في ذكرى احتلال فرنسا للجزائر.. كل ما تود معرفته عن حادث المروحة

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


احتلت فرنسا الجزائر في عام 1830م لمدة 132 سنة حتى حصلت الجزائر على استقلالها من فرنسا، في مثل هذا اليوم 29 أبريل استغلت فرنسا حادث المروحة كحجة لإعلان الحرب على الجزائر، واستيلاء على خيرات الجزائر وإسقاط ديون فرنسا .

 

بداية القصة

 

بدأت القصة من خلال أزمة الديون، وكانت حكومة فرنسا مديونة للجزائر حيث دعمت الجزائر فرنسا بالحبوب، خاصة بعد العزلة التي فرضت عليها أوروبا بسبب إعلانها لمبادئ الثورة الفرنسية وحقوق الإنسان، ومحاولتها الضرب بيد من حديد على الأنظمة الملكية الرجعية.

 

قد خلقت حكومة فرنسا أزمة سياسية بين الايالة الجزائرية، وقد ساعدهم مخطط قنصل فرنسا بالجزائر ’’دوفال ’’ الذي تطاول على أعلى مرتبة قيادية بالجزائر أنذاك "الداي حسين"، عند استفساره عن سبب تأخر الحكومة الفرنسية في الرد على رسائله وبرقياته، فرد عليه القنصل قائلا أن (حكومتي لا تتنازل لإجابة رجل مثلكم).

 

طرد القنصل

 

جرت حادثة المروحة في قصر الداي حسين، عندما جاء القنصل الفرنسي بيار دوفال إلى قصر الداي يوم "عيد الفطر"، وطلب الداي بدفع الديون المقدرة ب 24 مليون فرنك فرنسي، فرد القنصل على الداي بطريقة غير لائقة.

 

كان رد القنصل الفرنسي بتلك الطريقة إهانة واستفزازا صريحا للداي وديوانه، مما جعله يطرده من مجلسه، ملوحا له بمروحيته، لم يرق للحكومة الفرنسية سلوك الداي، طالبة منه الاعتذار في أجل 24 ساعة ورفع الراية الفرنسية على الجزائرية وشروطا أخرى اعتبرها الداي بمثابة إهانة له.

 

بعث شارل العاشر بجيشه بحجة استرجاع مكانة وشرف فرنسا، وكانت هذه الذريعة السبب في الحصار على الجزائر سنة 1828 لمدة 6 أشهر وبعدها الاحتلال ودخول السواحل الجزائرية.

 

شرعية مزعومة

 

حاولت الإدارة الفرنسية أن تضفي شرعية على احتلالها للجزائر، وكانت تهدف إقناع الرأي العام الفرنسي قبل العالمي بمصداقية هذا الفعل، زعمت حكومة فرنسا أنه لا وجود لنتائج إيجابية دون مقدمات (سواء كانت صادقة أو كاذبة).

 

قامت فرنسا بتعبئة الرأي العام الفرنسي قبل موعد الحملة، وتصوير هذه الأخيرة على أنها حملة لاسترجاع هيبة وشرف فرنسا الذين داسا عليهما داي الجزائر "حسين" فيما اصطلح عليه بحادثة المروحة.

 

سبب الحقيقي

 

لم يكن حادثة المروحة السبب الحقيقي لاحتلال الجزائر، فقد سبق لداي الجزائر أن طرد قنصل فرنسا خلال فترة حكم الملك لويس الخامس عشر، كما كاد مبعوث هنري الرابع الخاص أن يقتل في الجزائر، وحاصرت سفينة جزائرية الميناء الفرنسي "سان تروبيه" بالقرب من تولون عام 1802، واستولت على العتاد والأجهزة الفرنسية حتى استشاط نابليون غضبا، قائلا (أنها لفضيحة للجمهورية).

 

كانت الإدارة الفرنسية تدرك حقيقة الثروات التي تزخر بها خزينة الجزائر، وقد أعدت  فرنسا تقارير تجسسية، وأطلق الفرنسيون الهجمات لاستيلاء علي أراضي الدولة العثمانية، وسمحت الفرصة للإدارة الفرنسية أن تزيح ذلك الستار، متخذة من "حادثة المروحة" مقدمة لتحقيق غاياتها وأهدافها في ظل الضعف الذي تعاني منه الجزائر .