محسن عادل: برنامج الإصلاح الاقتصادي لمصر "روشتة نجاح" للدول النامية

الاقتصاد

محسن عادل- أرشيفية
محسن عادل- أرشيفية


أكد الدكتور محسن عادل، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، على أن حجم الإنجازات التي تحققت في مصر على كافة الأصعدة المالية والاقتصادية والاستثمارية، تمثل (روشتة نجاح) يمكن أن تعتمدها الدول العربية، التي تمر بمراحل إعادة الإعمار والإصلاح الاقتصادي في سبيل النهوض وتحقيق التنمية. 

جاء ذلك خلال كلمته بالمؤتمر المصرفي العربي لعام 2019، والذي ينظمه اتحاد المصارف العربية في العاصمة اللبنانية بيروت، حيث ترأس جلسة عمل تحت عنوان (تمويل إعادة الإعمار والتنمية المستدامة)، بحضور عدد من الخبراء الاقتصاديين العرب.  

وقال عادل، إن الدولة المصرية اعتمدت في المقام الأول على الإرادة والقوة والطاقات الكامنة لدى الشباب، وإطلاق القدرات الإبداعية الموجودة لديهم، بالتوازي مع استعادة الثقة العامة في كيان الدولة، مضيفًا: "مصر تغيرت تماما وبصورة جذرية نحو الأفضل عن السنوات الأربع الماضية.. اليوم متوسط أعمار المجموعة الوزارية الاقتصادية المصرية لا يتجاوز 45 عاما، وأصبحت ثاني دولة في الشرق الأوسط، من حيث أقل معدل عمر للأشخاص الذين يتولون المناصب الوزارية والقيادية بوزارات المالية والاقتصاد والمجموعات الشبيهة، كما أنها من بين 20 دولة حول العالم، من حيث صغر معدل أعمار تولي المناصب الوزارية والقيادية الاقتصادية، وهو ما يعني بوضوح أن مصر اتجهت إلى الاعتماد على الشباب". 

وشدد على أن أحد العوامل الأساسية التي حققت مصر بفضلها هذا النجاح الاقتصادي غير المسبوق، يتمثل في الإنفاق الكبير في مجال البنى التحتية، مشيرا إلى أن شبكة الطرق المصرية وصلت إلى 39 ألف كم مربع، بدلا من 24 ألف كم مربع خلال 3 سنوات، على نحو لم يتحقق في التاريخ. واستعرض رئيس هيئة الاستثمار- خلال الجلسة- حجم الإنفاق الاستثماري والمشروعات التنموية الكبرى التي أنجزتها، ولا تزال الدولة المصرية، مشيرا إلى أن مصر أصبح لديها 9 موانئ بدلا من 3 موانئ فقط، وأنشأت 3 مشروعات ضخمة للاستزراع السمكي، في حين أنه لم يكن هناك في السابق أية مشاريع في هذا المجال، وبدأت في استصلاح وزراعة مليون ونصف المليون فدان. 

وأوضح أنه تم إنشاء عاصمة إدارية جديدة بالكامل، وبناء واحدة من أكبر المدن على مستوى حوض البحر المتوسط في منطقة الساحل الشمالي، بعدما كانت تلك المنطقة في السابق عبارة عن مجموعة فنادق يتم شغلها لبضعة أشهر في موسم الصيف فقط، إلى جانب بناء 4 مناطق كبرى للاستثمار في التعدين بصورة علمية وممنهجة، بينما كان التعدين في السابق يتم بصورة عشوائية. 

ولفت إلى أن مصر أنشأت ولا تزال تعمل في مجال إنشاء المناطق الحرة الجديدة، ليصل عددها إلى 8 مناطق، في حين أن آخر منطقة حرة أoنشئت في عام 2004 ، بالإضافة إلى إنشاء 3 مناطق استثمارية كبرى وذلك للمرة الأولى، حيث لم يكن هناك في السابق أية منطقة استثمارية من خلال هيئة حكومية. 

وأشار إلى أنه تم التوسع في إنشاء المجمعات الصناعية، وسيتم طرح 4500 مصنع خلال أيام، منوها بحجم الأراضي المخصصة لمشروعات الإسكان الضخمة، التي يتم تشييدها على نطاق لم يسبق أن تحقق . 

وقال إن مصر أصبحت اليوم مصنفة من بين أكبر 15 دولة في العالم من حيث معدل النمو، الذي وصل إلى 3ر5 %، وأنه ينتظر أن يرتفع ليصل إلى 6%، فضلا عن تراجع سعر صرف الدولار الأمريكي في مواجهة الجنيه، بعدما كان الجميع يراهن على صعود الدولار بصورة كبيرة، وانخفاض معدلات الفائدة مرتين في مخالفة للتوقعات السائدة بارتفاع أسعار الفائدة. 

وأضاف أن الكثيرين راهنوا على أن الدين العام سيتزايد بشكل كبير، ولن تستطيع الدولة السيطرة عليه أو تخفيضه، غير أن الدولة نجحت في النزول بنسبته خلال عامين فقط، فضلا عن تحقيق مصر، وللمرة الأولى في تاريخها، فائضا أوليا في الموازنة لسنتين متتاليتين. 

وشدد على أن مثل هذه النجاحات والإنجازات الكبيرة التي استطاعت مصر تحقيقها في وقت وجيز، مرجعها إعطاء الثقة للشباب، وإطلاق طاقاتهم الكامنة، والثقة في وجود الدولة والشعب، مشيرا إلى أن هذه العوامل بإمكان أي دولة أن تعتمدها كخطة للنهوض وتحقيق التنمية.