"نورا" تخلع زوجها: "وسيم.. ويجذب الفتيات"
"خلعت زوجي، ووسامته كانت سبب"، هكذا فسرت "نورا" سبب رفعها قضية خلع على زوجها منذ أربع سنوات، لتسرد أسبابها طلبها للخلع فالسبب الأول كان لأنه بخيل، والثاني لأنه وسيم، فكان يجذب الفتيات، ومن السهل أن تستدرجه إحداهن، ليقيم معها علاقة، والثالث لنزواته، مؤكدة أنها حينما دخلت عليه شقة له، في غير مقر إقامتنا، اكتشفت خيانته لها مع إحدى الفتيات.
وأضافت نورا: "أربع سنوات وأنا متمرمطة ومعي والدتي العجوز، وأطفالي في المحاكم، من قضية خلع، لقضية نفقة، والآن رفعت دعوى حبس؛ بسبب عدم دفعه النفقة لأولاده، ومضايقاته المستمرة لي، ومحاولة التعدي علي، ففي إحدى الليالي، فوجئت بطرق على الباب، في وقت متأخر، فكان هو يحاول اقتحام الشقة، ومضايقتنا، فقمت على الفور بالاتصال بشرطة النجدة"، فقالوا لي: "روحي أعملي فيه محضر، وقمت بعمل محضر عدم تعرض، وتم التحفظ على المحضر".
ومن السيدة نورا إلى الحاج مصطفى، رجل عجوز، على أعتاب الثمانين من عمره، يأتي بهمومه مُتكئا على عصاه، ليرفع قضية على طليق ابنته، يطالبه بسداد رسوم الدراسة لابنه، والتي تقدر بثمانية آلاف جنيه، بينما حكمت المحكمة له بـ600 جنيه في الشهر، ويصف حاله قائلا: "خلْفة البنات هم كبير نعتقد أننا كأهل للبنت نرتاح بعد زواجها"، مُعلِلاً زيادة هذه الضغوط، بالحرية الزائدة التي حصلت عليها الفتاة في اختيار زوجها، فأصبحنا لا نقدم إلاّ النصيحة، ونترك لها قرار الاختيار، وهيّ صغيرة ولا خبرة لها في الحياة.
ويستنكر الحاج مصطفى، كل الشباب الذي يطالب بالتساهل في متطلبات الزواج عليهم من قِبل أهل العروس، وتسهيل إتمام الزواج، قائلاً: "أنا قدمت تنازلات كتير لطليق بنتي، لما جه يتقدم لها، وساعدته في شقة، وعفش، وقولت مش مهم، إحنا بنشتري راجل، والمهم يحافظ على بنتنا، وفي النهاية، لا حافظ عليها، ولا قدّر احترامنا وثقتنا".
وعن مشاكل الحموات، تقول الحاجة زينب: "أنا بجري على قضية حضانة لابن بنتي، اللي اتجوزت من سنة ونص، وطُلِقت، واكتشفنا أن طليقها، قبل الجواز، كان بيدعي المثالية، وقوة الشخصية، أما بعد الجواز، وبعد ما وافقنا أن بنتنا تعيش في بيت عيلة، اكتشفنا أن أمه هيّ راجل البيت، وكلمتها تمشي على الكل، سواء صح أو غلط".
والكثير غير ذلك، من المآسي، التي تعج بها محاكم الأسرة في كل أنحاء مصر، سواء ظُلِمت المرأة، أو كانت هيّ الظالمة، أو "المفترية والحرباء" كما وصفها سكرتير عام الجلسات، في إحدى محاكم الأسرة، في تعليق بمزاح على كلام أصحاب القضايا المرفوعة ضد الأزواج.
وتختلف الأقاويل، وتختلف الأحكام، لكن نبقى بصدد أمرين واقعين، أولهما هو أن الأهل عادةً هم الموجهين في "وش المدفع" كما يقولون، فيتحملون مسؤولية الابنة منذ الولادة، حتى الممات، وأقرب مثال، هو الثلاث قضايا السابقة، لم تخل واحدة منهم من وجود أب أو أم، إلى جوار الابنة، أو تحملهم وحدهم كافة الإجراءات.
والأمر الثاني، هو أن نسب الطلاق والانفصال في مصر في ازدياد مُخيف، فهناك حالة طلاق كل 4 دقائق، هذا هو الرقم الصادم، الذي أعلنه الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في سبتمبر 2018، ولا شك في أن التفكك الأسري، هو علامة واضحة على التفكك المجتمعي ككل.