كيف انتصر شعب السودان في ثورته على عمر البشير؟
على مدار ثلاثة شهور ماضية، شهدت دولة السودان عدة أحداث مثيرة، بداية من ديسمبر 2018، بسبب الأوضاع المعيشية السيئة التي وقعت فيها الدولة، وفرض الكثير من الرسوم على المواطنين، ما دفعهم للغليان والثورة على حاكمهم، ونجحوا في إسقاطه في نهاية المطاف.
بداية التظاهرات
في يوم 19 ديسمبر 2018، بدأت المظاهرات الشعبية في السودان، تنديدا بالأوضاع المعيشية المتدنية، والمطالِبة بتوفير "طحين الخبز، والوقود"، سقط فيها قتلى وجرحى إثر اشتباك المتظاهرين مع القوات الأمنية، ثم اشتباك الأمن مع الجيش السوداني.
إلقاء القبض على المعارضين
وقامت السلطات الأمنية بإلقاء القبض على تسعة من قادة المعارضة والناشطين السياسيين، وفقاً لما ذكرته لجنة من منظمات المجتمع المدني السوداني.
وذكرت هذه اللجنة في بيان لها: "إن السلطات داهمت اجتماعا لزعماء المعارضة في الخرطوم واعتقلوا تسعة، من بينهم صديق يوسف الزعيم البارز في الحزب الشيوعي السوداني وقياديين آخرين من حزب البعث والحزب الناصري بقيادة سيد عبد الغني".
البشير يتعهد بالإصلاحات
وفي 23ديسمبر 2018، تجددت الاحتجاجات مرة أخرى في السودان، وعقب مباراة كرة القدم بين فريقي الهلال السوداني والأفريقي التونسي في بطولة أبطال أفريقيا، خرج آلاف المشجعين من ملعب المبارة في احتجاجات بمدينة أم درمان في العاصمة.
وتعهد البشير حينها في لقاء له مع قادة جهاز الأمن والمخابرات بإجراء إصلاحات اقتصادية توفر حياة كريمة للمواطنين.
إضراب الأطباء عن العمل
ليأتي يوم 24 ديمسبر، ودخل فيه اطباء أسوان المركزية في إضراب عن العمل، بـ28 مستشفى في عدد من الولايات السودانية.
وحينها اندلعت الاحتجاجات في مدينتي المناقل ورفاعة بولاية الجزيرة، وبلغ عدد قتلي الاحتجاجات 37 قتيل، وفقاً لما أقرته منظمة العفو الدولية.
التوجه لقصر الرئاسة
وفي يوم 25 ديسمبر، توجه المحتجين إلى قصر الرئاسة، من أجل تسليم البشير بمذكرة تطالبه بالتنحي عن السلطة، وحينها اتهم البشير المحتجين بـ"المخربين والعملاء" ووصفهم بأنهم يعطلون وتيرة البناء والتنمية في السودان.
مجلس انتقالي
انتقلت موجة الاحتجاجات إلى مرحلة أخرى، عندما أعلن 23 حزباً في الحكومة عن عزمهم على التقدم بمذكرة للبشير يطالبون فيها تشكيل مجلس سيادة انتقالي لإدارة شئون البلاد، وتشكيل حكومة قومية.
حجب مواقع التواصل الاجتماعي
وفي 3 يناير من العام الجاري، حجبت السلطات السودانية، مواقع التواصل الأجتماعي، التي استخدمها المواطنون لحشد الاحتجاجات.
تمديد حالة الطوارئ
ومن هنا وافق البرلمان السوداني على تمديد حالة الطوارئ حتى يونيو المقبل، في ولايتي كسلا (شرق) وشمال كردفان (جنوب).
البشير يطيح بنائبه
في 23 فبراير، أصدر البشير مرسوم جمهوري، ينص على تعيين الفريق أول "ركن عوص محمد أحمد بن عوف" نائبا أول لرئيس الجمهورية، ووزيراً للدفاع خلفاً لبكري حسن صالح.
كما أمر بتعيين محمد طاهر إيلا رئيساً للوزراء، بعد يوم من إقالة حكومة معتز موسى.
مهدي يقدم مبادرة لإنهاء الأزمة
كما دعا زعيم حزب الأمة القومي المعارض في السودان، الصادق المهدي، البشير إلى التنحي عن الحكم، ورفع حالة الطوارئ، وإطلاق سراح المعتقلين، ضمن مبادرة سماها "كبسولة التحرير".
اعتقال محتجات وجلدهن
وظهرت المراة السودانية في الميادين من خلال إنشاد الأغاني، و أوضح التحالف الديمقراطي للمحتجين اعتقال 9 نساء محتجات في السودان، وتم جلدهن 20 جلدة والسجن شهراً، لمشاركتهن في الاحتجاجات.
التحفظ على عمر البشير
الشرارة السابقة المشتعلة هي التي قلبت الوضع في السودان، حتى أعلن الفريق أول عوض بن عوف، وزير الدفاع ونائب الرئيس السوداني عمر البشير، بيان للقوات المسلحة، وأوضح فيه انه تم اعتقال عمر البشير والتحفظ عليه في مكان آمن.
وأكد في بيان تم بثه عبر التلفزيون السوداني، أن الفقراء زادوا فقراً والأغنياء زاد غناهم، وأضاف أن الشعب كان مسامحا وكريما، رغم ما أصاب المنطقة، فقد خرج شبابه في تظاهرات سلمية تعبر عنها شعاراتهم منذ ديسمبر الماضي.