مركز الملك عبدالله للحوار يدعو لعدم إغفال دور الدين في حياة الناس
شارك مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، في منتدى هوراسيس العالمي لعام 2019م بمدينة كاسكايس البرتغالية، خلال الفترة بين 8-6 أبريل الجاري.
حضر المنتدى عدد من المشاركين يُمثلون 70 دولة من القيادات السياسية ورجال الأعمال ومنظمات الحوار والقيم الإنسانية.
ومثل مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، أمينه العام الفيصل بن عبدالرحمن بن معمر، الذي ألقى كلمة في الجلسة العامة للمنتدى التي خصصت لمناقشة علاقة القيم الدينية والإنسانية بأعمال مجالس الإدارة في المؤسسات التجارية وصانعي السياسات.
وأكد الأمين العام لمركز الحوار العالمي، طبيعة عمل المركز، كمنظمة دولية، مقرها فيينا، مع الحكومات ومؤسسات الأمم المتحدة والجهات الفاعلة في المجتمع المدني؛ لتعزيز الحوار والتعاون بين المجتمعات الإنسانية؛ بناءً على ما تشكِّله القيم الدينية والإنسانية من قوة فاعله لاعتبار الدين والمشترك الإنساني مصدرًا للخير والسلام والتعايش ومكافحًا للتطرف والتعصب.
وأشار إلى أن المركز منظمة حوارية دولية، تسعى لتفعيل دور الأفراد والقيادات والمؤسسات الدينية لمساندة صانعي السياسات في بناء السلام وتعزيز التعايش، في المنظمات الدولية، عبر حلول مستدامة وتحقيق نتائج إيجابية؛ ويديره مجلس يضم خبراء في مجال الأديان والثقافات من المسلمين والمسيحيين واليهود والبوذيين والهندوس، كقوة فاعلة لتعزيز ثقافة الحوار والتعاون لتحقيق الخير للإنسانية، ومجلس استشاري يضم (41) عضوًا، يمثلون (15) ديانة وثقافة عالمية؛ برعاية ودعم مجلس أطراف الدول المؤسّسة (المملكة والنمسا وإسبانيا والفاتيكان بصفة مؤسس مراقب)؛ من أجل ترسيخ المشترك الإنساني وتحقيق العيش المشترك والأمن والسلام العالمي، عبر تنظيم برامج تدريبية وشبكات تواصل بين القيادات والمؤسسات الدينية المتنوعة، من خلال استثماره للقيم الدينية والعلاقة بين القيادات الدينية وصانعي السياسات.
وقال: «هناك العديد من الدروس التي تعلَّمناها في عملنا ويمكن تطبيقها على العلاقة بين مؤسسات القيم ومؤسسات المال والأعمال والتي تعمل في مجتمعات متنوعة ويشارك في إداراتها أعضاء من أديان وثقافات متنوعه أيضًا؛ إذ تُعلِّم جميعها الاحترام للتنوع والرحمة والعدالة وتدعو إليها.
كما تُعلِّم أتباعها بأن جميع البشر إخوة، مؤكدًا أن تلك القيم والأخلاقيات المشتركة هي قوة الدفع لعملنا».
وتناول ابن معمر القيادة كأحد جوانب الدين القوية، مشيرًا إلى أن القيم الدينية في معظم أنحاء العالم، تشكّل مصدرًا للتوجيه الأخلاقي والروحي حول كيفية العيش المشترك، داعيًا إلى عدم إغفال الدور الكبير للدين في حياة الناس، إذ ينتمي حوالي (84٪) من سكان العالم إلى عقائد دينية.
وشدّد على ضرورة الحوار في الأماكن التي يُساء فيها استخدام الدين؛ لتقسيم المجتمعات وتعميق جذور الكراهية، حيث تعالج هذه القيم النبيلة مسببات انقسام الناس، كونها تمثّل بوصلة أخلاقية، يمكن أن تسير على هداها الشركات العالمية .
وأكد ابن معمر أن القيم الدينية والإنسانية المشتركة؛ توفر وسيلة فعالة؛ لإعادة الناس إلى جوهر العمليات التجارية البناءة، وتساعد أصحاب الأعمال التجارية؛ للمشاركة في تعزيز النمو المستدام والعادل، لافتًا إلى أنه عندما ننظر إلى العالم من حولنا، بعيوننا وعيون صانعي السياسات والمجتمع المدني؛ سيكتسب قادة قطاع الأعمال التجارية، أهمية كبيرة.
وهنا تكمن أهمية إشراكهم في الجهود المبذولة؛ لبناء عالم أفضل، معتبرًا القيم الدينية والإنسانية، خير مساعد لهم على ذلك؛ مشيرًا إلى تطور مفهوم القيم المشتركة، في بيئات ريادة الأعمال مؤخرًا؛ ليصبح نهجًا جديدًا للشركات، يمكّنها من تحقيق الأرباح، داعيًا إلى ضرورة توجه الشركات للاهتمام بأولويات العملاء، ومجموعات السكان التي تعمل فيها أو تسوّق منتجاتها لديها؛ ليصبح ذلك جزءًا لا يتجزّأ من رؤيتها الاستراتيجية وقيمها التي تتبناها لدعم إنتاجها والرفع من أرباحها.