مؤلفا "أوراق قطر": الدوحة ترعى الإرهاب وتموله في أوروبا
اعتبر مؤلفا كتاب "أوراق قطر"
أن تنظيم الحمدين الإرهابي في الدوحة يغرس شوكة الإرهاب في أوروبا عن طريق أذرعه من
تنظيم الإخوان الإرهابي، كما كشفا عن العلاقة بين مؤسسة قطر الخيرية وتمويل الإرهاب،
برعاية تميم بن حمد.
وأوضح جورج مالبرنو، الصحفي بـ"لوفيجارو"
وكريستيان شينو الصحفي بإذاعة "فرانس إنتر"، خلال مقابلة مع محطة "بي
إف.إم تي في " أن "المآرب الحقيقية المشبوهة خلف هذا السخاء القطري ليس حباً
في مسلمي أوروبا ولكن وسيلة لاختراق القارة العجوز".
وأوضح مالبرنو أنه "منذ نحو 10 سنوات
تضخ قطر استثمارات ضخمة في أوروبا لاسيما في فرنسا، من فنادق ورياضة وعقارات، وتتوغل
يوماً تلو الآخر في برايس، ولكن ما كشفناه أن هناك استثمارات أخرى لقطر مثيرة للجدل
في أوروبا تتعلق بالمؤسسات التي تتخذ من الدين ستارا لنشر التطرف والإرهاب".
ووفقاً للكتاب فإن "الدوحة مولت نحو
140 مشروعا في أوروبا، عبر مؤسسة قطر الخيرية بينها 30 مشروعا في فرنسا".
بدوره، قال مالبرنو:" عندما ذهبنا
للإليزيه لمعرفة حجم التمويل الحقيقي قدرت الاستثمارات في فرنسا بنحو 13 إلى 14 مليون
يورو، ولكن وفقاً للوثائق الداخلية لقطر الخيرية، فإن الاستمارات في المؤسسات الدينية
في فرنسا تخطت 30 مليون يورو".
ودلل مالبرنو على نماذج محددة للتمويل القطري
المثير للجدل، قائلاً: "إن المدرسة الإسلامية التي أسستها قطر الخيرية في مقاطعة
ديسين بمدينة ليون، تستقبل نحو 500 طالب وهي تأسست في ظروف معقدة أثارت الجدل، لكونها
بنيت في بيئة ملوثة بجانب المصانع، ورغم ذلك حصلت على التراخيص بسهولة".
ومثال آخر، قال مالبرنو، المسجد الكبير
في ألزاس، التابع لمؤسسة "أمل" ومسجد "مولهاوس" هى مراكز تخطى
تمويلها 27 مليون يورو، وتروج أفكار تنظيمي القاعدة و"داعش" الإرهابيين بضرورة
تأسيس ما يسمى بـ"الخلافة الإسلامية" ولكن يتم هذا في غياب تام للرقابة الفرنسية.
وأكد مالبرنو، أن خطورة هذا التمويل يكمن
في أن "هناك عدة وثائق تشير إلى أن "قطر الخيرية" مولت تنظيمات إرهابية
في مالي وسوريا تحت ستار معونات إنسانية، ونخشى أن تتبع المؤسسة نفس النهج في تحويل
المؤسسات التعليمية في أوروبا إلى تنظيمات إرهابية خاصة في فرنسا.
من جانبه، أشار المؤلف الآخر لـ"أوراق
قطر" شينو إلى أنه: "اكتشفنا أن قطر نشطة جداً في تمويل جماعات الإرهاب في
أوروبا منذ 2013، عبر شبكات معقدة شبه عنكبوتية في أنحاء القارة بدءاً من سويسرا، وشمال
فرنسا، مروراً بإيطاليا المستهدف الأول لأنشطتهم، حيث بلغ إجمالي التمويل نحو 71 مليون
يورو.
وأوضح شينو، الصحفي بإذاعة "فرانس
إنتر"، أن "الوثائق التي تحصلنا عليها تؤكد خصوصية العلاقة المريبة بين قطر
الخيرية والعديد من الجمعيات في أوروبا، فيما يتعلق بالتعاملات المالية والأنشطة والخطابات".
وأضاف: "لقد كشفنا في هذا الكتاب
(أورواق قطر) ما نسميه المسكوت عنه خلف هذه الأنشطة، وهي تعزيز شوكة الإرهاب في أوروبا،
وهو الممثل في تنظيم الإخوان في أوروبا الذي يهدد أمننا"، مدللاً على ذلك أن
"قطر الخيرية" مولت نحو 30 مشروعا في فرنسا، 21 منها عن طريق جميعات ومنظمات
محسوبة على الإخوان.
ولفت شينو إلى أن هذا السخاء القطري ليس
حباً في مسلمي أوروبا، ولكن اختراق وتوغل في أوروبا عبر تنظيم الإخوان وأذرعه، مثل
منظمة اتحاد مسلمي فرنسا، وفي ألمانيا منظمة "التجمع الإسلامي في ألمانيا"،
مضيفاً أن "ما يثير القلق أن هذا التمويل سري للغاية لا تفصح عنه لا السلطات القطرية
ولا الفرنسية، إلا جزءا بسيطا منه".
وفيما يتعلق بموقف السلطات الفرنسية من
هذه الاستثمارات المثيرة للجدل، قال إن "الإدارات الفرنسية السابقة لم تكن لديها
إرادة حقيقية لحظر التمويل القطري لكونها تحتاج إليه، ولكن بعد وصول الرئيس الفرنسي
إيمانويل ماكرون أصبحت الاستثمارات القطرية في مرمى الأجهزة الفرنسية، كما أصبحت غير
مرحب بها في فرنسا، لكون ماكرون أكثر حزماً من سابقيه".
وحمٌل شينو الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا
ساركوزي الذي كان مقرباً من أمير قطر تميم بن حمد مسؤولية التوغل القطري في فرنسا،
قائلاً: "إنه مهندس التدخل الغزو القطري لفرنسا، وسار على خطاه سلفه فرنسوا هولاند".
وأكد أن "ماكرون منذ وصوله الإليزيه عام 2017 قطع دابر هذا التمويل"، مدللاً على ذلك، أنه شهد واقعة عندما حدثه أمير قطر هاتفياً بعد أسبوع من وصوله السلطة لتهنأته، وقال له ماكرون: "نعم أرحب بالشراكة الاستراتيجية بين البلدين، ولكن أرفض أي تمويل لمزيد من الاستثمارات القطرية على الأراضي الفرنسية وسأكافح لأحول دون ذلك".