بسام راضي: يوجد اهتمام رئاسي بتحقيقات قضية الطالب الإيطالي ريجيني
قال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضى إنه يوجد اهتمام رئاسي بالتحقيقات بشأن قضية الطالب الإيطالي ريجيني، نظرا لخصوصية العلاقات بين البلدين وحرص القيادة المصرية على إجلاء الحقيقة بشأن تلك القضية وتوفير المساعدات القانونية بشأنها، لافتا إلى وجود تعاون وثيق بين الأجهزة المصرية والإيطالية بشأن تلك القضية.
وأوضح متحدث رئاسة الجمهورية - في تصريحات للصحفيين في العاصمة الصينية (بكين) على هامش قمة المنتدى الدولي (الحزام والطريق) - أن الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإيطالى جوزيبي كونتي عقدا مساء اليوم، محادثات بناءة تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية في كافة المجالات وتطورات قضايا منطقة الشرق الأوسط، خاصة الأزمات السورية والليبية والفلسطينية وسبل مواجهة الهجرة غير الشرعية.
وأضاف المتحدث أن الزعيمين أكدا - خلال اللقاء الذى جرى في مقر إقامة الرئيس السيسي ببكين - على العلاقات التاريخية والوطيدة بين مصر وإيطاليا التي تمتد لعدة قرون، مشددا على أن الرئيس السيسى يتابع - بنفسه - قضية مقتل المواطن الإيطالى ريجيني، ويعطى كل الدعم للتحقيقات الرامية إلى الكشف عن ملابسات تلك القضية.
وأوضح المتحدث أنه سبق أن سافر وفد من النيابة العامة - وهي أول مرة في تاريخ القضاء المصري - إلى دولة خارجية (إيطاليا) للتعاون مع الجانب الإيطالى بشأن متابعة التحقيقات المتعلقة بقضية ريجينى .
وقال إن الرئيس السيسى ورئيس الوزراء الإيطالي ناقشا تعزيز العلاقات الثنائية، ومساهمة الشركات الإيطالية في المشروعات القومية الكبرى، التي تقام على أرض مصر، خاصة مساهمات شركة (إيني) الإيطالية المتخصصة في التنقيب عن النفط والغاز.
وأضاف السفير بسام راضى أن الزعيمين بحثا - أيضا - تطورات القضية الليبية والقمة الاستشارية التي استضافتها القاهرة بشأن تلك القضية، موضحا أن ليبيا تشكل خصوصية كبيرة لإيطاليا، لافتا إلى أن الرئيس السيسي أكد ثوابت الموقف المصري تجاه ليبيا والمتمثل في عدم مشاركة الميليشيات المسلحة في أية مفاوضات علاوة على الاعتراف بالجيوش المركزية - بصفة عامة - التي تقع عليها مسئولية تأمين الدول.
وأكد المتحدث الرسمي أن مصر لا تتعامل مع الميليشيات والجماعات المسلحة التي تهدد استقرار الدول، مشيرا إلى أن الرئيس السيسى شرح - خلال المباحثات مع رئيس الوزراء الإيطالي - تطورات الأوضاع في ليبيا وسوريا والقضية الفلسطينية.
وحول مشاركة الرئيس السيسي في الدورة الثانية لقمة منتدى (الحزام والطريق) التي اختتمت أعمالها بالعاصمة الصينية (بكين) مساء اليوم، قال السفير بسام راضى إن الرئيس السيسى أكد أهمية التحرك - بشكل جماعي - لوضع ما تم التوافق عليه خلال قمة منتدى (الحزام والطريق للتعاون الدولي) ببكين في الإطار التنفيذي، من أجل بناء وصياغة واقع ومستقبل أفضل لشعوب العالم وللأجيال القادمة.
ونوه المتحدث إلى أن الوزارات المختصة، خاصة الخارجية، في الدول الأعضاء بمبادرة (الحزام والطريق) سوف يتابعون تنفيذ ما تم التوافق عليه خلال المنتدى .
وأوضح أن الرئيس السيسي أشار - أيضا خلال المائدة المستديرة لزعماء ورؤساء حكومات الدول المشاركة فى المنتدى اليوم - إلى أن مصر تنفذ مشروعاً عملاقاً لتنمية محور قناة السويس، استثماراً لموقع القناة الاستثنائي بين الشرق والغرب والشمال والجنوب، وسعيا ليصبح المحور مركزاً لوجستياً واقتصادياً عالمياً؛ يسهم بفاعلية في تطوير وتسهيل حركة الملاحة والتجارة الدولية، وبما يتكامل مع مبادرة الحزام والطريق، لافتا إلى أن تلك المبادرة تعتمد - بالأساس - على مفهوم الممرات الاقتصادية للتنمية، نظرا لأن قناة السويس تعد أهم وأبرز الممرات الملاحية الدولية التي تربط بشكل مباشر بين القارات الثلاث التي تنتمي إليها دول المبادرة، حيث تم تخطيط المنطقة الاقتصادية المحيطة بقناة السويس وفق رؤية مستقبلية، تأخذ في اعتبارها مختلف أبعاد التطور المستقبلي المنتظر في حركة النقل البحري ومعدلات التبادل التجاري الدولي.
وقال المتحدث الرسمي إن مصر وضعت استراتيجية طموحة لتصبح مركزاً إقليمياً للطاقة من خلال تعظيم الاستفادة من موقعها الجغرافي، وكذا الاكتشافات المتنامية في مجالي البترول والغاز، واستغلال توافر البنية التحتية من شبكة خطوط الانابيب لنقل الغاز ومحطات الإسالة، ذلك بالاضافة إلى تنفيذ مشروعات الطاقة المتجددة، وإقامة مشروعات التعاون الإقليمي للربط الكهربائي ونقل وإسالة الغاز.
وأضاف أن قناة السويس تعد المحطة الرئيسية للطريق البحري لمبادرة (الحزام والطريق)، التي تركز على ربط قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط، علاوة على الربط البري بين الصين وأوروبا، منوها بأن الطريق البحري للمبادرة يمتد من بحر الصين الجنوبي إلى مضيق البغال والمحيط الهندي والقرن الإفريفي ومضيق باب المندب وصولا إلى قناة السويس.
وأشار إلى أن مبادرة (الحزام والطريق) - التى أطلقها الرئيس الصيني شى جين بينج عام 2013 - تضم حاليا 65 دولة تشكل حوالي 60 في المائة من إجمالي سكان العالم و70 في المائة من الناتج المحلى الإجمالي العالمي، واصفا المبادرة بأنها "طموحة".
وقال المتحدث الرسمى إن الرئيس الصينى - خلال لقائه مع الرئيس السيسى على هامش منتدى (الحزام والطريق) - أكد ما تحظى به مصر وحضارتها العريقة من تقدير لدى الشعب الصينيى، مشيداً بما حققته مصر على صعيد التنمية ونجاحها في تحقيق إنجازات واضحة على صعيد الإصلاح الاقتصادي، فضلا عن تحقيق الأمن والاستقرار، وتنفيذ العديد من المشروعات القومية الكبرى، وهو ما ساهم فى تحفيز الشركات الصينية للعمل في مصر للاستفادة مما تتيحه تلك المشروعات من فرص استثمارية واعدة، مشددا على دعم الحكومة الصينية لعملية التنمية في مصر.
وأكد السفير بسام راضى أن زعماء العالم - من بينهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل - أشادوا بالتجربة المصرية في التحول من الاضطرابات إلى التنمية والاستقرار خلال فترة وجيزة، واصفين تلك التجربة بأنها "قصة نجاح".