"حرب الاستنزاف".. كيف تفوقت مصر على الأسلحة الإسرائيلية الحديثة؟
"حرب الاستنزاف"، مفتاح النصر والخطوة الأولى في العبور، حيث خاضت فيها القوات المسلحة معارك حقيقية كشفت فيها نقاط قوة وضعف العدو، تجرأت على قواته وجربت أساليبه وخططه على أرض الواقع، حتى كان النصر العظيم في 6 أكتوبر1973.
ويحتفل
الشعب المصري بالذكرى الـ(37) لتحريرأرض الفيروز
"سيناء"، التي دفع الشعب المصري من أجلها كل غالٍ ونفيس، وقدم فيها الجيش
المصري الروح والدم لتعود سيناء إلى أحضان الوطن.
كانت
حرب الإستنزاف التي قادها الرئيس الأسبق "جمال عبد الناصر"، بعد هزيمة العرب
في حرب 1956، حيث عملت ثورة يوليو على تشجيع حركات التحرير من الاستعمار كما اتخذت
من سياسة الحياد الإيجابي مبدآً أساسياً فى سياساتها الخارجية، وأدركت إسرائيل منذ
نشأتها الدور القيادي لمصر في العالم العربي فقامت في 5 يونيو 1967 ميلادية هجوم غادر
على مصر وسوريا والأردن واحتلت سيناء والجولان والضفة الغربية للأردن.
البداية
بدأت حرب الاستنزاف، في مارس 1969، وهو تعبير أطلقه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر على العمليات العسكرية التي دارت بين القوات المصرية شرق قناة السويس والقوات الإسرائيلية المحتلة لمنطقة سيناء عقب حرب الأيام الستة التي احتلت فيها إسرائيل الأرض العربية في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة وهضبة الجولان وسيناء، وفي 7 أغسطس، 1970 انتهت المواجهات بقرار الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والملك حسين، قبول مبادرة روجرز لوقف إطلاق النار.
تحطيم
صورة المقاتل الإسرائيلي
وانطلقت
حرب الاستنزاف من رؤية مفادها انه إذا كانت مصر ستخوض معركة لتحرير أرضها واستعادة
كبريائها فإن الخطوة الأولى هي تحطيم صورة المقاتل الإسرائيلي السوبر قبل أن تترسخ
في عقول المقاتلين المصريين، ولتحقيق هذا الهدف رأي المقاتلون المصريون أنه من الضروري
أن تبدأ عمليات فدائية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في شرق قناة السويس، وأن سقوط قتلى
وجرح وأسرى في صفوف العدو سيؤدي إلى استنزافه ونزع هذه الهالة التي اكتسبوها في يونيو
1967.
هجمات
متعددة ضد الاحتلال
وتضمنت
حرب الاستنزاف هجمات متعددة ضد الاحتلال في سيناء وحتى في مناطق خارج منطقة الصراع
تماما مثل عملية تفجير حفار إسرائيلي في المحيط الأطلنطي، وكان من أهم منجزاتها معركة
رأس العش وعملية إيلات التي تم خلالها الهجوم على ميناء أم الرشراش الذي أسمته إسرائيل
إيلات بعد احتلاله حيث تم تلغيم الميناء وقتل عدد من العسكريين وإغراق بارجة إسرائيلية
وذلك من قبل رجال الضفادع البشرية المصريين بالتعاون مع القوات الأردنية والعراقية
ومنظمة التحرير الفلسطينية.
مراحلها
بدأت
مصر صراعها المسلح ضد إسرائيل بمرحلة أطلق عليها مرحلة الصمود، انتقلت بعدها القوات
المسلحة المصرية إلى مرحلة الدفاع النشط، ثم تطور القتال إلى مرحلة جديدة أطلق عليها
الاستنزاف لتصل الحرب إلى ذروتها.
الصمود
ومرحلة الصمود، كان الهدف منها هو سرعة إعادة البناء، ووضع الهيكل الدفاعي عن الضفة
الغربية لقناة السويس، وكان ذلك يتطلب هدوء الجبهة حتى توضع خطة الدفاع موضع التنفيذ
بما تتطلبه من أعمال كثيرة وبصفة خاصة أعمال التجهيز الهندسي المطلوبة، واستغرقت هذه
المرحلة المدة من يونيو 1967 إلى أغسطس 1968.
رأس العش
واشتملت
هذه المرحلة على بعض العمليات العسكرية المهمة، التي كان لها تأثير كبير على المستوى
المحلي والعربي والعالمي كمعركة رأس العش.
هي
أولى المعارك التي خاضها الجيش المصري في مواجهة جيش إسرائيل في عام 1967، وانتصر المصريون
في المواجهة الأمر الذي كان له أثرا بالغا في نفوس الجنود المصريين، وكانت تمثل أيضا
علامة بارزة من علامات مرحلة الصمود التي وقعت في أعقاب حرب يونيو.
الدفاع
النشط
أما مرحلة الدفاع النشط أو المواجهة فقد كان الغرض منها تنشيط الجبهة والاشتباك بالنيران مع القوات الإسرائيلية بغرض تقييد حركة قواتها في الخطوط الأمامية على الضفة الشرقية للقناة، وتكبيدها قدرا من الخسائر في الأفراد والمعدات، واستغرقت هذه المرحلة المدة من سبتمبر 1968 إلى فبراير 1969.