الانتحار في المنيا بـ "جنيه".. "حبوب حفظ الغلال".. سموم "الموت السريع"

محافظات

بوابة الفجر

مفتش الصحة بالمنيا: أكثر الحالات انتحارا بحبة الغلة في مدينتي ملوي ودير مواس.. بمعدل حاله كل 48 ساعة 

عميد زراعة بالمنيا: تقدم النواب بطلب إحاطة لمنع استيرادها..وتُسبب الأمراض السرطانات 


شهدت مصر عامه والمنيا خاصة، فى الآونة الأخيرة العديد من وقائع الانتحار باستخدام “حبة الغلة السامة”، تلك الحبة التي تستخدم في الزراعة لمواجهة تسوس القمح، الأمر الذي ساعد على انتشار تلك الحوادث بعدة قرى، حتى أصبحت تلك الحبة أداة رئيسية فى عملية انتحار المصريين، تلك الحبة التي تم إعدادها خصيصًا لحماية محصول القمح من التسوس والتي تباع بسعر "جنية واحد" فالاسم العلمي لها "الألمونيوم فوسفيد” وقامت عشرات الدول العربية بمنعها وحظرها، بعد زيادة نسبة وفيات الأطفال بسببها.. لكن الأمر فى مصر عامة والمنيا خاصة مختلف تماما حيث ما زال الإصرار على استخدامها رغم خطورتها، فحالات الانتحار المتكررة كانت سببا فى تدشين عددا من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك " بالمنيا حملة لمقاومة حبة الغلة، تحت اسم “أرواحنا مش رخيصة.. لا لبيع حبة الغلة القاتلة”، وذلك بهدف حظر بيع وتداول المبيد السام.
فى هذا الإطار يقول الدكتور هاني إسحاق، مفتش الصحة بمديرية المنيا إن الحبة القاتلة أصبحت طريقة سهلة للانتحار في الآونة الأخيرة، وتحولت من حالة عابرة إلى ظاهرة يطارد الجميع، وصلت حالات الانتحار بهذه الحبة بمعدل واقعه انتحار كل 48 ساعة، مشيرًا إلى أن معظم حالات الانتحار تتم في أعمار صغيرة مابين ١٢ عاما إلى ٣٠ عاما فور تناولهم حبة الغلة تنتهي حياتهم خلال الساعات الأولي قد تظهر عليه بعض "رغاوي"، على حد تعبيره.
 
وأضاف "إسحاق" خلال تصريحاته لـ"الفجر"، كان من الملفت للنظر أن أكثر الحوادث انتحارا بحبة الغلة في مدينتي" ملوي ودير مواس"، جنوبي المنيا، وتسجل هذه الحوادث حالات انتحار لم تثبت أنها شبهة جنائية فهذه الحبة السامة كافية بقتل الإنسان في الحال فور وصوله للمستشفي يكون قد فارق الحياة.

وعلى جانب أخر، أوضح الدكتور "عادل عبد الله "عميد كلية الزراعة، أن حبة الغلة السامة، تخرج منها غازات ضارة جدًا، وعندما يتناولها أي إنسان سيموت في الحال، لأنها شديدة السمية، وكانت تستخدم قديمًا كـ "سم للفئران والثعالب" في القرى.

وأوضح "عبد الله" لـ"الفجر"، أن كثرة التعرض لاستنشاق الغاز الذي يصدر من هذا المبيد، يؤدي لإصابة الإنسان بالعديد من السرطانات، من أهمها سرطان الرئة والكبد، ومن الممكن أيضًا أن يسبب صدمة لعضلة القلب، والميزة الوحيدة لهذا المبيد هو أنه رخيص الثمن.

وأشار إلى أن هذه الحبة عقب استخدامه في حالات الانتحار، لا تترك أي أثرا على الجسم، فيأخذه المنتحر سرًا، وبعد دقائق يبدأ معاناة الألم، ثم يبدأ معاناة الموت تدريجيًا، لحظة تلو اللحظة حتى يفارق الحياة،لافتًا أن أغلب الحالات يخرج من فمها "رغاوي"الغاز القاتل، وبعض الدخان الأصفر، وأحيانًا تتسبب فى "زرقة الشفتين"، وبعض أجزاء من الجسد، ولكن معظم الحالات لا يوجد عليها أي آثار خارجية تظهر وجود انتحار، ولكن يتم معرفتها عن طريق التشريح.

وأنهى "عميد كلية زراعه المنيا"، حديثة قائلا: هناك عدة طرق لمكافحة سوسة القمح، بدلًا من حبة الغلة، أولها التبخير تحت خيام بلاستيكية، بواسطة غاز كمبيد حشري، وتمتاز هذه الطريقة بعدم التقيد بمكان معين لإجراء عملية التبخير فيه، ويجرى في المكان الموجودة فيه الحبوب حيث يمكن نقل الخيم بسهولة إلى أمكنة المستودعات وغيرها، والنواب بطلب إحاطة لمنع استيرادها ودخولها إلي مصر بسبب خطورتها علي صحة الإنسان والمشكلات التي يتعرض لها المجتمع من حالات انتحار وأمراض خطيرة.

وجدير بالذكر، أن هذه الحبة تدخل مصر بدون أي محاذير لبيعها، والاكتفاء فقط بعبارة "عالية السمية"، كما أنها موجودة في 18 منتجًا بأسماء تجارية مختلفة، إلا أن تركيبها واحد واستخدامها واحد في حفظ الغلال والحبوب، ويدخل في تصنيع حبة الغلة، مادة “زينك فوسفيد”، ويخرج منها غاز قاتل للبشر.