أردوغان يحاول التغطية على إنتكاساته ببطولات وهمية
يحاول الرئيس التركي
رجب طيب أردوغان، صنع إنتصارات وهمية للتغطية على الإنتكاسات التي شهدتها بلاده أبان
حكم حزبه "العدالة والتنمية" الحاكم منذ سنوات .
فأردوغان وحزبه
تسلموا مقاليد الحكم في العام 2002م، ومن وقتها أصبحت تركيا مقراً ومركزاً لتحرك الجماعات
الإرهابية والمتطرفة التي تستهدف المنطقة العربية وتحديداً الدول الرافضة لسياسات جماعة
الإخوان المحظورة في معظم الدول العربية والأوروبية .
وعلى الرغم من
التقدم الذي حققته تركيا خلال الفترة الماضية، إلا أنها تراجعت كثيراً مع طول الفترة
التي قضاها هذا الحزب في حكمه، ومن أبرز أوجه التراجع كانت الديمقراطية التي أوصلت
الحزب إلى فترة حكمه .
وفي ظل التراجع
السياسي والإقتصادي والإجتماعي التركي، بدأ حزب أردوغان يختلق مزاعم الموامرات التي
تستهدف تركيا وبدأ بتوجيه الإتهامات لمختلف دول المنطقة بإستهداف النسيج الإجتماعي
التركي .
ومع تراجع مد جماعة
الإخوان في المنطقة العربية وتحديداً في مصر التي إنتفض شعبها ضد حكم الرئيس الإخواني
محمد مرسي، حاك أردوغان وحزبه مسرحية هزلية تمثلت بالإنقلاب العسكري المزعوم، الذي
سمح لأردوغان بتصفية معارضيه في الجيش والأمن والقضاء وأجهزة الدولة ووزاراتها، ووصلت
التصفيات إلى المدرسين وطلاب الجامعات.
ومع إستمرار تراجع
التأييد الشعبي لحزب العدالة والتنمية، بدأ أردوغان بالبحث عن بطولات وهمية لإستعادة
شعبيته، فكانت البداية في قضية المواطن السعودي جمال خاشقجي الذي قتل في القنصلية السعودية
في إسطنبول، ولكن العدالة السعودية أجهضت محاولات الإبتزاز التركية التي كانت تستهدف
خلق عداء غربي ضد السعودية .
ومثلت الأدلة التي
كانت السلطات التركية تكشفها تباعاً الضربة القاصمة لنظام أردوغان، الذي أتهم محلياً
ودولياً بإستغلال قضية خاشقجي لإستهداف السعودية بدلاً من البحث عن العدالة كما هو
حال القضاء السعودي الذي كشف عن الخلية المتورطة في عملية القتل وأحالتهم للمحاكمة
.
ومع الخسارة الأخيرة
التي مني بها حزب الحرية والعدالة الحاكم، في الأنتخابات المحلية، كان لابد لأردوغان
وحزبه البحث عن بطولة وهمية جديدة، فبدأت بإستهداف السياح الخليجيين، فقامت السلطات
التركية خلال اليومين الماضيين بإعتقال سياح إماراتيين بتهمة التجسس على تركيا والضلوع
في حادثة قتل جمال خاشقجي، الأمر الذي أعاد للأذهان تهديدات وزير داخليتها سليمان صويلو
قبل أشهر باعتقال كل من ينتقد سياساتها بالخارج ثم يأتي لقضاء عطلته فيها.