باحث أثري يكشف أسماء الحيوانات المقدسة عند قدماء المصريين وسبب تقديسها (صور)

أخبار مصر

أحمد عامر - باحث
أحمد عامر - باحث أثري


المصري القديم أتحفنا على حوائط المقابر والمعابد بمجموعة متقنة لرسومات الحيوانات بدءًا من البقرة وابن آوي مرورًا بالقطة وانتهاءًا بالكوبرا، وليس فقط الرسومات بل بمجموعة من التماثيل هي الأروع بين الآثار القديمة لحضارات العالم، وهذا التسجيل ليس نابعًا فقط من رغبته في تزيين مبانيه، وإنما هي أيضًا ترجع لتقديسه هذه الحيوانات وتقديره إياها.

وكشف الباحث أحمد عامر، عبر تصريحات خاصة لبوابة الفجر الإلكترونية، سر هذا التقديس لعدد من الحيوانات عند قدماء المصريين، موضحًا أن المصري القديم اهتم بالحيوانات بشكل كبير، وقدسها، وكان ذلك إمّا لجلب الخير أو لاتّقاء الشّر، حيث نظر المصريون إلى الحيوانات باحترام وانبهار، وآمنوا بأنها تقتسم معهم ثرواتهم الطبيعية، فأخذت الآلهة لديهم في أحيان كثيرة شكل الحيوانات، حيث جسدت عندهم قوى الشر والخير والحب والخصوبة والجمال وعناصر الطبيعة كالشمس والقمر.

 وضرب على ذلك عدة أمثلة بعدد من أشهر الحيوانات التي ظهرت على جدران المعابد المصرية، سواء في شمال مصر أو جنوبها، والتي عرف كل منها وسبب تقديسها عند المصري القديم.

البقرة "حتحور"

وعن البقر قال عامر إنها إلهة الأمومة والطفولة والحب، وسميت قديما باسم بات وظهرت على لوحة نارمر، واعتبرها البعض إلهة السماء والأرض ومركز عبادتها كانت ما بين مدينة الأشمونين بالقرب من الفيوم ومدينة أبيدوس بالقرب من سوهاج، وقدسها المصري القديم فهي بالنسبة له مصدر اللبن واللحم والخير والعطاء.

الذئب "ابن آوي"  

واشار عامر إلى أن المصري القديم قدس الذئب، وهو المعروف منذ عصور ما قبل الأسرات باسم "ابن آوي"، عُثر على عدد من مومياواته المكفنة بالكتان في حفائر حضارة البداري، التي تعود إلى 4000 عام ق.م، وهي تعتبر أقدم الإشارات التي تدل على وجود تقديس لذلك الحيوان، وسبب تقديسه عندما وجده يفتح مقابره، فقد جعل منه إله الجبانة إتقاءً لشره.

التمساح "سوبيك"

التمساح "سوبيك" قدسه المصري القديم -والكلام لعامر- ومثله في شكل التمساح أو في شكل إنسان برأس التمساح، و ارتبط سوبيك بالسلطة الملكية والخصوبة والبراعة العسكرية، و قد اعتبر كذلك إلهًا وقائيًا ضد الأخطار بصفات طاردة للشر، وسبب تقديسه أنه هو الذي يأكل جسده بعد الموت فجعل منه إله الحماية.

القطة "باستت".. واللبوءة "سخمت"  

وقال عامر إن من أهم المعبودات لدى المصري القديم هي القطة باستت حيث قدسها المصري القديم وجسدها على شكل قطة وديعة، وادمجت مع المعبودة سخمت في الدولة الحديثة، حيث تمثل سخمت في هيئة اللبؤة المفترسة، فعندما تغضب باستت تصبح سخمت، وتنتقم من الأعداء ومن هو ذو خلق رديء، وجعل لها المصري القديم مركز عبادة كامل في مدينة "تل بسطة" وهي ابنة معبود الشمس رع، التي كانت تصورها الرسومات على شكل امرأة لها رأس قطة.

وتُعتبر باستت معبودة الحنان والوداعة ، وارتبطت بالمرأة ارتباطًا وثيقًا، وستأنسها المصري القديم لملاحظته أنها كانت تصطاد الفئران التي تدخل صوامع الغلال تأكل منها وتفسدها ولذلك قدسها.

الثور "أبيس"

فقال عنه عامر إنه كان من أكثر الحيوانات نفعاً لدى المصري القديم، فلولاه لما اخضرت الأرض، ولا جادت بخيراتها، لذلك قدس المصري القديم الثور وجعله في منزلة الآلهة، وصنع له التماثيل في المعابد القديمة كرمز لآلهة القوة "حقا نخت"، ورمز دائما للملوك برأس الثور.

الخنفساء "الجعران"

واضاف عامر أن المصري القديم جعل الخنفساء، أو الجعران، رمز الخصوبة والحظ، وقدسه ورمز له بآلهة الشمس، وجعله رمز للخير وهو جالب الحظ وطارد العنوسة، وأقام له التمثال الأكبر في معبد الكرنك الجعران المقدس، واستخدمه المصريون في حياتهم اليومية، استبشارًا به.

 وأشار عامر إلى هذا التقديس كان لا يرقى إلى حد العبادة في أحيان، وفي أحيان أخرى كان يعتبرها رمزًا للآلهة، واتخذ بعضها آلهة أحيان أخرى، وهو بشكل عام لم يكن يعبد الحيوان لذاته أو يقدسه لذاته، بل كان يقدس صفات الإله فيها،

وختم عامر تصريحاته، أنه كما لجأ الأجداد إلى تحنيط جثث موتاهم، وكانوا يقومون بتحنيط بعض الحيوانات ووضعها في التوابيت داخل المقابر، كما كرم الكهنة والملوك المصريون بعض الحيوانات ومنها القطط والبقر والثيران والصقور والأفاعي لما تحمله من رموز ومن صفات الآلهة، فالحيوانات هنا تعكس المقدس وتمثل قوى خفية وروحية تساعد البشر في انتقالهم إلى العالم الآخر بعد وفاتهم، وهذا ما يفسر دفنها معهم في مقابرهم.