تعزيز التعاون وتوقيع اتفاقيات الأبرز.. التفاصيل الكاملة لزيارة رئيس وزراء العراق للسعودية
في إطار توطيد العلاقات بين العراق والمملكة العربية السعودية، وفتح آفاقًا واسعة في جميع المجالات، بدأ رئيس وزراء العراق عادل عبد المهدي، زيارة إلى الرياض أمس، تستمر لمدة يومين، إذ شهدت العديد من التفاصيل، من بينهم توقيع اتفاقيات بين البلدين، وأهمية استثمار الإرث السياسي والتاريخي بينهما.
ويترأس عبد المهدي
خلال زيارته هذه إلى السعودية بدعوة رسمية من عاهلها الملك سلمان بن عبد العزيز وفدًا
يضم حوالي 150 عضوًا بينهم 11 وزيرًا و68 مسؤولاً حكوميًا وأكثر من 70 رجل أعمال من
القطاع الخاص، إضافة إلى عدد من المسؤولين الحكوميين والنواب والمحافظين والمستشارين
ورؤساء الهيئات ورجال الاعمال والسفير العراقي لدى السعودية.
زيادة
التعاون ورفع مستوى العلاقات
ورحب الملك سلمان
بن عبد العزيز بالسيد رئيس مجلس الوزراء والوفد المرافق له، متمنيا للعراق وشعبه الاستقرار
والازدهار والتقدم. وأعرب عن "ارتياحه للتطور والاستقرار الذي يشهده العراق وأن
تؤدي زيارة رئيس مجلس الوزراء العراقي إلى تحقيق ما يصبو إليه البلدان، كما أقام العاهل السعودي مأدبة غداء كبرى على شرف
رئيس مجلس الوزراء والوفد المرافق له.
أهداف
الزيارة
من جانبه أعرب عبد
المهدي، عن بالغ سعادته لزيارة المملكة العربية السعودية ولتطور العلاقات بين البلدين
الشقيقين الجارين، مقدماً الشكر لحفاوة الاستقبال التي لقيها من جلالة الملك، مؤكدا
أن الزيارة تجسد توجه الحكومة العراقية ورغبتها بتطوير العلاقات مع المملكة العربية
السعودية في جميع المجالات.
وأوضح عبد المهدي
أن زيارته إلى السعودية ستكون كالزيارات السابقة إلى مصر وإيران والأردن وهي زيارات
مهمة لبيان طريقة عمل العراق مع محيطه وجواره والعالم العربي والاسلامي" مؤكدًا
أن "العراق يريد أن يكون نقطة لقاء كبيرة"، وبين أن منفذ عرعر الحدودي مع
السعودية أصبح أقرب إلى الاستخدام وسيكون منفذا مهما وكبيراً.
مذكرات
تفاهم وتوقيع اتفاقيات
ووقع الجانبان ثلاثة
عشر اتفاقية ومذكرة تفاهم بين الوزراء العراقيين ونظرائهم في الجانب السعودي- وبحسب
بيان لمكتب رئيس الوزراء العراقي-. ويبحث الجانبان العراقي والسعودي ملفات مهمة تتناول
العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها والمستجدات في القضايا الإقليمية والدولية
ذات الاهتمام المشترك وبما يؤسس لعلاقات استراتيجية تخدم مصالح البلدين. كما ستعقد
على هامش الزيارة اجتماعات اللجنة السياسية والأمنية والعسكرية التي يرأسها وزيرا خارجيتهما.
وتهدف الزيارة إلى
فتح آفاق جديدة من التعاون في مختلف المجالات بما في ذلك السياسية والأمنية والاقتصادية
والتنموية والتجارية والاستثمارية والسياحية والثقافية بهدف الارتقاء بالعلاقات الثنائية
لأفاق جديدة ضمن خطة عمل محددة ومتفق عليها من الجانبين".
أهمية
استثمار الإرث السياسي والتاريخي بين البلدين
وأكدت السعودية والعراق
في بيان صحفي اليوم الخميس، على أهمية استثمار الإرث السياسي والتاريخي بينهما، لافتا
إلى أن الملك ورئيس الوزراء العراقي أكدا على "أهمية استثمار الإرث السياسي والتاريخي
والديني، وتعزيز العلاقات انسجاماً مع توجه القيادتين".
وأشار البيان إلى
أن ولي العهد اتفق مع رئيس الوزراء العراقي على "مواصلة التشاور والتنسيق بما
يعزز وحدة الصف العربي والعمل العربي المشترك". وتم على هامش الزيارة عقد الاجتماع
الأول للجنة الشؤون السياسية والأمنية والعسكرية، برئاسة وزيري خارجية البلدين.
لقاء المهدي
مع ولي العهد السعودي
وخلال لقاء ولي العهد
السعودي محمد بن سلمان مع رئيس الحكومة العراقية عادل عبد المهدي ، أكد أن السعودية
تدعم العراق بجميع إمكانياتها وخبراتها، موضحا أن المملكة تتطلع إلى رؤية العراق قوية
مستقرة من جديد، مضيفا أن السعودية تتطلع للاستفادة من الطاقات والفرص الاقتصادية المتوفرة
بين البلدين، مبينا أن المملكة ستتسخر كل إمكانياتها وخبراتها في خدمة العراق.
وشدد المهدي على
أن الرياض وبغداد تؤكدان متانة علاقاتهما التاريخية، مشددا على أهمية استثمار الإرث
السياسي والديني والتاريخي، موضحا أن تطوير العلاقات العراقية السعودية حاجة ملحة للعراق
وللمنطقة ويساعد في تحقيق السلم والتنمية والازدهار.
كما تناول اللقاء
بحث التعاون في مجالات توفير الطاقة الكهربائية وتحلية المياه والسكن والنفط ومشتقاته،
وتطوير القطاع الزراعي والتجاري وطرق الري والصناعات وتشجيع الاستثمارات في المجالات
السياحية والثقافية والرياضية، كما تطرق لمناقشة إمكانية زيادة حصة العراقيين في الحج
وفق النسبة السكانية المتصاعدة، وتأكيد الرغبة لرفع مستوى التعاون ضمن عمل المجلس التنسيقي
بين البلدين".