل كبير بينهم البين، رغبة بتقوية أواصر المحبة بينهم، وهو فرصة بالنسبة لهم لحل كثير من المشكلات الاجتماعية بينهم. وغالبا ما يجتمعون للإفطار معا، أو بعد تناولهم الفطور وصلاتهم للتراويح، كما يتبادلون الأحاديث المختلفة في أجواء سعيدة، أو يتحلقون حول شاشات التلفاز لمتابعة البرامج والمسلسلات التي يتم عرضها في رمضان.

برامج دينية
يهتم اليمنيون في هذا الشهر بالطقوس الدينية بشكل كبير كون الأجر مضاعفا بحسب الموروث الديني لدى عامة المسلمين، فهم يصلون التراويح جماعة في المساجد، ويقومون بإحياء العشر الأواخر من رمضان بصلاة القيام، ويختمون خلال الشهر في صلاتهم مصحفا كاملا يتبعه دعاء ختم القرآن الذي يحضره الكثير منهم، وهم يتلقون الدروس الدينية لبضعة دقائق يوميا بعد صلاة الفجر أو الظهر.


طقوس ليلية
يتحول ليل رمضان لدى اليمنيين إلى نهار، فإضافة إلى تبادل الزيارات، يقومون بإحياء تلك الأوقات بإقامة مسابقات ورقصات شعبية في بعض المناطق، وغالبا ما يمضغون القات جماعة في المنازل.

أهازيج متنوعة
تعد الأهازيج أحد أبرز ما يميز شهر رمضان المبارك في اليمن، ويرددها الأطفال خاصة غالبا قبل صلاة العصر أو بعد الفطور وتناول وجبة العشاء، ومنها ما تكون مخصصة في بداية الشهر، وقديما حين كان الاعتماد على الزراعة بشكل كبير، فكان غالبا ما يأتي شهر رمضان في فصل الصيف، الذي يكثر فيه القَرع، فجاءت الأهازيج معبرة عن تلك البيئة آنذاك، ومنها "رمضان ما جاء يعمل .. لا دُبا ولا جرمل".

سوق الملح
ما زالت سوق الملح الشهيرة فى صنعاء القديمة تعج بكثير من البضائع، التى كانت تزدهر تجارتها فى رمضان، مثل الفضيات والنحاسيات والعقيق والأحجار الكريمة، وما زال الدخان يتصاعد من المطاعم الشعبية، حيث تتم صناعة أشهر أطباق المائدة التقليدية اليمنية، مثل السلتة، والقنم، وحلويات الرواني، وبنت الصحن.

وتعج الأسواق بالحركة والمتسوقين، ولكنها تعانى من ضعف قدرتهم الشرائية، كما يقول أحد الباعة، ورغم استمرار الباعة فى عرض كثير من المنتجات والمأكولات الشعبية المخصصة لشهر رمضان، إلا أن حركة البيع والشراء تراجعت إلى حد غير مسبوق، كانعكاس مباشر للتدهور الاقتصادى وانخفاض سعر العملة الوطنية أمام العملات الأجنبية. وتتميّز صنعاء القديمة بكثير من العادات والتقاليد والطقوس التى تميز شهر رمضان عن غيره من الشهور.