في ذكرى ميلاد "الأبنودي".. ماذا ترك الخال لمحبيه؟
"لا اطلع من عمر مكرم..
ولا أتلف بالأعلام.. حاموت في قرية.. عريانة من الإعلام.. مواطن زي جيراني وحامشيها
على كتافهم.. فدول أطيب ودول أكرم.. وروح الحب في قلوبهم.. لا مهرجانات ولا أفلام"
لم يكن عبد الرحمن الأبنودي، مجرد شاعر عامية حفر، فهو واحد من هؤلاء الشعراء
الذين حفرت أسمائهم في التاريخ، فغنى له كبار فنانو مصر مثل صباح وعبد الحليم حافظ
وفايزة أحمد ومحمد رشدي، ومحمد منير وغيرهم، فاعماله محفوره في التاريخ بحروف من ذهب،
ومواقفه الإنسانية كذلك محفوره في ذاكرة محبيه، وفي ذكرى ميلاد الخال تستعرض
"الفجر" أبرز رسائله لمحبيه.
جميع الأصدقاء بيهدوكي التحية
الرسالة الأولى من الخال لأحبابه كانت موجهة لزوجته الأولى"عطيات الأبنودي"،
عقب إعلان أبنة السيدة عطيات نبأ وفاتها في أكتوبر 2018.
حرص رواد مواقع التواصل الأجتماعي، على إحياء ذكرى كلا من الشاعر الراحل وزوجته
الأولى، فتداولوا لهما رسالة قديمة كتبها الخال لزوجته وقال فيها: "عطيات.. لم
أكن أريد أن أكتب لك هذه الأيام ولكن خطابك حرك بي كل دوافع الكتابة، أنت في تجربة
صعبة وقاسية وقلبي معك، ولكن ما حيلتنا إذا كانت هذه الطريقة الوحيدة لكي يشق الإنسان
البسيط طريقه نحو نفسه ونحو أن يكون، تحملي فالجميع هنا يتوقع منك النجاح، والعالم
لن يعطيك شيئًا لأنه إذا كان بيت الإنسان فاقد القدرة على العطاء فما بالك بالأغراب،
ولكننا جميعًا نعلم أنك قادرة على شق أصعب أنواع الصخور، نحن جميعاً خلفك".
وتابع في رسالته: "طبعاً حالتي المالية الآن سيئة، إن رصيدي في البنك
4 جنيهات فقط المهم التليفون في البيت، والبيت بذلك دبت فيه الحياة والقاهرة كلها سمعت
حديثك في راديو لندن وإذاعة القارة ("قسم الاستماع الخارجي سجلوه" هابعتلك
رواية عبد الفتاح الجمل "الخوف"، التي أشرفت على طباعتها قبل سفرك أول ما
يكون في جيبي خمسين قرش، أنا مش حزين ومش سعيد، جميع الأصدقاء بيهدوكي التحية".
الخال لـ"السيسي".. خاف على اللحم
حرص الخال كذلك على توجيه رسالة للرئيس عبد الفتاح السيسي، عند توليه حكم مصر
عام 2014، فكتب له "مرسال" وقال فيها:" يا أيها القبطان قانون البحر
متخفش على الصارى وخاف على اللحم.. والشعب طاشى لا نظر ولا سمع وفضيت الساحة من الحرافيش..
الدم متنكر في صورة دمع والكبد متمزع والقلب مفيش.. فاحذر لسان مسموم بقولنا وقال وآخر
النهار لا جدعنه ولا مال".
متنسونيش
الشعب هو الحب الحقيقي "للخال"، وقبل وفاته حرص على توجيه رسالة له
من خلال حواره مع الإعلامية "لميس الحديدي".
وقال في رسالته:" حيًا او ميتًا انا عبد الرحمن الابنودي، عشت حياتي طفل
انا.. اكلو دراعي اشتغلت بالدراع التاني..
ظلموني ما رضيتش اتظلم، اللي حبوني كان رد فعلي غرامي بيهم.. انا اللي حبيت هذا الوطن، وحبيت هذه الارض، وحبيت الناس وانا
ابن ناس فقرا جدا واشتغل في الارض بايدي".