محطات في علاقة مصر ببلاد "الحرمين الشريفين"
"أواصر الود لاتنتهي بين مصر وبلاد الحرمين الشريفين " لعل هذا ما أكدت عليه لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب، في بيانها اليوم، على هامش اجتماع أعضائها مع نائب مساعد وزير الخارجية لشئون مجلس التعاون الخليجي واليمن، وذلك لمناقشة العلاقات المصرية السعودية، وخاصة أن الرياض والقاهرة هما قطبا العلاقات والتفاعلات في النظام الإقليمي العربي.
كما دعت اللجنة،
إلى استمرار التنسيق فيما بين مصر والسعودية لمواجهة التدخلات الإيرانية في إطار عضويتهما
في اللجنة العربية لجامعة الدول العربية، وتأكيد أن أمن المنطقة العربية لا يتحقق إلا
بوقف محاولات التدخل في شؤون العربية من أي
طرف إقليمي، والتزام جميع دول الجوار بمبادئ حُسن الجوار والمصالح المشتركة وعدم التدخل،
تستعرض "الفجر " أبرز المحطات في
العلاقة المصرية السعودية
كسوة الكعبة
كانت الدولة الفاطمية
التي حكمت مصرترسل كسوة الكعبة، وقد استمرت مصر في إرسال الكسوة طوال عهد المماليك،
كما اهتم السلطان سليم الأول العثماني بتصنيع
كسوة الكعبة وكسوة الحجرة النبوية وكذلك كسوة مقام إبراهيم الخليل، واستمرت كذلك كسوة
الكعبة يحملها سنويًا أمير الحج معه في قافلة الحج المصري.
كانت الكسوة بيضاء اللون، وتخرج كسوة الكعبة
في "محمل الحج" كان يصاحبه الطبل والزمر والاحتفالات الدينية، التي كان يقيمها
أصحاب الطرق الصوفية، تأسست دار لصناعة كسوة الكعبة بحى "الخرنفش" فى الجمالية .
عام الرمادة
اشتد الفقر والجوع في عام الرمادة، فكتب أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب
إلى عمرو ابن العاص في مصر " واغوثاه ..واغوثاه .. واغوثاه" ، فقد استمر
هذا الحال لمدة تسعة أشهر، لينفك الكرب وتنقذ مصر بلاد الحجاز بالدقيق والزاد .
أرسل عمرو بن العاص بألف بعير تحمل الدقيق من زاد مصر،
وبعث في البحر بعشرين سفينة تحمل الدهن، وبعث إليه بخمسةِ آلاف كِساء، وأرسل إلى سعد
بن أبي وقاص فأرسل له بثلاثةِ آلاف بعير تحمل الدقيق، وبعث إليه بثلاثةِ ألاف عباءة،
وأرسل إلى والي الشام فبعث إليه بألفي بعير تحمل الزاد.
العلاقات
التاريخية
تولى الملك فاروق
الأول عرش مصر عام ١٩٣٦، لقد كانت مصرمن أوائل الدول التي اعترفت بالمملكة العربية
السعودية دولةً حرة ومستقلة من خلال معاهدة الصداقة وحسن الجوار، والتى أُبرمت بين
الطرفيْن، حيث تعهد أطراف المعاهدة بالمحافظة على حسن العلاقات بينهما والعمل، كما
زار الملك فاروق المملكة العربية السعودية فى عام ١٩٤٥،كما دعا الملك فاروق الملك عبدالعزيز
لزيارة مصر فى ٦ يناير ١٩٤٦.
كانت السعودية أول
داعم لمصر في حرب 1973 حيث ساهمت بالكثير من النفقات المالية أثناء الحرب، ومنعت تصدير
البترول للدول المساندة للجانب الإسرائيلى، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية
بالرغم من ذلك، قد واجهت العلاقات المصرية السعودية حالة من الفتور والجمود في عهد
الرئيس جمال عبد الناصر بسبب الخلاف الذي حدث نتيجة حرب اليمن، كما واجهت العلاقات
المصرية حالة جمود بعد توقيع مصر لمعاهدة السلام مع اسرائيل .
العلاقات
المعاصرة
قد عادت العلاقات
المصرية السعودية الي قوتها في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، وزاد التقارب المصرى
السعودي في التسعينيات عقب المشاركة العسكرية بين الجانبين فى حرب تحرير الكويت
(١٩٩٠-١٩٩١)، كما حققت البلدان التطابق فى التعامل مع عدد من القضايا العربية المشتركة
مثل قضية الصراع العربى الإسرائيلى، وقضية الإرهاب الدولى، وقضية احتلال العراق عام
٢٠٠٣، والأزمة اللبنانية عام ٢٠٠٦، والملف النووى الإيرانى .
دعمت بلاد الحرمين
مصر في ثورة 30 يونيه، وامتد الدعم إلى المجتمع الدولي بتفويض وزير الخارجية سعود الفيصل بعمل جولة أوروبية لشرح حقيقة الأوضاع
على الأراضى المصرية سواء ما يتعلق منها بحقيقة ثورة ٣٠ يونيو، ليخرج الملك الراحل
عبدالله بن عبدالعزيز معلنًا دعمه لمصر فى مكافحة الإرهاب قائلًا: «ليعلم العالم أجمع
بأن المملكة العربية السعودية - شعبًا وحكومة - وقفت مع مصر ضد الإرهاب» .
الدعم
المالي
قدمت السعودية مساعدات
مالية بقيمة خمسة مليارات دولارلمصر بعد ثورة 30 يونيه ، تشمل المساعدات ملياران فى
صورة غاز ومنتجات نفطية، وملياران فى صورة وديعة، ومليار نقدًا، كما بلغ حجم الاستثمارات
السعودية فى مصر بعد ثورة ٣٠ يونيو مليار جنيه، وكما تاسست عدد من الشركات السعودية
فى المرحلة الانتقالية الثانية بلغت ١٦ شركة لدعم مصر، ووصل حجم الاستثمارات السعودية
في مصر لـ ٢٨ مليار دولار.
يصل حجم التبادل التجارى بين مصر والسعودية نحو ٣٠٢
مليار دولار، حيث تمثل حجم الصادرات السعودية لمصر سلعًا قيمة ٢.٣ مليار دولار بينما
بلغ حجم الصادرات المصرية للسعودية حوالى ٩٠٠ مليون دولار.
العلاقات
العسكرية
تتميز العلاقات المصرية
السعودية العسكرية بعمق، يوجد خطة التدريبات مشتركة للقوات المسلحة المصرية والسعودية
لنقل وتبادل الخبرات وتعزيز أوجه التعاون العسكرى كالتدريب البحرى المشترك، كما شاركت
القوات السعودية والمصرية فى تدريبات رعد الشمال ودرع الخليج وتحية النسر والنجم الساطع
، انطلقت فعاليات التدريب المصرى السعودى المشترك ( تبوك – 4 )، في أكتوبر
2018 بنطاق المنطقة الجنوبية العسكرية بمصر،
أجرت القوات الخاصة البحرية لكلا من مصر وامريكا والسعودية والإمارات، في يوليو
2018 التدريب البحرى المشترك "إستجابة النسر2018"
العلاقات
الثقافية
وقعت مصر والسعودية مذكرة تفاهم، مارس 2005 ، بشأن التعاون في مجال
الأوقاف والشؤون الإسلامية أثناء زيارة وزير الأوقاف لجدة، كما وقع مفتي الديار المصرية
ووزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية اتفاقاً
بين دار الإفتاء المصرية ووزارة الشؤون الإسلامية حول نهج الفتوى واعتبار أن الاختلاف
في وجهات النظر يعتبر اختلاف تنوع وليس اختلاف تضاد، ووقع وزيري التربية والتعليم في
كل من جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية البرنامج التنفيذي للتعاون في
مجال التربية والتعليم للأعوام من 2005 حتى 2007.
