"البغدادي".. كيف قلد أسلوب "بن لادن".. والدول التي يرجح تواجده فيها؟
بعد خمس سنوات من ظهوره الأول، خرج علينا زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبو بكر البغدادي للمرة الثانية في 29 من أبريل 2019، في شريط فيديو بثته الشبكة الإعلامية التابعة لداعش على تطبيق "تلغرام"، ليؤكد استمرار التنظيم في "الجهاد" متوعدًا بشن حرب استنزاف ضد أعدائه، وكان أول ظهور له في أعقاب سيطرة التنظيم على مدينة الموصل في شمالي العراق عام 2014 للإعلان عن إقامة دولة الخلافة وتنصيب نفسه "خليفة المسلمين" عندما ألقى خطبة الجمعة في مسجد النوري في الموصل.
"البغدادي" يحاكي طريقة أسامة بن لادن
البداية من صحيفة التايمز التي نشرت تقريرًا لريتشارد سبنسر بعنوان "زعيم تنظيم الدول الإسلامية يحاكي بن لادن".
وقال سبنسر، إن التحالف بقيادة الولايات المتحدة تعهد بدحر قادة تنظيم داعش الإرهابي بعد ظهور أبو بكر البغدادي، زعيم التنظيم، في فيديو جديد، ليهدد بشن مزيد من الهجمات "الإرهابية" حول العالم.
وأضاف أن الكثير من المحللين والدبلوماسيين يعتقدون أن البغدادي يعيش الآن إما في غرب العراق أو في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية، وأن الفيديو لم يعط أي تفصيل عن المكان الذي يختبئ فيه البغدادي، موضحا أن تنظيم داعش ما يزال يشن هجمات في سوريا والعراق، ويعتقد مسؤولون أجانب بأن التنظيم لديه نحو 15000 عنصر.
ونقل كاتب التقرير عن الناطق باسم قوات التحالف، الكولونيل سكوت راولينسون، قوله "نحن مستمرون في مهمتنا لدحر داعش، وذلك من خلال تعقب مصادر تمويله وعملية تجنيد عناصر جديدة والتعاون لشن اعتداءات متطرفة أخرى".
حملة إرهابية عالمية
وتطرق الكاتب إلى الفيديو الأخير الذي ظهر فيه البغدادي والذي استمر لنحو 18 دقيقة، قائلاً إنه سُجل ليظهر بصورة واضحة أن التنظيم يريد جذب انتباه العالم إلى حملة "إرهابية" عالمية.
وظهر البغدادي في الفيديو مرتدياً سترة باللون الكاكي وبجانبه كلاشينكوف في صورة تشبه الصور التي كانت تُلتقط لزعيم القاعدة أسامة بن لادن قبل قتله.
ويرى الخبراء أن تماهي البغدادي في صورة بن لادن ربما يكون لأنه يريد تقديم نفسه على أنه من أكثر الشخصيات الجهادية إثارة للإعجاب.
ويختم بالقول إن الفيديو يظهر البغدادي على أنه منهمك بالشؤون اليومية للتنظيم وبأنه يدير شؤون التنظيم عن كثب.
ثلاث دول يرجح وجود أبو بكر البغدادي زعيم داعش فيها
وتحدث الباحث والمحلل السياسي البارز من إقليم كردستان العراق، كفاح محمود، في تصريح خاص لمراسلة "سبوتنيك"، حول مكان ظهور زعيم "داعش" الإرهابي قائلا: "علينا أن ندرك هذا التنظيم الإرهابي، لم تكن له بقعة جغرافية محددة أو حدود، ورأينا عملياته الإرهابية كيف امتدت من مشارق الأرض، إلى مغاربها، بمعنى أن عصاباته أو تنظيماته أو خلاياه تمتد بكل دول العالم، وبالتأكيد الدول العربية والإسلامية لها النصيب الأكبر من تنظيماته سواء كانت في تركيا أو العراق، أو سوريا".
ولا يستعبد محمود، أن يكون زعيم "داعش" البغدادي، موجودا في واحدة من الدول المذكورة، ومن ضمنها تركيا التي تدور بشأنها تسريبات إعلامية.
وأكمل محمود، "على المستوى العسكري تم تدمير الهيكل العسكري الخاص بتنظيم "داعش"، حتى أن البغدادي زعيم التنظيم، أعلن انتهاء معركة "منطقة الباغوز السورية" التي كانت القلعة الأخيرة له".
وتابع، هذا لا يعني أن تنظيم "داعش"، قد انتهى فهو موجود كخلايا وتحت أسماء وعناوين مزورة، ومزيفة.
ويؤكد الباحث والمحلل السياسي من إقليم كردستان العراق، على أن الأهم، التحدي الكبير بعد ظهور البغدادي، وهو كيف يتم معالجة البيئة التي نشأ بها "داعش"، أو كيف ساعدت سواء في العراق، وسوريا، أو الدول العربية، والإسلامية على نمو أفكار هذا التنظيم وتعلقها إلى منظمة كبيرة تسيطر على الكثير من المصالح.
وكانت الشبكة الإعلامية التابعة لتنظيم داعش الإرهابي، قد بثت شريط فيديو على تطبيق "تلغرام"، تظهر زعيمها أبو بكر البغدادي، في ظهور هو الأول له منذ عام 2014، معلنا فيه أن التنظيم سيسعى للانتقام لمقتل عناصره، وأن المعركة اليوم هي معركة استنزاف ومطاولة للعدو.
وأكدت مصادر أمنية، ومحلية عراقية، بشكل متكرر، أنه خلال عمليات تحرير مدن محافظات الأنبار، ونينوى، وصلاح الدين، فر العديد من عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي وقادته إلى تركيا تحديدا إلى منطقة غازي عنتاب.